الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«زوجة واحدة لا تكفي».. خطأ
ليس لعنوان المقال علاقة بشأن ديني حول تعدد الزوجات.. وليس للموضوع صلة بمسألة الرغبة بالزواج.. ولكنه اسم لمسلسل رمضاني تم وقف عرضه في دولة الكويت الشقيقة، بعدما وجدت وزارة الإعلام هناك أهمية حماية المجتمع من الأفكار الخاطئة والترويج لها.
حسنا فعلت وزارة الإعلام الكويتية في اتخاذ إجراءات عدة تجاه المسلسل الرمضاني المسيء إلى المجتمع الكويتي، ومنع تكرار المشاهد المسيئة؛ ومطالبة جميع المعنيين بـاحترام القوانين واللوائح والمواثيق؛ فضلا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عرض مثل هذه المشاهد مستقبلا.
وحسنا فعلت وزارة الإعلام الكويتية كذلك، حينما أوضحت أن الأعمال الفنية يجب أن تحمل رسائل أخلاقية راقية، وتحترم خصوصيات المجتمعات، وأن تبتعد عن المساس بالثوابت، مشيدة الوزارة بالوعي المجتمعي في دولة الكويت، ورفضه لأي مشاهد تمس أخلاقياته ومبادئه الثابتة.
ليست هذه هي المرة الأولى، التي تتدخل فيها الوزارة لوقف عمل تراه يسيء للمجتمع وثوابته الوطنية وعاداته وتقاليده الاجتماعية، وليست الكويت وحدها من يحق لها القيام بهذا الأمر، فالعديد من دول العالم بلا استثناء تتدخل الجهات المعنية فيها لوقف أي عمل تجد فيه الإساءة للمجتمع وثقافته وثوابته.
بالطبع سيخرج لنا من يرفض القرار، بحجة حماية الإبداع والحرية، وذلك إبداع منفلت وحرية غير مسؤولة، يجب التصدي لها ورفضها.. وسيطلّ علينا من يبرر أن القرار ساهم في الترويج للبحث عن المسلسل ومشاهدته عبر منصات أخرى، وأنه أكسب المسلسل دعاية مجانية، وغيرها من التبريرات التي تساق عند هذه المواقف.. ومثل هذا الحديث يتكرر في مجتمعاتنا العربية، ويتسلل إلى عقول الناس والشباب، ويمثل شكلا من أشكال المخاطر على الهوية الوطنية والعربية، وخطرا داهما على مستقبل المجتمعات ومحافظتها على العادات والتقاليد.
محاولة تغريب الهوية الوطنية، والإساءة للمجتمع، وتبسيط الأمور والمخاطر، والدفاع عن الأخطاء بحجة الإبداع والحرية، لا تأتي مرة واحدة ومفاجأة، ولكنها تتسلل إلى المجتمعات عبر القوة الناعمة والمؤثرة، وخاصة الإعلامية منها، ومحاولة فرضها على الناس، وتصوير من يرفضها بأنه محافظ ومتخلف، وأن من يدافع عنها متحرر ومنفتح.
معظم المسلسلات والأعمال الفنية الرمضانية على القنوات الفضائية الخليجية والعربية تحمل رسالة نبيلة، وعملا دراميا متميزا، وتغرس في النفوس قيما ومبادئ رفيعة، وتعكس حقائق الواقع المعيش، من دون التركيز على حوادث شاذة غير مقبولة، والسعي لنشرها والترويج لها بحجة أنها موجودة في المجتمع.
ربما الحديث عن الأعمال الفنية الرمضانية يدعونا إلى الحديث عن الأعمال الرمضانية المحلية، التلفزيونية والإذاعية، وحتى في «السوشيال ميديا»، وتلك مسألة سوف نتناولها في الأيام المقبلة، بعد أن تتضح الصورة أكثر في الأعمال الرمضانية المحلية المعروضة حاليا.. لأن نقد برنامج خلال أسبوع واحد، لا يكفي.. تماما كما أن مسلسل زوجة واحدة لا تكفي.. خطأ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك