مقطع مصور على مواقع التواصل لم تتجاوز مدته دقيقتين، حول بائع فاكهة بسيط جاء من الصعيد، ليبيع بضاعته على الرصيف في مدينة البدرشين (محافظة الجيزة)، إلى نجم تتحدث عنه الصحف ومحطات التلفزيون العربية، باعتباره أيقونة أو رمزا من رموز التضامن الشعبي الواسع من المحيط إلى الخليج مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، الذين يواجهون عدوانا لم يسبق له مثيل على مر الزمان.
روى هذا المقطع المصور كيف انفعل عم ربيع البائع البسيط عندما رأى شاحنتين للمساعدات متجهتين إلى غزة، فأخذ يملأ قبضتيه بحبات البرتقال ويلقيها فوق الشاحنتين، وتكرر الأمر كثيرا وسط اعجاب وذهول المارة من هذا السلوك العفوي لبائع يلقي بضاعته وهي كل ما يملك فوق الشاحنتين وكل أمله أن تصل إلى أهل غزة... وعندما هدأ انفعاله قليلا توجه إلى سائقي الشاحنتين ببعض ثمار البرتقال قائلا لهم: هذه لكم.. وأرجوكم لا تأخذوا مما ألقيته على الشاحنتين.. اتركوه ليأكله إخوتنا في غزة.
اسمه بالكامل ربيع حسن محمد أحمد، وهو من مركز ببا محافظة بني سويف (120 كيلومترا جنوب الجيزة)، رزقه الله بسبعة أبناء وبنات، توفي أحدهم وكان يحمل نفس اسمه «ربيع».
أصبح ربيع محط أنظار الجميع فجأة، أصحاب السيارات يطلقون أبواقها إذا مروا بالقرب منه ويناديه المارة ويلقون عليه التحية من كل مكان، وتلقى هاتفه اتصالات كثيرة من دول خليجية، وهي أشياء أسعدت قلبه كثيرا، ورغم ذلك يقول لكل من يتحدث إليه: «أنا لم أفعل شيئا كبيرا، كل ما حدث أنني اتألم كل ليلة وأنا أتابع نشرات الأخبار وأبكي وأنا أشاهد المآسي التي يتعرض لها إخوتنا وأبناؤنا في فلسطين.. ويا ريتني كنت أملك الكثير لقدمته لهم عن طيب خاطر».
لكن ما أبكاه أيضا كان اتصالا من حفيده ابن أكبر بناته الذي التقط الهاتف من أمه وعبر له بعفوية عن فرحته لأن الناس تحب جده وتتحدث عنه في كل وقت.
ويقول عم ربيع: لم أفكر فيما فعلته.. كل ما حدث كان نتيجة رؤية الشاحنتين ومعرفة انهما في الطريق إلى غزة، فعلت ما قدرت عليه وشعرت براحة كبيرة بعدها، وأتمنى الشعب المصري الشهم والجدع أن يتبرع لمساعدة أهالي غزة في محنتهم.
ما فعله عم ربيع بائع الفاكهة البسيط دفع أحد رجال المصريين، للإعلان عبر شاشة قناة ام بي سي، بالتبرع له بتكاليف أداء العمرة وأعلن آخر تقديم محل يبيع فيه فاكهته بدلا من بيعها في الشارع.
وأخيرا يقول عم ربيع: الناس كلها بتسلم عليَّ ودي حاجة بتفرحني جدًا ومش لاقي كلام أقوله ليهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك