قطاع غزة - الوكالات: قال مسؤولون محليون بقطاع الصحة ومسؤولون بالأمم المتحدة إن القتال ونقص الوقود والغارات الإسرائيلية تسببت في خروج ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة عن الخدمة تماما أمس، وذلك في الوقت الذي تقاتل فيه الفصائل الفلسطينية قوات الاحتلال الغازية في القطاع المدمر.
وجاءت الضربة الأخيرة لقطاع الرعاية الصحية المدمر في غزة في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لاجتياح مدينة رفح، والتي تؤوي الآن أكثر من مليون فلسطيني معظمهم من النازحين، وهي خطوة حذر المجتمع الدولي، ولا سيما أمريكا، من أنها قد تؤدي إلى معاناة إنسانية بلا حد.
وتسبب العدوان الإسرائيلي في تدمير جزء كبير من قطاع غزة وأجبر جميع سكان القطاع تقريبا على النزوح. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن 28985 شخصا، معظمهم من المدنيين، استشهدوا.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة لرويترز إن مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع «خرج عن الخدمة».
وقال مسؤولو الصحة إن المستشفى لا يزال يؤوي عشرات المرضى الذين يعانون من إصابات ناجمة عن العدوان ومن الأزمة الصحية المتفاقمة في غزة لكن لا توجد كهرباء ولا يوجد عدد كاف من أفراد الأطقم الطبية لعلاجهم جميعا.
وقال القدرة إن هناك أربعة أطقم طبية فقط تتولى رعاية المرضى داخل مستشفى ناصر. وتتألف هذه الأطقم الأربعة من 25 موظفا.
وأضاف أن إمدادات المياه إلى المستشفى توقفت بسبب توقف مولدات الكهرباء عن العمل منذ ثلاثة أيام، كما أن مياه الصرف الصحي تغمر غرف الطوارئ، وليس لدى الأطقم الطبية المتبقية أي وسيلة لعلاج مرضى العناية المركزة.
وأضاف أن نقص إمدادات الأكسجين نتيجة لانقطاع الكهرباء أيضا تسبب في استشهاد سبعة مرضى على الأقل.
وخرجت أغلب المستشفيات في قطاع غزة عن العمل بسبب القتال ونقص الوقود مما ترك 2.3 مليون نسمة من دون رعاية صحية مناسبة.
وداهمت إسرائيل منشآت طبية بزعم أن حماس تحتفظ بالأسلحة والرهائن في المستشفيات. وتنفي حماس هذه المزاعم.
ويقول المجتمع الدولي إنه يجب توفير الحماية للمستشفيات المحمية بموجب القانون الدولي.
وحثت منظمة الصحة العالمية إسرائيل على السماح لموظفيها بالوصول إلى المستشفى، حيث قالت إن الحصار والغارات التي تشنها القوات الإسرائيلية منذ أسبوع بحثا عن مقاتلي حماس منعتهم من مساعدة المرضى.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي «أمس وأول أمس، لم يُسمح لفريق منظمة الصحة العالمية بدخول المستشفى لتقييم ظروف المرضى والاحتياجات الطبية الحرجة، على الرغم من وصوله إلى مجمع المستشفى لتوصيل الوقود».
بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة من الشمال ثم انتقل جنوبا مع نزوح الفلسطينيين وتكدس كثيرون منهم في خيام حول المدن الجنوبية بما في ذلك خان يونس ورفح الواقعة على الحدود بين غزة ومصر وبها المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
وتم الدفع بأكثر من نصف سكان قطاع غزة إلى رفح في جنوب القطاع، وأثارت الخطط الإسرائيلية لاقتحام المدينة قلقا دوليا.
وقال سكان محليون ومسؤولون إعلاميون من حماس إن طائرات إسرائيلية شنت هجومين على منطقتين في رفح أمس، بما في ذلك مبنى خاو بالقرب من الحدود مع مصر.
وقال مسعفون محليون إن الهجوم الثاني أصاب منطقة مفتوحة لجأ إليها نازحون، ما أسفر عن استشهاد ستة أشخاص.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك