جنيف -(أ ف ب): حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أمس من أن أي هجوم على مدينة رفح سيعني وقفا تاما لبرامج المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع خطّة لإجلاء المدنيين من المدينة المكتظة بالسكّان، تمهيدا لشن هجوم على رفح.
وأكدّ جوتيريش في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أنّ هجوماً شاملاً على رفح «لن يكون فقط مروّعاً بالنسبة إلى أكثر من مليون مدني فلسطيني لجأوا إلى هناك، بل سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش برنامج مساعداتنا».
وتشكّل مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر نقطة العبور الوحيدة للمساعدات الإنسانية التي لا تزال «غير كافية على الإطلاق» للقطاع، وفق جوتيريش.
وبعد أكثر من أربعة أشهر على العدوان، تسعى دول عدّة إلى ثني بنيامين نتنياهو عن شنّ هجوم على رفح حيث يتكدّس حوالي 1,5 ملايين فلسطيني، غالبيتهم من النازحين، وفقاً للأمم المتحدة.
ورغم تواصل المحادثات للتوصل إلى هدنة جديدة، وآخرها في قطر حاليا، يتمسّك نتنياهو بتنفيذ عملية برية ضدّ ما يقول إنّه «المعقل الأخير» لـحركة حماس في رفح.
وقدّم الجيش الإسرائيلي لمجلس وزراء الحرب «خطة لإجلاء المدنيين من مناطق القتال في قطاع غزّة، فضلاً عن خطّة العمليّات المقبلة»، حسبما أفاد مكتب رئيس الوزراء.
وفيما لم يتم تقديم أيّ تفاصيل بشأن عملية الإجلاء، قال نتنياهو لشبكة «سي بي اس»، إنّ هناك «مساحة» للمدنيين «شمال رفح في المناطق حيث أنهينا القتال».
غير أنّ هذه المناطق لا تزال هدفاً للنيران الإسرائيلية.
ويعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية كبرى، وأعلنت الأمم المتحدة أنّ 2,2 مليون شخص، أي الغالبية العظمى من السكان، مهدّدون بـ«مجاعة جماعية».
ويخضع إدخال المساعدات إلى غزّة لموافقة إسرائيل، وبات نقلها إلى شمال القطاع شبه مستحيل، بسبب الدمار والقتال. ويواجه 300 ألف شخص مجاعة في هذه المنطقة، وفقاً للأمم المتحدة.
وتعرضت قوافل مساعدات بين تلك النادرة التي تمكّنت من الوصول إلى الشمال للسرقة من سكان، وأفاد فلسطينيون وكالة فرانس برس بأنّهم اضطرّوا إلى أكل أوراق الشجر وعلف الماشية ولحم خيول بعد ذبحها.
وقال عبد الله الأقرع (40 عاماً) الذي نزح من بيت لاهيا إلى غرب مدينة غزة «أكلَنا الجوع... الجوع قتل الأطفال وكبار السن، لا أحد ينظر إلينا». وأضاف «أمس، أطلقوا النار على ناس جوعى سعوا للحصول على الطحين عندما وصلت مساعدات لأول مرة إلى تل الهوى» جنوب غرب مدينة غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك