القاهرة - (أ ف ب): منعت السلطات الاسرائيلية أمس الإثنين دخول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) فيليب لازاريني إلى قطاع غزة المحاصر، وفق ما أعلن، في خطوة أشار وزير الخارجية المصري إلى أنها «غير مسبوقة». وكتب لازاريني: «في اليوم الذي ظهرت فيه بيانات جديدة عن المجاعة في غزة، تمنعني السلطات الإسرائيلية من دخول» القطاع.
ومن جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لازاريني أمس الاثنين في القاهرة أن الإجراء الإسرائيلي يعد «خطوة غير مسبوقة» لموظف أممي مضطلع بمسؤولياته. وخلال المؤتمر الصحفي وصف لازاريني الأوضاع في غزة بأنها «غير عادية وغير مسبوقة» مضيفا: «تحدثنا عن مجاعة تلوح في الأفق». وأشار إلى أن هذه المجاعة «من صنع البشر وهي تضرب المنطقة التي لم تمر بهذه التجربة من قبل».
وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس قد سجلت 27 وفاة بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال، مرجحة أن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير. وقال لازاريني: إن «الأمم المتحدة دفعت ثمنا باهظا في غزة»، مشيرا إلى «تدمير أكثر من 150 منشأة تابعة للوكالة ومقتل 400 شخص (بينما) أصيب أكثر من ألف آخرين كانوا يحاولوا اللجوء إلى الأمم المتحدة لطلب المساعدة».
وسبق للوكالة أن واجهت اتهامات إسرائيلية بضلوع 12 من موظفيها، البالغ عددهم 13 ألفا في غزة، في هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر، ما دفع العديد من الدول الى تعليق تمويلها في خضم ظروف انسانية كارثية في قطاع غزة. وأعلنت الأمم المتحدة على الفور فصل الموظفين المتهمين. في موازاة ذلك كلّف الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش فريقا مستقلا إجراء تقييم للأونروا و«حيادها».
وسارعت دول غربية عدة في أعقاب هذه الاتهامات، الى تعليق تمويل الوكالة، لكن لازاريني شدّد على أن إسرائيل لم تقدّم أي أدلة على اتهاماتها. وفي الأسبوع الأول من الشهر الجاري أعلنت الحكومة الإسبانية مساعدة إضافية بقيمة عشرين مليون يورو لوكالة الاونروا، ما دفع لازاريني إلى التمسك بأمل أن يشجع قرار الحكومة الإسبانية بعض الدول التي علقت مساعدتها، موضحا أن هذا التعليق يشمل 16 دولة ويمثل 450 مليون دولار.
واندلعت الحرب في غزة إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أدى الى مقتل نحو 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى أرقام إسرائيلية رسمية. وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري، ما أدّى إلى مقتل 31726 شخصا غالبيتهم الكبرى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس.
وتلوّح اسرائيل منذ أسابيع بشنّ عملية برية في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، المتاخمة للحدود الشرقية المصرية، والتي يتكدس فيها نحو 1,5 نازح فلسطيني جراء المعارك والدمار في مناطق غزة الأخرى. وبينما تتراكم آلاف الأطنان من المساعدات في مطار العريش بمحافظة شمال سيناء، يعول المجتمع الدولي الآن على ممر بحري بين قبرص وغزة لإيصال مواد الإغاثة للفلسطينيين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك