قطاع غزة - الوكالات: تثير الظروف التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة قلقا دوليا متزايدا على رغم الآمال بالتوصل الى هدنة محتملة، بعد نحو خمسة أشهر من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وحذّرت الأمم المتحدة من «مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريباً» تهدد 2,2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني المحاصر، لا سيما في الشمال حيث يحول الدمار الواسع والمعارك والنهب من دون إيصال المساعدات الإنسانية.
وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جدا، ولا تكفي حاجات السكان.
وشدّدت الأمم المتحدة الثلاثاء على أن «مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريباً» في غزة، خصوصاً في الشمال حيث أصبحت المجاعة «وشيكة». وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو أمام مجلس الأمن الدولي: «ما لم يحدث أي تغيير، فإن شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة. ...علينا أن نثابر ونتحمّل مسؤولياتنا حتى لا يحدث ذلك أمام أعيننا».
وتحدّث راميش راجاسينجهام متحدثاً باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، عن تفشٍّ للمجاعة «لا يمكن تجنّبه تقريباً». وقال: «نحن في نهاية شهر فبراير، ويوجد ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ويعاني واحد من كلّ ستة أطفال تحت سنّ الثانية في شمال غزة من سوء التغذية الحاد والهزال». وأضاف «عملياً، يعتمد جميع سكان غزة تقريباً على المساعدات الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة»، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى التحرك.
ولكن القصف لا يهدأ. خلال الليل، استهدف القصف الإسرائيلي مرة أخرى حي الزيتون في مدينة غزة حيث وردت أنباء عن قتال في الشوارع، وفق مصادر حماس وشهود، وخان يونس ورفح في الجنوب، بحسب ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس في قطاع غزة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، استشهد 91 شخصا على الأقل في القصف في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر ليل الثلاثاء الأربعاء.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات برية في خان يونس التي تحوّلت إلى ركام، فيما يستعد لهجوم بري في رفح الواقعة على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب وحيث يتكدس وفقا للأمم المتحدة، نحو مليون ونصف المليون فلسطيني معظمهم من النازحين، محاصرين في المدينة الواقعة على الحدود المغلقة مع مصر.
وفي مقابلة مع شبكة «سي أن أن» من رفح، قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند: إنه لم يسبق له أن رأى «مكانا يتعرّض لهذا القدر من القصف على مدى هذه الفترة الطويلة مع سكان محاصرين الى هذا الحد من دون أي منفذ». وشدد على أن المنظمات الإغاثية «غارقة في هذا المحيط من الحاجات».
ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن 18 عاماً إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء عن أمله بالتوصل الى هدنة. وقال: «لسنا بالضرورة متفائلين بأننا نستطيع إعلان شيء ما اليوم أو غداً... بشأن التوصل إلى اتفاق ما... نحن جميعاً نسعى إلى تحقيق هذا الهدف، لكنّ الوضع على الأرض لا يزال متقلّباً».
وفي إطار الحراك الدبلوماسي، بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء زيارة دولة إلى فرنسا حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون، وشدّدا على ضرورة التوصّل إلى «وقف لإطلاق النار بسرعة كبيرة».
ودعا أمير قطر إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وقال إن العالم «يشهد إبادة جماعية للشعب الفلسطيني باستخدام التجويع والتهجير القسري» و«القصف الوحشي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك