العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

«عم ربيع»: بائع البرتقال الصعيدي.. أصبح أيقونة محبة لأبناء غزة

القاهرة‭ - ‬سيد‭ ‬عبدالقادر‭:‬

الاثنين ١٩ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

 

مقطع‭ ‬مصور‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬مدته‭ ‬دقيقتين،‭ ‬حول‭ ‬بائع‭ ‬فاكهة‭ ‬بسيط‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬الصعيد،‭ ‬ليبيع‭ ‬بضاعته‭ ‬على‭ ‬الرصيف‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬البدرشين‭ (‬محافظة‭ ‬الجيزة‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬نجم‭ ‬تتحدث‭ ‬عنه‭ ‬الصحف‭ ‬ومحطات‭ ‬التلفزيون‭ ‬العربية،‭ ‬باعتباره‭ ‬أيقونة‭ ‬أو‭ ‬رمزا‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬التضامن‭ ‬الشعبي‭ ‬الواسع‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬عدوانا‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الزمان‭.‬

روى‭ ‬هذا‭ ‬المقطع‭ ‬المصور‭ ‬كيف‭ ‬انفعل‭ ‬عم‭ ‬ربيع‭ ‬البائع‭ ‬البسيط‭ ‬عندما‭ ‬رأى‭ ‬شاحنتين‭ ‬للمساعدات‭ ‬متجهتين‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬فأخذ‭ ‬يملأ‭ ‬قبضتيه‭ ‬بحبات‭ ‬البرتقال‭ ‬ويلقيها‭ ‬فوق‭ ‬الشاحنتين،‭ ‬وتكرر‭ ‬الأمر‭ ‬كثيرا‭ ‬وسط‭ ‬اعجاب‭ ‬وذهول‭ ‬المارة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬العفوي‭ ‬لبائع‭ ‬يلقي‭ ‬بضاعته‭ ‬وهي‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬فوق‭ ‬الشاحنتين‭ ‬وكل‭ ‬أمله‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭... ‬وعندما‭ ‬هدأ‭ ‬انفعاله‭ ‬قليلا‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬سائقي‭ ‬الشاحنتين‭ ‬ببعض‭ ‬ثمار‭ ‬البرتقال‭ ‬قائلا‭ ‬لهم‭: ‬هذه‭ ‬لكم‭.. ‬وأرجوكم‭ ‬لا‭ ‬تأخذوا‭ ‬مما‭ ‬ألقيته‭ ‬على‭ ‬الشاحنتين‭.. ‬اتركوه‭ ‬ليأكله‭ ‬إخوتنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

اسمه‭ ‬بالكامل‭ ‬ربيع‭ ‬حسن‭ ‬محمد‭ ‬أحمد،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬ببا‭ ‬محافظة‭ ‬بني‭ ‬سويف‭ (‬120‭ ‬كيلومترا‭ ‬جنوب‭ ‬الجيزة‭)‬،‭ ‬رزقه‭ ‬الله‭ ‬بسبعة‭ ‬أبناء‭ ‬وبنات،‭ ‬توفي‭ ‬أحدهم‭ ‬وكان‭ ‬يحمل‭ ‬نفس‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬ربيع‮»‬‭.‬

أصبح‭ ‬ربيع‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬الجميع‭ ‬فجأة،‭ ‬أصحاب‭ ‬السيارات‭ ‬يطلقون‭ ‬أبواقها‭ ‬إذا‭ ‬مروا‭ ‬بالقرب‭ ‬منه‭ ‬ويناديه‭ ‬المارة‭ ‬ويلقون‭ ‬عليه‭ ‬التحية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وتلقى‭ ‬هاتفه‭ ‬اتصالات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬خليجية،‭ ‬وهي‭ ‬أشياء‭ ‬أسعدت‭ ‬قلبه‭ ‬كثيرا،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يقول‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬إليه‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬لم‭ ‬أفعل‭ ‬شيئا‭ ‬كبيرا،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬أنني‭ ‬اتألم‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬نشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬وأبكي‭ ‬وأنا‭ ‬أشاهد‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬إخوتنا‭ ‬وأبناؤنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.. ‬ويا‭ ‬ريتني‭ ‬كنت‭ ‬أملك‭ ‬الكثير‭ ‬لقدمته‭ ‬لهم‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬أبكاه‭ ‬أيضا‭ ‬كان‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬حفيده‭ ‬ابن‭ ‬أكبر‭ ‬بناته‭ ‬الذي‭ ‬التقط‭ ‬الهاتف‭ ‬من‭ ‬أمه‭ ‬وعبر‭ ‬له‭ ‬بعفوية‭ ‬عن‭ ‬فرحته‭ ‬لأن‭ ‬الناس‭ ‬تحب‭ ‬جده‭ ‬وتتحدث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭.‬

ويقول‭ ‬عم‭ ‬ربيع‭: ‬لم‭ ‬أفكر‭ ‬فيما‭ ‬فعلته‭.. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬رؤية‭ ‬الشاحنتين‭ ‬ومعرفة‭ ‬انهما‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬فعلت‭ ‬ما‭ ‬قدرت‭ ‬عليه‭ ‬وشعرت‭ ‬براحة‭ ‬كبيرة‭ ‬بعدها،‭ ‬وأتمنى‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬الشهم‭ ‬والجدع‭ ‬أن‭ ‬يتبرع‭ ‬لمساعدة‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬محنتهم‭.‬

ما‭ ‬فعله‭ ‬عم‭ ‬ربيع‭ ‬بائع‭ ‬الفاكهة‭ ‬البسيط‭ ‬دفع‭ ‬أحد‭ ‬رجال‭ ‬المصريين،‭ ‬للإعلان‭ ‬عبر‭ ‬شاشة‭ ‬قناة‭ ‬ام‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬بالتبرع‭ ‬له‭ ‬بتكاليف‭ ‬أداء‭ ‬العمرة‭ ‬وأعلن‭ ‬آخر‭ ‬تقديم‭ ‬محل‭ ‬يبيع‭ ‬فيه‭ ‬فاكهته‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬بيعها‭ ‬في‭ ‬الشارع‭.‬

وأخيرا‭ ‬يقول‭ ‬عم‭ ‬ربيع‭: ‬الناس‭ ‬كلها‭ ‬بتسلم‭ ‬عليَّ‭ ‬ودي‭ ‬حاجة‭ ‬بتفرحني‭ ‬جدًا‭ ‬ومش‭ ‬لاقي‭ ‬كلام‭ ‬أقوله‭ ‬ليهم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا