تصوير: عبدالامير السلاطنة
كانت الذكريات ومازالت تجترنا للحنين ولأيام رحل منها من رحل وبقي منها من بقى وبقيت سيرهم العطرة جميعا حاضرة معنا حتى اللحظة، وليست الذكرى في الشخوص والزمان فقط بل هي ذكرى الحنين للمكان الذي تنبعث منه ذكريات الطفولة والصبا فالمكان ماهو إلا ملتقى للأحداث والشخصيات المختلفة التي تلتقي في نقاط وتختلف بأخر، سلطنا الضوء في "عالم الشهرة" هذا الأسبوع على قصة بحرينية يتم تمثلها الآن تحت عنوان (حنين المحرق) لمؤلفها الكاتب المنتج، عبدالجليل سلمان خميس، ومن إخراج المخرج علي شاهين، تدور أحداث الفيلم حول مدينة المحرق بمختلف طبقاتها الاجتماعية و الثقافية من الشوارع للبيوت وكرم أهل البحرين عموما والمحرق خاصة فيظهر لنا الفيلم جوًا مليئًا بالحياة والحركة والتناقضات، ثم يرسم لنا صورة واقعية للحياة في المحرق التي تعد من أهم المناطق البحرينية القديمة من خلال تصوير الحياة اليومية لسكانها وتفاعلاتهم وصراعاتهم وآمالهم وأحلامهم.
التقينا طاقم العمل في مقر جريدة "أخبار الخليج" لنتعرف معهم عن كثب على هذه التجربة السينمائية الأولى من نوعها في المنطقة والتي تروي الكثير من الأحداث المشوقة في سياق سينمائي مليء بالأحداث المختلفة لأصحابها والتي لاتمثل لحظة وقتية بل هي أحداثنا بشكل يومي.
بداية أخبرنا مخرج الفيلم الأستاذ علي شاهين الذي ينحدر من أصول محرقية وعاش فترة صباه بين بيوتها و (فرجانها) أنه بسبب حبه الشديد للمحرق حاول ترجمة حبه لها من خلال توليه مهمة إخراج ( حنين المحرق) والتي بدأت بمسح شامل حول المحرق وبيتوها وأهاليها ومع توافر النص بدأ العمل على إخراج هذه القصة المتكاملة التي تحمل بين طياتها التراث والإنسانية والقصص الاجتماعية وهذا بحد ذاته يعد تحديا كبيرا من خلال إظهار كافة التفاصيل الصغيرة والكبيرة، فبين ذكريات الطفولة والألعاب الشعبية وأيام الصبا وأحياء المحرق والمطوع الذي درس فيه أبناء المحرق والمورث الشعبي بشكل عام .
وأضاف بأن الفيلم يدور حول ثلاث حقبات زمنية تبدأ من السيتنات، وعن اختيار كاست العمل قال بأنه تربطه علاقة قوية جدا مع الفنان القدير مبارك خميس والفنانة القديرة لطيفة مجرن والفنان الكبير أحمد مبارك وهذا يمنح العمل ثقلا واضحا على مستوى الخليج والبحرين بالأخص، كما أن إضافة الشعر للسينما هذا بحد ذاته يوضح بأن العمل فريدا من نوعه بمشاركة الأستاذة هنادي الهاجري وزهرة رحيمي وغالية الحداد كل هذا يؤكد بأن العمل ستكون له بصمة خاصة.
ومن بين الوجوه الجديدة قال شاهين بأنه جمع في (حنين المحرق) بين جيل عمالقة الفن البحريني وبين الوجوه الجديدة التي يجب أن تسلط الأضواء عليها فمنهم من اشتهر في (السوشيال ) ميديا ومنهم من لم يحظى بفرصة الاشتهار ومنهم من يمتلك الموهبة لكن لم تتح له الفرصة من قبل، وعن اختيارالأستاذة حصة السطيحي قال بأنه أعجب بعفويتها بالحديث لذا فقد اختارها لتجسيد المرأة البحرينية المحرقية.
واختتم شاهين بالتأكيد على أن هذا الفيلم يأتي مواصلة لرؤية جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والتوجيهات السامية بتفعيل خطة المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين وإطلاق خطة تطوير مدينة المحرق.
مضيفا بأن هذا الفيلم هذا الفيلم سيشارك في عدة مهرجانات ومحافل دولية متمنيا أن ينال الدعم المناسب من قبل الجهات الداعمة فالمحرق من المدن العريقة وهذا الفيلم بمثابة سفير لمملكة البحرين فهو سيحمل في مكنونه تراث وتاريخ البحرين.
ومن جانبه قال منتج وكاتب العمل الأستاذ عبدالجليل خميس أن هذا الفيلم يُعد باكورة أعمال "لمسة فرنسية"، وأضاف بأنه ممثل بالفيلم في دور "سالم"، وعن سبب إنتاج فيلم "حنين المحرق" قال بأن فكرة قصة الفيلم جاءت بسبب تجربة شخصية مرّ بها شخصيا فبلور الحدث في مخيلته ثم بدأ كتابة النص لتكون تجربة سينمائية تحت عنوان "حنين المحرق" متمنيا أن يحقق الفيلم رسالته المرجوة للمجتمع ولكل عاشق لأرض البحرين والمحرق.
وفي نفس السياق قالت مساعد المخرج، مريم الفضل الدوسري، بأن المشاركة في فيلم حنين المحرق يعد ملتقى بحريني اجَمَع طاقمه على أن يتم توثيق أم المدن كما وصفها جلالة الملك المعظم، لذا يأتي هذا العمل لتسليط الضوء على المجتمع المحرقي بثقافته وعاداته وتقاليده في تكوين درامي سينمائي من خلال قصة اجتماعية شاعرية حقيقية برؤية درامية. وأضافت بأن مشاركتها في العمل كمساعد مخرج ،وأضافت بأن اهتمامها سيكون يتمركز على إظهار الأنثروبولوجيا الاجتماعية لمدينة المحرق بما يتماشى مع المعالجة الدرامية للنص.
وقال الفنان القدير مبارك خميس بأنه طلب منه المشاركة بالفيلم لتأدية دور شخصية تقوم بحل مشاكل أهل الفريج وشارك بمعالجة النص معالجة درامية بحكم خبرته العريقة بالمجال وأضاف بأن النص عبارة عن عمل درامي توثيقي لعادات وفزعات أهل المحرق واستعراض المباني العريقة.
وأكد بأن هذا الفيلم عبارة عن حبكة درامية متنوعة تشد المتلقي لتظهرعلاقة الأشخاص بمن حولهم وعلاقاتهم ببعضهم.
وعن توقعاته للفيلم أكد بأنه يرى أن العمل سيحظى بسمعة وصيت واسعين لأن هذا العمل ليس دراميًا فقط بل هو توثيق للحياة على أرض المحرق والعادات الأصيلة في المحرق والبحرين ككل.
وعن مشاركتها بالفيلم قالت الفنانة القديرة لطيفة مجرن بأن قصة الفيلم أعادتها للحنين للماضي والذكريات الجميلة التي كانت آنذاك تعم المحرق خاصة والبحرين بشكل عام، وأكدت بأن "حنين المحرق" فعلا تحاكي وتسرد الواقع الجميل الذي عاشته في ذلك الزمن الجميل الذي كانت فيه البيوت، بيتا واحدا ورغم ذلك كان الأمن والأمان سائدين، وأوضحت مجرن بأنها سعيدة بهذه المشاركة التي تحفظ الهوية البحرينية وأصالة وكرم وعراقة المحرق والذكريات الجميلة التي لاتنسى.
وأعرب الفنان القدير أحمد مبارك عن سعادته بالمشاركة في فيلم "حنين المحرق " الذي يحمل طابع البيئة التي ولد وعاش وتربى فيها مضيفا بأن هذه المشاركة من التجارب المهمة في مسيرته فهي تجربة سينمائية أقوم فيها بتجسيد شخصية دلال بالسوق وتعد هذه الشخصية مختلفة تماما عمّا قمت بتأديته مسبقا من أدوار وهذا ما سيلاحظه المشاهد.
وأكد الفنان القدير بأن العمل عبارة عن توثيق لكل حدث بشري وإنساني ولحظي في المحرق من أخلاق وتسامح وإنسانية وصفات أهل المحرق وخصالهم.
أما الفنان حمد عتيق فقال بأن "حنين المحرق" يجسد العلاقات الإنسانية والأخوية والكرم والجود لأهل البحرين، ويصف العلاقات بين الجار وجاره والوقفات والشهامة التي يتصف بها شعب البحرين والمحرق، فهو تصوير كامل لكل فعل و ردة فعل في سياق درامي متكامل.
وعبّر مهندس الصوت مظفر أحمد عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل فور عرضه عليه لما لمسه من متعة في قصة الفيلم التي أخذته لذكريات وحنين وروح المحرق، وأضاف بأنه يؤدي دور (عبدالحميد) الدلاّل، كما أنه مساهم في هذا العمل بالأستوديو الخاص به من هندسة صوتية وتسجيلات، متمنيا أن ينال العمل رضا واستحسان الجمهور .
وقال مظفر بأن حب طاقم العمل للمحرق جعل من العمل سهلا دون صعوبات مؤكدًا بأن حب المحرق أقوى من أي صعوبات وأكبر دليل على صحة كلامه بقاء أعضاء فريق العمل بـ "لوكيشن التصوير" حتى بعد انتهاء دور كل منهم.
وأعربت الفنانة البحرينية الشابة أماني محمد عن سعادتها البالغة بالمشاركة في هذا العمل الذي يجسد الحب والحنين والأشواق لكل ماله صلة بالمحرق، فالمحرق هي الدماء التي تسري بعروقنا جميعا.
أما الفنانة خولة بوحجي فقال بأن اسم الفيلم لفت انتباهها جدا وشاركت فيه لتكون لها بصمة في توثيق عمل سينمائي بحريني متكامل يحاكي قصة المحرق وقصص أهاليها ووقفاتهم المعروفة، وأضافت بأن دورها بالفيلم دور جارة تسند جارتها في الضرورات مما يؤكد محاكاة القصة لواقع أهل المحرق الفعلي.
وأكدت الفنانة البحرينية الشابة الأستاذة فاطمة رحيمي بأن هذه هي التجربة الأولى في مسيرتها بمجال التمثيل وجاءت بعد أن طلب منها المخرج علي شاهين المشاركة بالفيلم وأكدت بأن هذا الطلب جاء بعد انقطاعها عشرون عاما عن الغناء.. وأكدت بأن هذا العمل يحمل تجربة جديدة تفاجئ الجميع كما وتقوم فيه بتمثيل دور أم تشرح لأبنائها "فرجان المحرق" والبيوت القديمة وتاريخ المحرق ، أما الدور الثاني فتؤدي فيه دور منسقة لديكور حفل الحنة والعرس بالفيلم.
من بين الوجوه التي رأت النور في السينما البحرينية وجه نسائي رائد بالعمل التطوعي، حصة السطيحي، سيدة بحرينية عرفت بعشقها الشديد لأرض البحرين وتراب المحرق، أخبرتنا حصة خلال اللقاء بأنها لم تدرس السينما في جامعات ولا معاهد لكن حبها للبحرين والمحرق دفعها للمشاركة بهذا العمل الذي يحمل اسم "حنين المحرق" وأكدت بأنها تشعر بالرضا التام عن نفسها في هذا الفيلم قائلة: دوري في "حنين المحرق" (بسيط وقوي) بنفس الوقت وأضافت بأنها تقوم خلال العمل بتأدية دور إنسانة بسيطة جدا وتعشق تراب أرض المحرق.
وأكدت السطيحي بأن قصة الفيلم والدور المسند إليها لامسها جدا وقالت بأنه ليس من الضروري أن يكون الدور دور بطولة لنبدع فيه فقد تمكنت من تأدية الدور بشكل أكثر مما كان متوقع مني رغم بساطة الشخصية المسندة لي.
اختتمت السطيحي قائلة: لدي ثقة بنجاح العمل بشكل رهيب جدا، "وراح أذكركم".
وتمكن مخرج الفيلم الأستاذ علي شاهين من إضافة لمساته الخاصة بالفيلم من خلال إظهار وجوه جديدة تمكن من خلالها من دمج الشعر بالسينما البحرينية فاختار من بين الوجوه الشابة ، الشاعرة زهرة رحيمي الملقبة بـ "شموخ البحرين" والتي عبّرت عن سعادتها بهذه المشاركة والتي تعد الأولى في مسيرتها بالمجال الفني. مضيفة أن حنين المحرق يحاكي عادات وتقاليد وحاضر وماضي المحرق. وجاءت مشاركتها بالفيلم نتيجة لإيمانها بجمال الزمن القديم الذي كانت تتمنى العيش فيه هذا بالإضافة لوجود نخبة من الوجوه الفنية القديرة، كما أكدت بأن مشاركتها بالعمل هي تمثيل للوطن ولوجود المرأة البحرينية وحضورها الدائم، وأوضحت بأنها تشارك في العمل بقصيدتين إحداهما بعنوان *حنين المحرق* والتي تصف كل المواقف التي تشمل الحب والحنين والوطن فالوطن هو البيت الآمن.
وبدورها قالت غالية الحداد بأن هذه المشاركة لها بالتمثيل ومحاولة كتابة جزء من النص ومادفعها للمشاركة هو حبها للمحرق ودواعيسها وأهاليها وبيوتها مضيفة بأنها تنحدر من عائلة فنية أدبية ورغم أن هذه الفرصة جاءت صدفة إلا أن الفضل الكبير في ذلك يعود للفنان أحمد الصائغ الذي قدّمها للكاتب المنتج عبدالجليل خميس والذي قام مشكورًا بتقديما للمخرج علي شاهين الذي شجعها كثيرا على خوض هذه التجربة الفنية للمشاركة ضمن طاقم العمل الذي تتصدره أسماء فنية قديرة مؤكدة سعادتها بهذه المشاركة ليكون لها بينهم مكان فهذا العمل أتاح لا فرصة المشاركة الشعرية بالعمل .
ماكتبت الشعر وصفيت الحروف.. لاني ناسك ولاني بالكعبة أطوف
بس نبض قلبي نفس عزف الدفوف.. إذا ترجمته يتغنى باسمك ياوطن
شوقي لك سفينة وهواي لك هوى البحر.. أناجيك في ليلي وفي وقت السحر
أفديك وترخص لك عيني والنظر.. وإذا انجرح شعبك يتداوى بترابك ياوطن
وفي السياق ذاته قالت الشاعرة الدكتورة هنادي الهاجري بأن هذا العمل عرض عليها قبل عام من الآن لتقوم بكتابة قصيدة تتلائم وتعبر عن مكنون العمل ككل لذلك فهي سعيدة بهذه المشاركة التي استطاعت فيها تأدية دور جميل يمزج بين السينما والشعر لإضافة نكهة خاصة على العمل في سياق سينمائي شاعري.
وأكدت الهاجري بأن الفيلم يحمل رسائل مهمة يسعى مؤلف ومخرج العمل لإيصالها للناس.
وعن مساهمتها بالفيلم قالت الدكتورة هاله جمال بأنها كسيدة أعمال وناشطة اجتماعية لها خبرة طويلة وإسهامات كثيرة في هذا المجال ولإيمانها الكبير بأهمية ما يطرحه الفيلم من عرض لفترة زمنية مهمه في حياة كل من عاش في المحرق قديما من الناحية التراثية والتاريخية والحضارية لحفظ هذه الفترة وتوثيقها للأجيال المتعاقبة وكل من لم يعش تلك الفترة الزمنية ولضمان ترسيخها في عقول الجميع ولتأكيد جمال وأصالة ذلك الزمن الجميل لذا فقد ساهمت بهذا العمل ويتمركز دورها لتكون حلقة وصل بين الجهات المختلفة و القطاع التجاري وبين لمسة فرنسية للإنتاج في إطار التنسيق والإشراف والعلاقات العامة.
ومن جانبه قال الإعلامي عصام الخياط بأن مشاركته في (حنين المحرق ) تتمحور في العلاقات العامة والمتابعة مع الجهات والتنسيق بين طاقم العمل وأكد بأن (حنين المحرق) هذا الاسم بحد ذاته يجذب أي شخص يعرض عليه العمل ولمس ذلك من خلال الشخصيات التي بادرت بالموافقة على المشاركة في هذا العمل السينمائي بمجرد سماع اسم الفيلم، فالمحرق جزء لا يتجزأ من البحرين فهو قلب واحد ونبض واحد ودم واحد.
وعن الجهات الداعمة لهذا العمل قال الخياط : هذا النوع من الأعمال بحاجة لوسائل دعم وحقيقة فهناك بعض وسائل الدعم المحدودة من الداعمين المحتملين والمشكلة أن جميعها عينية، في حين أن هذا العمل السينمائي سيعرض على شاشات السينما مما يؤكد بأن تكاليف انتاجه رقم تستحقه المحرق وتستحقه البحرين، لذا نتمنى أن تصل رسالتنا من خلالكم للداعمين مع حفظ حقوقهم جميعا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك