إدلب - (أ ف ب): احتشد آلاف السوريين الجمعة في مدينة إدلب في شمال غرب البلاد، بمناسبة ذكرى مرور 13 عاماً على انطلاق احتجاجات سلمية طالبت بإسقاط النظام قبل تحولها نزاعاً دامياً، في تظاهرات رفعت شعارات مناهضة للنظام وأخرى انتقدت هيئة تحرير الشام. ويدخل النزاع السوري عامه الرابع عشر، مثقلاً بحصيلة قتلى تجاوزت النصف مليون، فضلا عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها ودمار البنى التحتية. وتحول الى حرب معقدة تشارك فيها أطراف سورية وأجنبية ومجموعات جهادية.
وتجمع المتظاهرون في ساحة إدلب الرئيسية رافعين أعلام الثورة السورية، ومردّدين «ارحل ارحل يا بشار.. ارحل ارحل يا جولاني». وتسيطر الهيئة وفصائل متحالفة معها على آخر المناطق الخارجة عن سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الأسد، بما فيها مساحة واسعة من محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات مجاورة لها. وتشهد تلك المناطق منذ الشهر الماضي تحركات احتجاجية نادرة ضد الجهاديين عقب وفاة شخص كان قيد الاحتجاز طوال أشهر.
وردّد محمّد هرنوش مع العشرات هتاف «سوريا حرة حرة.. الجولاني يطلع برا». وقال هرنوش (35 سنة) «هذا الشعب الحر لا يُحكم بالحديد والنار (...) خرجنا لنؤكد للجميع أن ثورتنا لا تستثني أحداً، لا بشار الأسد ولا الجولاني». وتؤوي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال وشمال غرب سوريا أكثر من أربعة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين الموزعين على مئات المخيمات المكتظة.
وقالت خالدية آغا (72 سنة) وسط إحدى التظاهرات «لدي شاب كان يعمل معلما في المدرسة وقتله النظام في خان شيخون عندما كان عمره 23 عاماً». وتابعت وقد خنقتها دموعها «لدي بالمقابل ولدان اعتقلا على يد عناصر الجولاني ولا أعلم عنهما شيئاً منذ ست سنوات»، مضيفة أنها تتظاهر اليوم مطالبة بالكشف عن مصير ولديها والإفراج عنهما.
في جنوب سوريا، خرج المئات في مدينة السويداء إحياءً لذكرى انتفاضهم ضد النظام، بحسب ما أظهرت صور نشرتها صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتشهد السويداء منذ منتصف أغسطس احتجاجات سلمية أسبوعية، انطلقت إثر قرار الحكومة حينها رفع الدعم عن الوقود وتطورت من احتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى المطالبة بـ«إسقاط النظام».
وقالت وزارات الخارجية في كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك أمس الجمعة إن «التظاهرات السلمية في السويداء (...) تظهر استمرار التطلعات الى السلام والحرية والكرامة التي أدت الى التظاهرات قبل 13 عاما». وأضاف البيان «نبقى عازمين على وقف انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها نظام الرئيس الأسد بحق الشعب السوري».
وبدءاً من منتصف مارس 2011، خرج عشرات آلاف السوريين في تظاهرات مستلهمة من «ثورات الربيع العربي»، مطالبين بإسقاط نظام الأسد، لكنها سرعان ما تحولت إلى نزاع دام تنوعت أطرافه والجهات الداعمة لها. وباتت سوريا ساحة لقوات روسية وأمريكية وتركية ومقاتلين إيرانيين. ويأتي إحياء ذكرى الانتفاضة هذا العام وسط مخاوف من تصاعد التوتر في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة، حيث كثّفت إسرائيل وتيرة الغارات التي تشنها في سوريا، وتستهدف بشكل خاص مجموعات موالية لطهران بينها حزب الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك