يعد سرطان القولون والمستقيم أحد أكثر أنواع السرطانات انتشاراً، لا شك أن زيادة التوعية ومعرفة كل التفاصيل عنه أمر ضروري، إلا أن هناك بعض المعتقدات الخاطئة التي قد تخيف المرضى من التشخيص والعلاج، لذا دعونا من خلال هذا المقال أن نستضيف الدكتور رائد المرزوق استشاري الجراحة العامة وجراحة الأورام وجراحة القولون والمستقيم بمستشفى الكندي لنصحح بعض المعتقدات الخاطئة الشائعة وسرد الحقائق الفعلية.
مع اقتراب شهر مارس من كل عام يأتي شهر التوعية عن مرض سرطان القولون والمستقيم بمفاهيم جديدة ومعلومات قيمة لجموع الناس والمرضى بالأخص.
نسبة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في تزايد عاما بعد عام حتى أصبح سرطان القولون والمستقيم ثاني السرطانات شيوعاً.
يبقى من المهم جداً تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا المرض والتي يمكن أن تمثل عائقاً في طريق الكشف المبكر أو تقديم الخطة العلاجية المناسبة عندما يكون المرض في مراحله الأولى.
أحد أهم هذه المفاهيم الخاطئة هي عندما يعتقد الإنسان السليم والخالي من أي أعراض أنه ليس في حاجة إلى إجراء أي اختبار للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم أو عن الزوائد اللحمية المؤدية له. لقد أثبتت الأبحاث مؤخراً أن هناك ما يقارب 50% انخفاض في نسبة الوفيات الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم من خلال برامج ومبادرات الكشف المبكر عن هذا المرض.
لذا يجب تأكيد أهمية إجراء فحص الكشف المبكر بدءاً من عمر الــ 45 سنة، حتى في حال عدم وجود أي أعراض، فهذا الورم يمكن أن يكون صامتاً ولا يكشف عن أعراضه حتى وصوله إلى مرحلة متقدمة.
هناك مفهوم آخر يتم تداوله أحياناً بين الناس وهو أنه ليس من الشائع الإصابة بسرطان القولون والمستقيم قبل عمر الــ 50 سنة وذلك في ضوء التوصيات السابقة بأن اختبارات الكشف المبكر يجب أن تبدأ من عمر الـ 50 سنة. الحقيقة هي أن هذا النوع من السرطان يمكن أن يؤثر في الأشخاص في عمر مبكر حيث إن نسب الإصابة به في عمر مبكر في ازدياد، مما اقتضت الضرورة للتوصية ببدء الكشف المبكر من عمر الـ 45 إلى 50 عاماً.
وفي حين أن عملية تنظير القولون هي أكثر الاختبارات شيوعاً للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم وأكثرها دقة، هناك من يعتقد أنها مؤلمة ولا يمكن للمريض تحملها، ولكن في الحقيقة عملية تنظير القولون تجرى تحت تخدير جزئي حيث يبقى المريض واعياً ويتفاعل مع التعليمات ولكنه لا يشعر بأي ألم ولا يتذكر أي شيء بعد انتهاء عملية التنظير.
هناك مفهوم خاطئ عند البعض بأن سرطان القولون أو المستقيم هو مرض قاتل، لذا يتخوف البعض من إجراء عملية التنظير ويفضل عدم إزعاج نفسه وأن يبقى دون دراية بما يحويه قولونه، الحقيقة الراسخة هي أننا نستطيع منع حدوث هذا الورم عن طريق الكشف عن الزوائد اللحمية وإزالتها من خلال عملية التنظير عندما تكون في مرحلتها الحميدة، وبالتالي منع تطورها إلى ورم سرطاني.
كما أنه ومع تطور العلاجات والدراسات وفهمنا لهذا المرض بشكل أكثر، فإن الغالبية العظمى من المرضى يتعافون من هذا المرض خصوصاً عندما يتم تشخيصه في مراحله الأولى.
أيضا من المفاهيم الخاطئة أن عملية التنظير للقولون هي الخيار الوحيد المتوفر للكشف المبكر عن هذا الورم، فعلى النقيض، هناك اختبار بسيط جداً للكشف عن الدم غير المرئي في البراز حيث يستطيع الإنسان أن يتقدم لهذا الاختبار بعينة من برازه، وإذا كشفت هذه العينة عن وجود الدم غير المرئي كان ذلك دليلا على وجوب القيام بعملية تنظير القولون الكاملة أما إذا كانت نتيجة فحص الدم غير المرئي سلبية (غير موجود)، يستطيع الإنسان أن يبقي نفسه تحت الملاحظة لحين إجراء فحص الدم غير المرئي المستقبلي. ولقد تطورت فحوصات البراز للدم غير المرئي حتى أصبحت ذات دقة عالية قريبة جداً من دقة تنظير القولون.
الاعتقاد الخاطئ الآخر أن سرطان القولون والمستقيم لا يصيب النساء، والأصح أنه يصيب الرجال والنساء مع نسبة بسيطة أعلى في الرجال.
كما أنه هناك من يعتقد أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء وطريقة إعدادها ليس له تأثير في نسبة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، تبقى الحقيقة أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء خاصة المعالجة منها والمطبوخة على لهب نار مباشر يمكن أن تزيد من نسبة خطر الإصابة بهذا المرض.
وأخيراً وليس آخراً، دائماً ما يعتقد المرء بأن التاريخ العائلي ذو أهمية كبيرة جداً للتنبؤ بالإصابة بهذا المرض من عدمه، وهنا يجب التوضيح بأن التاريخ العائلي وإن كان مهماً في بعض الحالات فإن غالبية حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تكون حالات عشوائية أي خالية من أي تاريخ عائلي بالإصابة بالمرض. واختتم كلامه د. رائد المرزوق بدعوة الجميع إلى الاهتمام بالصحة وعدم إهمال أي أعراض حتى يتم الكشف عن المسببات عبر زيارة الطبيب، وحث الجميع بالالتزام بالتوصيات العالمية وإجراء اختبار الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم عبر التواصل مع مستشفى الكندي واختيار الفحص المناسب، أكد من جهته أيضاً أن مستشفى الكندي يوفر جميع الفحوصات بأعلى مستويات الدقة والجودة والسلامة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك