قطاع غزة – الوكالات: قدّم جيش الاحتلال الإسرائيلي خطّة لـ«إجلاء» المدنيّين من «مناطق القتال» في غزّة حسبما أعلن أمس مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما كانت إسرائيل توعّدت الأحد بشنّ هجوم برّي على مدينة رفح المكتظّة في جنوب القطاع رغم المفاوضات الجارية للتوصّل إلى هدنة جديدة مع الفصائل الفلسطينية. وقال مكتب نتنياهو في بيان مقتضب إنّ الجيش «قدّم لمجلس الحرب خطّة لإجلاء السكّان من مناطق القتال في قطاع غزّة، فضلا عن خطّة العمليّات المقبلة»، من دون أن يخوض في تفاصيل.
يأتي ذلك في وقت قال نتانياهو الأحد لقناة «سي بي إس» الأمريكيّة إنّ التوصّل إلى اتّفاق هدنة لن يؤدّي إلّا إلى «تأخير» الهجوم على مدينة رفح التي يتجمّع فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون مدني على الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وبينما تستمرّ المحادثات في قطر، يحتدم القتال بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال خصوصا في مدينة خان يونس المدمّرة، على بُعد بضعة كيلومترات شمالي رفح. وأحصت وزارة الصحّة بغزة الأحد سقوط 86 قتيلا خلال 24 ساعة في أنحاء القطاع الفلسطيني.
وأعلنت الوزارة استشهاد 29782 وإصابة 70043 جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر.
ويستمر الوضع الإنساني في التدهور في القطاع حيث بات حوالي 2,2 مليون شخص، هم الغالبيّة العظمى من سكّانه، مهدّدين بخطر «مجاعة جماعيّة»، وفق الأمم المتحدة.
ويخضع إدخال المساعدات إلى غزّة لموافقة إسرائيل، ويصل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل أساسي عبر معبر رفح مع مصر، لكنّ نقله إلى الشمال صعب بسبب الدمار والقتال.
نتيجة ذلك، دفع نقص الغذاء مئات الأشخاص إلى مغادرة شمال القطاع حيث يوجد 300 ألف شخص باتّجاه الوسط، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس الأحد. وقال المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الأحد إنّه لا يزال ممكنا «تجنّب» المجاعة في غزّة إذا سمحت إسرائيل للوكالات الإنسانيّة بإدخال مزيد من المساعدات.
وأضاف لازاريني عبر منصّة إكس «إنّها كارثة من صنع الإنسان وقد التزم العالم بعدم السماح بالمجاعة مجددا».
بين من غادروا شمال القطاع سمير عبد ربّه (27 عاما) الذي وصل من جباليا إلى النصيرات صباح الأحد، نازحا بسبب الجوع مع زوجته وطفلته التي تبلغ عاما ونصف العام.
وقال لوكالة فرانس برس «جئت مشيا من شمال غزة من عزبة عبد ربه... لا أستطيع أن أصف كمية المجاعة هناك... عندي بنت صغيرة عمرها عام ونصف العام، لا يوجد حليب. أحاول أن أطعمها الخبز الذي أصنعه من بقايا العلف والذرة، لا تهضمه، لا مغيث، أملنا كبير فقط بربّنا».
من جهته، قال مصدر قيادي في حماس لفرانس برس الأحد «قتل شعبنا بالتجويع في غزة وشمالي القطاع جريمة إبادة جماعيّة تهدّد مسار المفاوضات برمّته».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك