موسكو- (أ ف ب): شهد اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية في روسيا التي يتوقّع أن يفوز فيها فلاديمير بوتين في غياب أي معارضة، أعمال تخريب في مراكز اقتراع، في وقت تكثّف أوكرانيا هجماتها نحو مناطق روسية بعد عامين على غزو موسكو لأراضيها. وتوجّه الروس الى مراكز الاقتراع أمس الجمعة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية التي تمتد ثلاثة أيام والتي سيفوز بوتين، بحكم الأمر الواقع وغياب أي معارضة، بنتيجتها بولاية جديدة.
لكن عمليات الاقتراع لم تمر دون حوادث. وأعلنت السلطات في بيانات منفصلة توقيف ثمانية أشخاص بسبب عمليات تخريب في مراكز اقتراع. ووضع خمسة منهم «قيد الاحتجاز» في موسكو ومناطق فورونيج وروستوف وكراشاي-تشيركيسيا بعد رش أوراق اقتراع بـ«سائل ملون». وأوقف شخص لمحاولته إشعال النار في صندوق اقتراع في خانتي-مانسيسك في سيبيريا وآخر لمحاولته إشعال مفرقعات في مركز اقتراع في منطقة تشيليابينسك.
كذلك، أضرمت امرأة النار في عازل داخل مركز اقتراع في جنوب موسكو وفق ما أفادت وسائل إعلام روسية رسمية ومستقلة. وحاولت شابة أخرى إضرام النار في مركز اقتراع في مدينة سان بطرسبرغ باستخدام زجاجة مولوتوف، وفق مسؤول في اللجنة الانتخابية. من جهتها، أفادت سلطات الاحتلال الروسي بانفجار قنبلة أمام مركز اقتراع في منطقة خيرسون الأوكرانية المحتلة من دون التسبب في وقوع إصابات. وأمس الخميس، حذّرت النيابة العامة في موسكو بأن أي شكل من أشكال الاحتجاج «يعاقب عليه بموجب القانون».
وقبيل بدء التصويت، حضّ بوتين الذي يتولى السلطة منذ 24 عاما، مواطنيه على عدم «الانحراف عن المسار» والتصويت في هذه «الفترة الصعبة»، في إشارة إلى تداعيات غزو أوكرانيا. ويواجه الرئيس المنتهية ولايته ثلاثة مرشحين لا يعارضون الهجوم في أوكرانيا ولا القمع الذي قضى على كل معارضة، وبلغ ذروته بوفاة أليكسي نافالني في السجن في منتصف فبراير. وكان بوريس ناديجدين المعارض الجدي الوحيد المرشح الى الانتخابات، لكن اللجنة الانتخابية رفضت خوضه السباق.
ودعت أرملة أليكسي نافالني يوليا نافالنايا التي تعهدت مواصلة نضال زوجها، الروس إلى الاحتجاج من خلال التصويت لأي من المرشحين باستثناء بوتين. كذلك، دعت الروس المؤيدين للمعارضة إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في الوقت نفسه الأحد عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، لإظهار وجود عدد كبير من المعارضين.
وفتحت أولى مراكز الاقتراع عند الثامنة صباح الجمعة (الساعة 20,00 بتوقيت جرينتش الخميس) في شبه جزيرة كامتشاتكا وفي توكوتكا في أقصى الشرق الروسي، على أن تغلق الأحد عند الساعة 20,00 (الساعة 18,00 بتوقيت جرينتش) في جيب كالينينغراد الروسي الواقع داخل الاتحاد الأوروبي. ويستمر الاقتراع ثلاثة أيام، ويشمل مناطق في أوكرانيا أعلنت روسيا ضمّها عقب الغزو الذي بدأته في فبراير 2022، ومنطقة ترانسدنيستريا الانفصالية المؤيدة لموسكو في مولدافيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك