دمشق - (أ ف ب): قتل شخصان على الأقل جراء ضربة إسرائيلية استهدفت أمس الأربعاء شقة في حي راق في دمشق، وفق ما نقل الإعلام الرسمي، في ثاني استهداف لمبنى سكني هذا الشهر. وصرّح مصدر عسكري سوري، وفق الإعلام الرسمي: «شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوّياً بعدد من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد المباني السكنية في حي كفرسوسة بدمشق».
وأسفر القصف عن «استشهاد مدنيين اثنين وإصابة آخر بجروح وإلحاق أضرار مادية بالمبنى المستهدف وبعض الأبنية المجاورة»، وفق المصدر. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن القتيلين من جنسية غير سورية، من دون أن يتمكن من تحديد هويتيهما. وأفاد لاحقاً بمقتل مدني سوري هو عامل نظافة أثناء عمله قرب المبنى المستهدف. ولم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي.
واستهدف القصف، وفق ما شاهد مصور لوكالة فرانس برس في المكان، مبنى مؤلفا من تسعة طوابق. وتركزت الأضرار في الطابق الرابع منه الذي تحطمت واجهته. كذلك ألحقت الضربة أضراراً بسيارات متوقفة قرب المبنى. ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» صوراً أظهرت حريقاً مندلعاً في الشقة المستهدفة، عملت فرق الإطفاء على إخماده، في وقت فرضت القوى الأمنية طوقاً في المكان.
ويعدّ حيّ كفرسوسة من الأحياء الراقية في دمشق. وتوجد فيه مؤسسات رسمية ومقرات عسكرية وأفرع أمنية. كذلك، يضم مركزاً ثقافيا إيرانيا قريباً من المبنى المستهدف، وفق المرصد السوري. وبعد ساعات، نفذت إسرائيل ضربات جديدة في سوريا. وأفاد مراسل فرانس برس عن تردد دويّ قصف في دمشق.
وأفاد المرصد عن قصف إسرائيلي على مواقع تابعة لمجموعات إيرانية جنوب غرب دمشق، إضافة إلى سقوط قذائف إسرائيلية في ريف دمشق الغربي. ولم يأت الإعلام الرسمي السوري على ذكر الجولة الثانية من الضربات. وتعرّضت دمشق ومحيطها لضربات مماثلة في وقت سابق هذا الشهر، إذ أحصى المرصد في العاشر منه مقتل ثلاثة أشخاص موالين لطهران جراء ضربات إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا غرب دمشق.
وقتل خمسة أشخاص في غارة إسرائيلية في 20 يناير جراء ضربة إسرائيلية استهدفت وفق المرصد «اجتماعاً لقيادات مقربة من إيران» في منطقة المزة. وأفادت طهران لاحقاً بأن مستشارين عسكريين ايرانيين كانا في عداد القتلى. وفي 25 ديسمبر، أعلنت طهران مقتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي جراء ضربة جوية إسرائيلية قرب دمشق.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري. لكن هذه الضربات تكثّفت بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك