الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أول خطاب إذاعي بحريني
الثلاثاء الماضي الموافق 13 فبراير احتفلت وزارة الإعلام البحرينية باليوم العالمي للإذاعة، ونفتخر بأن مملكة البحرين هي أول دولة بالمنطقة شهدت البث الإذاعي منذ عام 1940، ولها الريادة الخليجية والإقليمية في هذا الخصوص.
ولتدشين الإذاعة في مملكة البحرين حكاية جميلة ينبغي أن يعرفها الجيل الحالي، ويدرك مدى اهتمام حكام البلاد منذ القدم بالتطوير والريادة.. ففي الرابع من نوفمبر 1940 دشن المغفور له الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة طيب الله ثراه حفل افتتاح الإذاعة في قصر القضيبة، بحضور 400 شخص، شهدوا الحدث التاريخي الإعلامي الأول على مستوى المنطقة.
وجاء في خطابه الإذاعي رحمه الله كلمات رصينة ومتميزة، تجعلنا ندرك أسس وقواعد الخطاب السياسي والدبلوماسي، والإعلامي الوطني في بلادنا، والحرص التاريخي على قيم ومبادئ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
حيث قال رحمه الله في خطابه كما نشر في الوسائل الإعلامية: «نحن حمد بن عيسى آل خليفة، نتكلم من مدينتنا المنامة عاصمة جزر البحرين.. مذيعين للعالم الافتتاح الرسمي لمحطة الإذاعة الأولى في الخليج.. نغتنم هذه الفرصة فنرسل تحياتنا إلى كافة أصدقائنا الكثيرين في كافة أنحاء العالم، وإلى إخواننا المسلمين الذين يستمعون إلى هذه الإذاعة.. وإن تأسيس هذه الإذاعة الجديدة ينيلنا بهجة عظيمة، ذلك لأننا نعتقد أنها ستكون مهمة لأبناء الخليج، ولأننا أيضاً نعتقد أنها ستقوم بأوسع من ذلك حيث إنها ستحسن علاقاتنا الطيبة مع الدول العربية».
كما تناول رحمه الله في خطابه الإذاعي أحداث الحرب العالمية الثانية، وتأثيراتها وتداعياتها على الدول والشعوب، وكذلك على الديمقراطية.. وأشار رحمه الله في خطابة إلى التناقضات والدعايات المستخدمة في الحرب، قائلا: «إن الجو اليوم مملوء بدعايات متناقضة، وهذه الدعايات ذات نوعين، فهناك نوع من الدعايات أساسه الأكاذيب المختلفة، التي قصد بها الإقناع والتضليل، وهناك نوع آخر من الدعاية يرتكز على الحقيقة والصدق.. ونحن نرغب أن نقول لمستمعينا هذه الليلة وللعالم أجمع إن جميع الإذاعات التي سنذيعها من البحرين ستكون من النوع الأخير، ذلك يعني أنها قائمة على الحقيقة.. كل الحقيقة.. والحقيقة ليس إلا».
وقد دشن الزميل مهند النعيمي منذ سنوات، تزامنا مع مرور أكثر من 80 عاما على انطلاق أول إذاعة في مملكة البحرين، أحدث اصداراته الإعلامية بعنوان (عندما تكلم الحديد.. هنا البحرين -تاريخ الإذاعة في البحرين 1940-2021)، الذي يعد مرجعاً شاملاً لتاريخ العمل الإذاعي في مملكة البحرين بالصوت والصورة.
ويوثق الكتاب مراحل التطوّر الرئيسيّة في تاريخ الإذاعة البحرينية، وهي (الإذاعة الأولى) التي انطلقت في 4 نوفمبر 1940م، ثم الإذاعة الثّانية وهي (إذاعة البحرين اللّاسلكيّة في 21 يوليو عام 1955م)، التي انطلق منها أوّل صوت ينادي (هنا البحرين)، كما يوثق الكتاب ما مرّت به الإذاعة في ظلّ عهد المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشّيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الرّاحل طيّب الله ثراه، والعهد الزّاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
في اليوم العالمي للإذاعة نتقدم بخالص التحية والتقدير والوفاء لرواد الإذاعة البحرينية، والشكر واجب وموصول إلى سعادة د. رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام وجميع السادة الوزراء والمسؤولين الذين تعاقبوا على الوزارة والإذاعة.. وخالص التهاني والتبريكات لمدير الإذاعة الأخ يونس سلمان وكافة العاملين في إذاعة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك