الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
رؤية البحرين.. الصياغة والشراكة
منذ القدم ومملكة البحرين، دولة قائمة على مبدأ التشاور والتحاور والتوافق.. وتحرص قيادتها الحكيمة منذ الأزل على تعزيز مبدأ المشاركة الشعبية في صنع اتخاذ القرار الوطني، وفق كافة صور وأشكال المشاركة الفاعلة والإيجابية والبناءة.
ومنذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مقاليد الحكم، ومملكة البحرين تمضي قدما في ترسيخ مفهوم المشاركة بمنهجية مؤسسية وحضارية، وتضاعفت صور المشاركة والمساهمة وأخذ الرأي بل وطلبه من الناس، والتشجيع على ممارسة حرية الرأي والتعبير المسؤولة، وهذا ما أكدته نصوص دستور مملكة البحرين، ومبادئ ميثاق العمل الوطني.
وفي هذا السياق، وتعزيز وارتقاء بمبدأ الشراكة، جاءت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لصياغة رؤية البحرين الاقتصادية 2050 مع الحرص بأن تعكس الرؤية طموحات وتطلعات المجتمع. بجانب البدء في إجراء مشاورات معَ السلطة التشريعية والقطاع الخاص والجمعيات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني، لصياغة رؤية البحرين الاقتصادية 2050، وذلك في إطار الحرص على أنْ تعكسَ الرؤية طموحات وتطلعات المجتمع، على أنْ يُستكمَلَ هذا العمل بإطلاق الرؤية قبل نهايةِ العام الحالي.
هذا التوجيه الكريم، يؤكد حرص القيادة الحكيمة على تعزيز المشاركة الشعبية لصياغة رؤية المستقبل، والايمان الراسخة بأن العمل الجماعي والقرار الوطني يكون أكثر نجاحا وهدفا مشتركا طالما جاء بالتوافق والمشاركة والثقة المتبادلة، القائمة على الولاء والانتماء للقيادة والوطن أولا.
كما أن توجيه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى الاستمرار في قياس وتقييم ما تحقق على صعيد تنفيذ رؤية البحرين الاقتصادية 2030، مع مواصلة العمل على تنفيذ ما تضمنته الرؤية من مستهدفات تحقق الخير والنماء للوطن وتطلعات أبناء الوطن الكرام، وخاصة أننا اليوم على بعدِ ست سنواتٍ من استكمال مستهدفات رؤية البحرين الاقتصادية 2030، والتي تحقق منها الكثير بفضلِ إسهامات فريقِ البحرين الواحد بكافة أعضائه.
بعض ملامح وأساسيات الرؤية الاقتصادية 2050 حاضرة في أذهان المواطنين، خاصة الملفات التي تشكل الأولوية اليوم لدى الجميع، وهي التوظيف والإسكان، وتطوير الخدمات بما يتوافق والعصر الجديد.. وهذه الأضلع الثلاثة التي تشكل هموم المواطن وتطلعاته وتحدياته، وأهدافه وطموحاته وغاياته.. وأتصور أن هذا المثلث سيكون هو المحك الأساسي لنجاح الرؤية، حينما نقف أو يقف أبناؤنا وأحفادنا عام 2050 ليقوموا بتقييم ما تحقق.
سر نجاح رؤية 2050 سيكون في عبارة (الاقتصاد).. فمن خلاله تقوم الدولة وتزدهر، وتحقق الأمنيات، وتبني المشاريع والمبادرات، وبفضله تقوى وتزداد حيوية كافة المسارات والمجالات والقطاعات.. فالاقتصاد هو الأساس.. ويجب أن يكون هو عنوان المرحلة المقبلة.. أكثر من أي مجال آخر.
ويجب أن تكون كلمة جلالة الملك المعظم حاضرة أمامنا جميعا، وهي أن كل جهود التنمية والاقتصاد يجب أن تصب في صالح الوطن، وكما قال سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إن اقتصاد البحرين يقف على قاعدة صلبة ويتمتع بمقومات يجب أن يتم توظيفها التوظيف الأمثل.. وبسم الله نبدأ فصلا جديدا لبحرين المستقبل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك