العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

بعد 4 أشهر من العدوان.. المجاعة تخيم على شمال غزة

الأحد ١٨ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

قطاع‭ ‬غزة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬اضطر‭ ‬شادي‭ ‬جنينة‭ ‬إلى‭ ‬طحن‭ ‬حبوب‭ ‬الحيوانات‭ ‬لإطعام‭ ‬أطفاله‭ ‬الخمسة‭ ‬مثل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الذين‭ ‬يبذلون‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعهم‭ ‬لتجنب‭ ‬المجاعة،‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الخانق‭. ‬

يقول‭ ‬شادي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬علف‭ ‬الطيور‭ ‬والحيوانات‭ ‬والماشية،‭ ‬مثل‭ ‬الشعير‭ ‬والذرة‭ ‬والقمح،‭ ‬ونطحنها‭ ‬لنصنع‭ ‬الدقيق‮»‬‭. ‬

ويضيف‭ ‬أن‭ ‬الخبز‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬يابس‭ ‬وغير‭ ‬مصنوع‭ ‬للبشر‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬مجبرون‭ ‬على‭ ‬أكله‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬‮«‬سد‭ ‬الاحتياجات‮»‬‭ ‬الغذائية‭ ‬لأطفاله‭. ‬

وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الصغير‭ ‬والخاضع‭ ‬للحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أفقر‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وقبل‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬كان‭ ‬الغزاويون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬رمقهم‭ ‬بفضل‭ ‬المساعدات‭ ‬جزئيا‭. ‬

ولكن‭ ‬حاليا،‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬يقترب‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجاعة‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

والوضع‭ ‬حرج‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬القطاع‭ ‬حيث‭ ‬تواجه‭ ‬منظمات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الدولية‭ ‬عراقيل‭ ‬إسرائيلية‭ ‬لإيصال‭ ‬المساعدات‭. ‬

ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬العام،‭ ‬تلقت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬موافقة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬على‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬77‭ ‬طلبا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مهام‭ ‬تقييم‭ ‬للاحتياجات‭ ‬والمساعدات‭ ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬وفق‭ ‬مكتب‭ ‬تنسيق‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ (‬أوتشا‭) ‬الذي‭ ‬يدين‭ ‬القيود‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬

ويقول‭ ‬مسؤول‭ ‬مكتب‭ ‬‮«‬أوتشا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أندريا‭ ‬دي‭ ‬دومينيكو‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬وليس‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تدبيرهم‭ ‬سبل‭ ‬عيشهم‭. ‬ما‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬ليس‭ ‬كافيا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬إنهم‭ ‬في‭ ‬بؤس‭ ‬خالص‮»‬‭. ‬

ويضيف‭ ‬المسؤول‭ ‬الأممي‭: ‬‮«‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬نعبر‭ ‬حاجز‭ ‬وادي‭ ‬غزة‭ (‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬الشمال‭ ‬وبقية‭ ‬القطاع‭) ‬محملين‭ ‬بالمساعدات،‭ ‬يظهر‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬ويعترضون‭ ‬الشاحنات‭ ‬ويفرغونها‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬قالت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬المطبخ‭ ‬المركزي‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬آلاف‭ ‬الوجبات‭ ‬الساخنة‭ ‬يوميا‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬أجبرت‮»‬‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬جنوبا‭ ‬إلى‭ ‬رفح‭. ‬

وتحولت‭ ‬رفح‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬مخيم‭ ‬مترام‭ ‬يستضيف‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬نزحت‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬منهم‭ ‬بسبب‭ ‬القتال‭ ‬والغارات‭ ‬وأوامر‭ ‬الإخلاء‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬

غير‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تستعد‭ ‬لاجتياح‭ ‬رفح‭ ‬بعد‭ ‬دخولها‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬برا‭ ‬ثم‭ ‬مدينة‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬في‭ ‬جنوبه،‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬مخاوف‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬حمام‭ ‬دم‭. ‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬المجاورة‭ ‬تمانع‭ ‬استقبال‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬مبررة‭ ‬ذلك‭ ‬بخشيتها‭ ‬ألا‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬يتساءل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬إمكان‭ ‬نقل‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬قليلا‭ ‬على‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬شمالا‭ ‬لحمايتهم‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬والقتال‭ ‬المحتمل‭. ‬

ويقول‭ ‬أندريا‭ ‬دي‭ ‬دومينيكو‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬نطرحه‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬عوائق‭ ‬أمام‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭. ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حل،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬ستكون‭ ‬لهجوم‭ ‬بري‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬عواقب‭ ‬خطرة‮»‬‭.‬

‭ ‬ويتفاقم‭ ‬التعطيل‭ ‬جراء‭ ‬التظاهرات‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬جماعات‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬بهدف‭ ‬عرقلة‭ ‬مرور‭ ‬الشاحنات‭ ‬أمام‭ ‬معبر‭ ‬كرم‭ ‬أبو‭ ‬سالم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إيفاد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أحيانا‭ ‬خبراء‭ ‬متفجرات‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬الشاحنات،‭ ‬بسبب‭ ‬الذخائر‭ ‬العديدة‭ ‬غير‭ ‬المنفجرة‭ ‬في‭ ‬الشمال‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا