العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

اللحظة لدى عمر الراشد.. مفاجئة عالقة

كتبت‭: ‬زينب‭ ‬إسماعيل

السبت ١٦ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

 

تصوير‭: ‬محمد‭ ‬سرحان

 

ينفرد‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي،‭ ‬عمر‭ ‬الراشد‭ ‬ضمن‭ ‬معرضه‭ ‬الشخصي‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬ضمن‭ ‬ملتقى‭ ‬الفنون‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬هاربر‭ ‬آرت‮»‬،‭ ‬بتوثيق‭ ‬اللحظة‭ ‬بكل‭ ‬حيثياتها‭.‬

ويحاول‭ ‬الراشد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللوحات‭ ‬التجريدية‭ ‬التي‭ ‬تؤسس‭ ‬لموضوع‭ ‬تكاملي،‭ ‬الجمع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأضداد،‭ ‬الفرح‭ ‬والحزن،‭ ‬بكل‭ ‬ارتباطاتهما‭ ‬وعلاقتهما‭ ‬بالانفعالات‭.‬

ويقول‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬تحمل‭ ‬مضامين‭ ‬متنوعة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬اللحظة،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬لحظة‭ ‬فرح‭ ‬أو‭ ‬حزن‭ ‬أو‭ ‬تأمل‭. ‬اللحظة‭ ‬هي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحس‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬وقته‭ ‬لكنها‭ ‬تبقى‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭. ‬هي‭ ‬اللحظة‭ ‬تأتي‭ ‬فجأة‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‭ ‬وترحل‭ ‬بنفس‭ ‬الكيفية‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬‮«‬تحدث‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬تغييرا‭ ‬مفاجئا‭ ‬في‭ ‬حالتنا‭ ‬العاطفية‭ ‬والروحية‭. ‬تجعلنا‭ ‬نتوقف‭ ‬قليلا‭ ‬أو‭ ‬مليا‭ ‬وننغمس‭ ‬في‭ ‬جمالها‭ ‬وقوتها‭ ‬وتخلق‭ ‬ذكريات‭ ‬تعلق‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬تغمرنا‭ ‬بمشاعر‭ ‬عميقة‭. ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬العابرة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نعيرها‭ ‬اهتماما‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭. ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬صغيرة‭ ‬لكنها‭ ‬قوية‭ ‬بتأثيرها‭. ‬ففي‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان‭ ‬المحدود،‭ ‬نجد‭ ‬جمال‭ ‬البساطة‭ ‬وعمق‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حولنا‮»‬‭.‬

يسترسل‭ ‬الراشد‭ ‬ويقول‭ ‬‮«‬مهما‭ ‬كان‭ ‬نوع‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها،‭ ‬فهي‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬تجربتنا‭ ‬الإنسانية،‭ ‬نكتشف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬جوانب‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬ذواتنا،‭ ‬وتظهر‭ ‬لنا‭ ‬أهمية‭ ‬الحاضر‭ ‬وتذكرنا‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬قصيرة‭ ‬وجميلة‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬معا‮»‬‭.‬

يبحر‭ ‬الراشد‭ ‬في‭ ‬توثيق‭ ‬اللحظة‭ ‬باستخدام‭ ‬رمزيات‭ ‬المرأة‭. ‬فالمرأة‭ ‬هي‭ ‬مصدر‭ ‬للفرح،‭ ‬مصدر‭ ‬لخلق‭ ‬جمالية‭ ‬الفرح‭ ‬المنبثق‭ ‬من‭ ‬جمالها،‭ ‬الصفة‭ ‬اللصيقة‭ ‬بها‭ ‬دائما‭. ‬والمرأة‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬مصدر‭ ‬للحب‭ ‬بكيفياته‭ ‬المختلفة‭ ‬وألوانه‭ ‬المتنوعة،‭ ‬وبرمزيته‭ ‬الدائرية‭ ‬المتركزة‭ ‬في‭ ‬الاحتضان‭.‬

يسافر‭ ‬الراشد‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬أخرى‭ ‬لخلق‭ ‬عالمه‭ ‬التكاملي،‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬توثق‭ ‬اللحظات‭ ‬المقضية‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬السفر،‭ ‬وقت‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الثقافات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتفق‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬مع‭ ‬موروثنا‭/ ‬تاريخنا‭. ‬

ويوضح‭ ‬الراشد‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬صغير‭ ‬تماما،‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬التواصل‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬بعضه‭ ‬البعض‭ ‬منذ‭ ‬العصور‭ ‬القديمة،‭ ‬بسبب‭ ‬علاقات‭ ‬الحضارات‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭. ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬إما‭ ‬بسبب‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.‬

يوثق‭ ‬الراشد‭ ‬أيضا‭ ‬لحظة‭ ‬الراحة‭ ‬التي‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬النفس،‭ ‬ويركز‭ ‬ذلك‭ ‬التوثيق‭ ‬بمزج‭ ‬تدرجات‭ ‬الأزرق‭. ‬ويعتبر‭ ‬مصدر‭ ‬تلك‭ ‬الراحة‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬سواء‭ ‬القريبة‭ ‬أو‭ ‬البعيدة،‭ ‬فهي‭ ‬سبب‭ ‬لتفريغ‭ ‬الإحساس‭ ‬الداخلي‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الفنان‭ ‬عمر‭ ‬الراشد‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬إبداعه‭ ‬التشكيلي‭ ‬على‭ ‬مرجعية‭ ‬أصيلة‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬التراث‭ ‬والذاكرة‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬والخليجية،‭ ‬مقدماً‭ ‬بذلك‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬ومتميزة‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬البحريني‭. ‬يخلق‭ ‬صيغا‭ ‬وأنماطا‭ ‬تشكيلية‭ ‬جديدة،‭ ‬ويبرز‭ ‬القيمة‭ ‬التعبيرية‭ ‬والفكرية‭ ‬والجمالية‭ ‬للحضارة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا