قطاع غزة – الوكالات: دعت الأمم المتحدة ودول عدّة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية، مطالبة بإجراء تحقيق بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على مدنيين فلسطينيين وحدوث تدافع أثناء توزيع مساعدات الخميس، ما أدّى إلى استشهاد أكثر من 110 أشخاص.
وذكر طبيب في مستشفى الشفاء في مدينة غزة وشهود الخميس أنّ الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على «آلاف المواطنين» الذين هرعوا نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي في غرب المدينة.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن «إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف مدنيين عزّل» ما تسبّب بـ «مقتل المئات إزاء قصف قوات الاحتلال طوابير من المدنيين كانوا ينتظرون حصولهم على مساعدات».
وطالبت الإمارات بإجراء تحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين، محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة، وذلك وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية مساء الخميس.
وتحدّثت قطر عن «مجزرة شنيعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عزّل»، فيما قالت تركيا: إن «إسرائيل أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها ضد الإنسانية».
وأعربت الصين أمس عن «صدمتها» إزاء المأساة، مؤكدة «إدانتها الشديدة» لما جرى.
ودانت إيطاليا وإسبانيا المأساة، وأكّدتا ضرورة وقف إطلاق النار «بشكل عاجل».
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين أمس عبر منصة «إكس»: «يجب بذل كل الجهود من أجل التحقيق في ما حصل بشفافية كاملة. المساعدة الإنسانية طوق نجاة للذين يحتاجون اليها، ويجب ضمان وصولها اليهم».
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن شعوره «بالصدمة والاشمئزاز جراء مقتل مدنيين أبرياء».
في فرنسا، أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن «سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة، حيث استُهدف مدنيون من جنود إسرائيليين»، مطالباً بـ «الحقيقة» و«العدالة». كما طالبت وزارة الخارجية الفرنسية صباح أمس بـ «تحقيق مستقل» بشأن ما حصل.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن مقتل مدنيين فلسطينيين أثناء اصطفافهم للحصول على المساعدات في شمال قطاع غزة «غير مقبول على الإطلاق».
وكتب بوريل عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، تويتر سابقا: «لقد شعرت بالفزع من الأخبار عن مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، هذه الوفيات غير مقبولة على الإطلاق».
وطلبت واشنطن «أجوبة» من إسرائيل بشأن مقتل المدنيين عند دوار النابلسي، داعية إلى «تحقيق معمّق». وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: إنّ «أفضل طريقة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني هي التوصّل إلى اتفاق بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار...»، مشيرة إلى وضع «يائس بشكل لا يُصدّق» في غزّة.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً مغلقاً الخميس لبحث المسألة، بعدما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «صدمته»، مندداً بواقعة «مروعة»، وداعياً إلى «تحقيق مستقل» لتحديد المسؤوليات.
ومن شأن مجزرة «دوار النابلسي» أن تعقّد المحادثات من أجل التوصّل إلى هدنة في العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.
وقال بايدن: إنه لن تكون هناك «على الأرجح» هدنة في غزة بحلول الاثنين، بعدما أعرب في وقت سابق من الأسبوع الماضي عن أمله في وقف إطلاق النار بحلول الرابع من مارس.
ويحاول الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق يسمح بوقف القتال، وإطلاق سراح رهائن مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
ميدانيا، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس: إن جيش الاحتلال قتل حوالي 193 فلسطينيا خلال الـ 24 ساعة الماضية من خلال شن هجمات جوية وبرية على مناطق مختلفة من القطاع.
وقالت الوزارة: إن الجيش الإسرائيلي ارتكب «16 مجزرة» ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد 193 فلسطينيا وإصابة 920 آخرين بجروح مختلفة.
وأوضحت الوزارة أن الضحايا الجدد رفعوا عدد حصيلة الشهداء إلى 30 ألفا و228، فيما تجاوز عدد الإصابات حاجر الـ71 ألفا و350 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.
وأجبرت المعارك 1,7 مليون شخص من سكان قطاع غزة على الفرار من منازلهم.
وتقدّر الأمم المتحدة أن حوالي 1,5 مليون فلسطيني يتكدّسون في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الحدودية مع مصر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك