تصوير: محمد سرحان
ينفرد الفنان التشكيلي، عمر الراشد ضمن معرضه الشخصي الذي أقيم ضمن ملتقى الفنون الأول «هاربر آرت»، بتوثيق اللحظة بكل حيثياتها.
ويحاول الراشد من خلال اللوحات التجريدية التي تؤسس لموضوع تكاملي، الجمع ما بين الأضداد، الفرح والحزن، بكل ارتباطاتهما وعلاقتهما بالانفعالات.
ويقول الفنان «حرصت على تقديم أعمال فنية جديدة تحمل مضامين متنوعة تحت عنوان اللحظة، سواء كانت لحظة فرح أو حزن أو تأمل. اللحظة هي الوقت الذي لا يحس به الإنسان في وقته لكنها تبقى عالقة في الذاكرة. هي اللحظة تأتي فجأة ومن دون سابق إنذار وترحل بنفس الكيفية».
ويضيف «تحدث تلك اللحظات تغييرا مفاجئا في حالتنا العاطفية والروحية. تجعلنا نتوقف قليلا أو مليا وننغمس في جمالها وقوتها وتخلق ذكريات تعلق في الذاكرة تغمرنا بمشاعر عميقة. تلك اللحظات العابرة التي تمر بنا من دون أن نعيرها اهتماما في حياتنا اليومية. قد تكون صغيرة لكنها قوية بتأثيرها. ففي ذلك الزمان المحدود، نجد جمال البساطة وعمق الانفتاح على ما حولنا».
يسترسل الراشد ويقول «مهما كان نوع اللحظة التي نعيشها، فهي جزء لا يتجزأ من تجربتنا الإنسانية، نكتشف من خلالها جوانب جديدة من ذواتنا، وتظهر لنا أهمية الحاضر وتذكرنا بأن الحياة قصيرة وجميلة في آنٍ معا».
يبحر الراشد في توثيق اللحظة باستخدام رمزيات المرأة. فالمرأة هي مصدر للفرح، مصدر لخلق جمالية الفرح المنبثق من جمالها، الصفة اللصيقة بها دائما. والمرأة هي أيضا مصدر للحب بكيفياته المختلفة وألوانه المتنوعة، وبرمزيته الدائرية المتركزة في الاحتضان.
يسافر الراشد إلى مواقع أخرى لخلق عالمه التكاملي، إلى مجموعة الكتب التي توثق اللحظات المقضية خلال وقت السفر، وقت التعرف على الثقافات التي قد تتفق في كثير من الأحيان مع موروثنا/ تاريخنا.
ويوضح الراشد «هذا العالم صغير تماما، ليس بسبب التواصل الإلكتروني، وإنما هو قريب من بعضه البعض منذ العصور القديمة، بسبب علاقات الحضارات فيما بينها. هناك الكثير من التبادل الثقافي فيما بينها إما بسبب العلاقات التجارية أو العلاقات الإنسانية».
يوثق الراشد أيضا لحظة الراحة التي تنعكس على النفس، ويركز ذلك التوثيق بمزج تدرجات الأزرق. ويعتبر مصدر تلك الراحة العلاقات الإنسانية سواء القريبة أو البعيدة، فهي سبب لتفريغ الإحساس الداخلي.
جدير بالذكر أن الفنان عمر الراشد يعتمد في إبداعه التشكيلي على مرجعية أصيلة من عمق التراث والذاكرة الشعبية البحرينية والخليجية، مقدماً بذلك تجربة جديدة ومتميزة في الفن التشكيلي البحريني. يخلق صيغا وأنماطا تشكيلية جديدة، ويبرز القيمة التعبيرية والفكرية والجمالية للحضارة العربية والإسلامية في منطقة الخليج العربي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك