الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الكويت.. التاريخ والجغرافيا.. والمستقبل كذلك
قد تتمكن من تغيير الجغرافيا في الدول لعوامل عديدة.. هذا ما تكشفه علوم الطبيعة والجيولوجيا، وحتى الغزو والاستعمار.. في حين لا أحد يستطيع أن يغير التاريخ في الدول مهما طمس من حقائق ومعلومات.. ولكن في دولة الكويت يقف العالم أجمع أمام دولة لم يتمكن أحد أن يغير فيها التاريخ والجغرافيا.
اليوم وغدا 25 و 26 فبراير تحتفل دولة الكويت الشقيقة باليوم الوطني وذكرى التحرير.. احتفالية العيد الوطني هي الـ 63، وذكرى التحرير هي الـ 33.. وما بين العقود الستة للاستقلال، العقود الثلاثة للتحرير.. ثمة تحولات وتحديات مرت بها الكويت، وفي كل مرة كان النجاح حليفها، والتكاتف مصيرها.. مهما تباينت وجهات النظر داخل البيت الكويتي.
أهم رسالة في احتفالية الكويت التي تمزج ذكرى الاستقلال مع ذكرى التحرير.. هي نداء عام لأهل الكويت بأن المصير واحد والهدف مشترك، وأن الأجداد الذين ناضلوا من أجل الاستقلال، وقاموا بتأسيس الدولة الحديثة منذ عهد عبدالله السالم، وأن الآباء الذي استشهدوا من أجل التحرير، وضحوا بالغالي والنفيس في تلك الأيام لتعود الكويت إلى شعبها وأهلها.. قد جعلوا الكويت أمانة ومسؤولية يجب الحفاظ عليها والالتفاف حول قيادتها، وتماسك شعبها، كما هي الكويت دائما، مهما مرت به من محن.
عبق الماضي، مع ازدهار الحاضر، واستشراف المستقبل.. ركائز حيوية في دولة الكويت الشقيقة، ومواقفها تجاه دعم الدول الخليجية والقضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية، تتصدر المواقع بكل فخر واعتزاز، ونموذج رائد ومتميز في الدفاع عن الحق والعدالة والإنسانية.
بالأمس تابع العالم أجمع مقطعا مصورا للحظة بكاء السفير الكويتي لدى هولندا علي الظفيري، خلال المرافعة أمام العدل الدولية، إذ لم يتمالك السفير الكويتي دموعه، كإنسان أولا، وكويتي ثانيا، وعربي ثالثا، ومسلم رابعا.. وهو يتحدث عن الإرهاب والطغيان الإسرائيلي على غزة، خلال جلسة محكمة العدل الدولية، قائلا: (( إن الإجراءات الاستشارية الحالية لها أهمية بالغة للشعب الفلسطيني.. فلماذا إسرائيل تفلت دائماً من العقاب؟ ولماذا فُقدت كل هذه الأرواح بقطاع غزة في غياب وعدم تحرك الضمير العالمي؟))
وهذه رسالة الكويت التي لم يستطع أحد أن يغير تاريخها ولا جغرافيتها.. تؤكد موقفها الثابت وتعلن دعمها المتواصل لفلسطين.. وكأنها تقول إنه مهما تكالبت الأمور.. فإنه لا أحد سيستطيع أن يغير التاريخ والجغرافيا في فلسطين.
كل أهل البحرين يعشقون الكويت وقيادتها وشعبها بشكل مميز ومرتبط بجذور الأرض وعلاقة الدم والنسب.. لا تستطيع أن تفك أسراره وكيميائيته أي كتب وعلوم.. وستظل الكويت والبحرين يجمعهما التاريخ والجغرافيا والقواسم المشتركة والرابط الخليجي الكبير.
نشتاق لكويت الماضي العريق.. نشتاق لكويت الحاضر المشرق.. ونشتاق لكويت المستقبل.. وكل عام والكويت الحبيبة بألف خير في ظل قيادتها الحكيمة وشعبها الوفي الكريم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك