الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الإعلام الوطني.. ورؤية 2050
استكمالا لمقال أمس، حول مرسوم إعادة تنظيم وزارة الإعلام، ومرسوم إعادة تنظيم مركز الاتصال الوطني.. وتطلعا لدعم توجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بالبدء في إجراء مشاورات معَ السلطة التشريعية والقطاع الخاص والجمعيات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني، لصياغة رؤية البحرينِ الاقتصاديةِ 2050، فإن الإعلام الوطني يجب أن يكون فاعلا ومتفاعلا مع الرؤية والتوجيه.
وعلى الرغم من قيام العديد من الجهات والمؤسسات بتأييد خطوة المشاركة في صياغة الرؤية، وإعلان الموقف الإيجابي في التفاعل مع التوجيه، والبدء في التفكير لوضع آليات العمل وتصوراته بحسب كل جهة لتقديم مرئياتها، فإنه في المقابل هناك العديد من الجهات والمؤسسات لم تتفاعل ولم تحرك ساكنا بعد، ولم تنطق بكلمة، في أمر وطني يصب أساسا في مصلحتها، ودعم دورها ومشاركتها في بناء الوطن والتخطيط للمستقبل.
أليس هذا أمرا غريبا..؟؟ أليس هذا دليلا على تقاعس وتكلس بعض منظمات المجتمع المدني..؟؟ نحن أمام مسألة يجب أن نشهد معها حيوية وانتعاشا وحراكا في المجتمع المدني لصياغة الرؤية.. الجميع أمام فرصة وطنية للمشاركة والمساهمة، ولن يرحم التاريخ أي مؤسسة تتقاعس عن هذا الواجب الوطني، كما لن يعذر الأجيال القادمة الموقف غير المتفاعل من أي جهة، لو أنها جاءت ومارست «التحلطم» على رؤية 2050 عند التنفيذ والتطبيق، فيما هي التزمت الموقف السلبي الآن، ولم تشارك في الصياغة رغم دعوتها للمشاركة.
وللموضوعية والمصداقية، وتطبيقا للآية والقاعدة: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم».. فإن جمعية الصحفيين البحرينية مطالبة هي الأخرى بتفعيل دورها، وبيان مشاركتها، واستثمار التوجيه الكريم لوضع تصور عصري للإعلام الوطني لرؤية 2050، وإلا فلا ملامة لو وجد الإعلام الوطني نفسه خارج السياق بسبب عدم المبادرة واستثمار الدعوة الكريمة.
إذ من السهل واليسير أن يمارس البعض دوره الإعلامي في النقد والملاحظة، وبيان أوجه القصور والتقصير، ولكن السؤال الحاضر الآن: ماذا عملت وماذا كان دورك وكيف تصرفت حينما وجهت لك الدعوة للمشاورة والتفاعل لصياغة رؤية البلاد 2050..؟؟
الإعلام سيكون له دور حيوي ومركزي في مرحلة عام 2050.. ستكون وسائله ومصادره وأشكاله وطرقه غير التي نراها اليوم.. ولا بد أن يعرف هذا الدور، ويستعد له، ويشارك في رسم المسار، ويقوم بإعادة صياغة عمله ليواكب تطور الرؤية بطموحاتها وتطلعاتها، وأهدافها وغاياتها.
العالم يتحدث اليوم عن دخول «الذكاء الاصطناعي» في مختلف المجالات والقطاعات.. والإعلام لن يكون بعيدا عن هذا الأمر.. فهل استعدت جمعية الصحفيين لحث منتسبيها للمشاركة في صياغة المستقبل.. وحتى لا تجد نفسها في آخر الركب..؟
كل الجمعيات العمومية في مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المهنية يجب أن تعلم كل تفاعل قام به مجلس الإدارة مع الدعوة للمشاركة في صياغة رؤية 2050.. وكل عضو في أي جمعية ومؤسسة من حقه أن يعرف دور ومسؤولية الجمعية التي ينتمي إليها، والمؤسسة التي ينتسب إليها، ماذا قالت، وماذا ستقدم، وما هي مرئياتها التي تؤكد حضورها في خارطة مستقبل مملكة البحرين، ومستقبل الجمعية والمهنة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك