السمنة وما أدراك ما السمنة، كان سابقا يعتقد أنه عرض لمرض ولكن الآن اعتبرت السمنة مرضا بحد ذاتها لها أسبابها وأعراضها ومضاعفاتها وعلاجها. وفي هذا المقال المقتضب يتحدث الدكتور حسن عبدالجبار استشاري طب الأسرة مستشفى الملك حمد الإرسالية الأمريكية.
عن ابرة المونجارو التي تعتبر من أحدث الأدوية التحفظية لعلاج السكري من النوع الثاني وعلاج السمنة متطرقا إلى السمنة وخطرها. طبعا دواء المونجارو هو دواء يستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني، لكنه أيضا يساعد على إنزال الوزن، ولهذا أنتج دواء باسم آخر وهو زيباوند ولكن نفس المادة الفعالة.
ولكي نعرف جليا خطورة هذا المرض ومدى انتشاره، تشير الإحصائيات إلى أنه بحلول عام 2030 ستكون نسبة السمنة في المجتمع العالمي 57,8% تقريباً، وذلك يعني أن نصف البشرية ستكون مصابة بالسمنة ومهددة بالمضاعفات المصاحبة للسمنة.
نحن نحارب السمنة على اعتباره مرضا يسبب الكثير من الأمراض المزمنة، وعلاجها يعني السعي في علاج الأمراض التي تعتبر من مضاعفاته. ومن مضاعفات السمنة التي لها ما لها من العبء الصحي على المجتمع هي السكري، الضغط، الاحتكاك مما يسبب آلام الظهر والركبة، جلطات القلب والدماغ، الاكتئاب، وأنواع كثيرة من السرطانات.
تشير الدراسات أيضاً إلى أن إنقاص الوزن بمعدل 13%? يصاحبه تحسن بمعدل 41% من السكري النوع الثاني، 40%? من الاختناق الليلي، 22% من ضغط الدم، 19% من الدهون، 18% من الربو.
ومن الأدوية المهمة التي تساعد على إنزال الوزن بشكل ملحوظ جدا هو دواء المونجارو.
ويعطى هذا الدواء للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني او المصابين بالسمنة (حيث تكون كتلة الجسم إما أكبر من 27 مع وجود أمراض مصاحبة كالسكري وإما قبل السكري أو مرض ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والشرايين أو ارتفاع الدهون أو الاختناق الليلي) أو تكون كتلة الجسم أكبر من 30.
ما معدل نزول الوزن مع دواء المونجارو؟
اعتمادا على دراسة أجريت على الأشخاص الذين كانوا يتناولون المونجارو لإنزال الوزن، وقد لوحظ أن معدل إنزال الوزن يصل إلى تقريبا 22,5%، وان 4 من كل 10 أشخاص يصل معدل نزول الوزن إلى 25% تقريبا أو أكثر.
كل ذلك كان بعد سنة تقريبا وثلاثة أشهر. وصاحب هذا النزول بتحسن ملحوظ في قراءات الضغط والسكري والدهون. الجدير بالذكر أن الشخص يلاحظ النزول في الوزن من الشهر الاول من أخذه دواء المونجارو.
وأشدد هنا في القول بأن هذا الدواء يكون فعالا أكثر في إنزال الوزن مع وجود تغيير في نمط الحياة من الرياضة والتغذية الصحية السليمة.
والسؤال الذي يراود الكثير من الناس، ماذا لو توقفت عن استخدام هذا الدواء، هل يرجع الوزن إلى ما كان عليه سابقا؟
من الممكن ان يرجع الوزن، ولكن يجب ان نعلم ان الشخص يجب أن يتعلم في الوقت الذي يأخذ فيه دواء المونجارو كيف يعيش مع نمط حياة صحي من الرياضة والتغذية التي لا شك أن تساعده كثيرا بعد توقفه عن أخذ دواء المونجارو. أما بخصوص الأعراض الجانبية الشائعة التي قد يسببها دواء المونجارو فهي أعراض متعلقة بالجهاز الهضمي من اللوعة والترجيع والإمساك. هناك أعراض جانبية أيضا، ولكن بنسبة أقل وهي حصوات المرارة والتهاب المرارة، التهاب البنكرياس، أما شلل المعدة فهو نادر جدا. طريقة العلاج بدواء المونجارو هو أن نبدأ بجرعة صغيرة (2,5 مغ) في الشهر الأول (حقنة كل أسبوع) وبعدها نزيد الجرعة تدريجيا (5-7,5-10-12,5-15 مغ) حتى نصل إلى الوزن المطلوب. وفي نهاية هذا المقال أود أن أجيب عن سؤال ربما يراود ذهنك الآن، لماذا يجب عليّ أخذ الدواء بوصفة طبية ومع إشراف طبي، والجواب هو أن هذا الدواء لا يعطى لأي مريض أو بالأحرى لا يناسب كل من يريد أن ينزل وزنه، فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص لديه تاريخ عائلي بأورام الغدة الدرقية او كان عمره اقل من 18 سنة او كانت المرأة حاملا أو مرضعا فلا نعطيها هذا الدواء.
ويظل نمط الحياة الصحي هو العمود الذي نعتمد عليه دائما في كل علاجاتنا للسمنة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك