قطاع غزة – الوكالات: يُرتقب وصول سفينة تحمل 200 طن من الأغذية وتتقدم ببطء في اليوم الستين بعد المائة للعدوان الإسرائيلي على غزة مع تسارع الجهود لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي يقف على شفا المجاعة.
ورصدت السفينة «أوبن آرمز» الإسبانية الخيرية الآتية من قبرص، بعد ظهر أمس قبالة أشدود، إلى الشمال من غزة، وفق موقع تتبع حركة الملاحة «مارين ترافيك». وتنتظر سفينة ثانية في قبرص عبور هذا الممر البحري وعلى متنها حمولة أكبر.
وتقول وكالات الإغاثة إن الشاحنات الداخلة الى القطاع لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات وإن إسرائيل تعيقها بسبب عمليات التفتيش المرهقة وحصارها المطبق على القطاع منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر.
وتوجهت أربعة زوارق تابعة للجيش الأمريكي إلى المنطقة محملة بالمعدات اللازمة لبناء رصيف لتفريغ المساعدات الإنسانية في غزة وهو ما يستغرق ستين يومًا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء خلال تفقد قواته إن «العنصر الإنساني الذي يجب معالجته بسرعة مع الوصول المتوقع للسفن هو قضية مركزية ستسهل إيصال الغذاء إلى السكان وليس إلى حماس».
لكن الأمم المتحدة تؤكد أن إيصال المساعدات عبر البحر أو إنزالها جوًا لا يمكن أن يحل محل الطرق البرية.
وهو ما أكدته الولايات المتحدة وقبرص والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر في بيان مشترك قالت فيه: إنه لا بديل عمليا للطرق البرية عبر مصر والأردن والمعابر الإسرائيلية لإيصال المساعدات بكميات كبيرة. وقالت إنه من المقرر أن يعقد اجتماع الأسبوع المقبل في قبرص لإجراء مناقشات معمقة حول تفعيل الممر البحري.
ورأت هذه الدول أن فتح ميناء أشدود الإسرائيلي، شمال غزة، أمام المساعدات الإنسانية من شأنه أن يسهم في إيصال عدد أكبر من المساعدات.
في الوقت الحالي، تُنقل المساعدات برا بشكل رئيسي من الأردن أو مصر إلى نقطتي تفتيش إسرائيليتين في جنوب غزة، حيث تخضع لعمليات تفتيش طويلة ومرهقة.
وسمح الجيش الإسرائيلي الثلاثاء للمرة الأولى بدخول ست شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي إلى شمال غزة، مما أحيا الأمل في تسريع عمليات التسليم لتلبية الاحتياجات الهائلة لنحو 2,4 مليون نسمة من سكان القطاع معظمهم صاروا نازحين وفقدوا كل ما يملكونه.
ومع توقف جميع الواردات الغذائية تقريبا، يعتمد معظم سكان غزة الآن على المساعدات الغذائية بشكل كامل. ويتناول كثيرون طعامهم وحتى إفطار رمضان في مطابخ الحساء الجماعية.
ويحتشد الناس حول أحد هذه المطابخ في رفح حاملين أوعية بلاستيكية لملئها بالطعام.
وقال المتطوع عدنان شيخ العيد: «نحن في أول شهر رمضان المبارك وها هنا نعاني من قلة الإمكانيات ومن قلة ما نصنع من طعام، كل يوم 35 قدرا لا تكفي، والله لو 70 قدرا لا تكفي، وناس كتير نزحت إلى مدينة رفح، مدارس، مخيمات، نازحين لا يجدون الطعام ولا الشراب».
ويأمل شيخ العيد في أن يتمكن من إطعام المزيد من النازحين اليائسين المصطفين في الطوابير.
ومثله مثل عائلة أبو رزق، استرجع شيخ العيد فرحة رمضان الماضي قائلا: «كل عام الناس في فرح، زينة، طعام، شراب، ولكن هذا العام حزن وبؤس، 30 ألف شهيد، وعائلات كثيرة من الجرحى، وكثير من النازحين».
وأضاف: «أنا الآن أبلغ من العمر 60 عاما، لم يمر عليا رمضان مثل هذا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك