الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الموقف البحريني.. والنفاق الغربي
منذ أيام أشار الأستاذ «أنور عبدالرحمن» رئيس تحرير (أخبار الخليج) إلى الموقف المشرف لرئيس وزراء ماليزيا أمام المستشار الألماني، منتقدا النفاق الغربي والازدواجية المفضوحة، حيال القضية الفلسطينية الإنسانية، والدعم المتواصل لإسرائيل وتبرير جرائمها.
رئيس الوزراء الماليزي وخلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني، كان قد أكد أن موقف السياسة الخارجية لبلاده واضح للغاية ولم يتغير، حيث يقف ضد الاستعمار والفصل العنصري، والتطهير العرقي والتهجير القسري في أي بلد، في أوكرانيا أو غزة.. فعقب عليه المستشار الألماني قائلا: «نحن ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس».. فرد عليه الرئيس الماليزي قائلا: لماذا هذا الموقف المتردد والمتناقض تجاه عرق وآخر؟ أين إنسانيتكم؟ لماذا هذا النفاق؟ أين ألقينا إنسانيتنا؟
لذلك نقول.. لطالما أعجبتنا ونالت اهتمامنا - كشعوب عربية وإسلامية - المواقف المؤيدة والداعمة لقضايانا الإنسانية وحقوقنا المشروعة.. يزداد الإعجاب وتتضاعف مشاعر السعادة، ليس لوجود مناصر معنا، ولكن لوجود من يؤمن بذات القناعات التي نؤمن بها، ويؤكد لنا صواب موقفنا.. فهي قناعة راسخة، وموقف إنساني قبل كل شيء.. كما أنها أصوات متعددة ومواقف مشرفة، تحاول الآلة الإعلامية الغربية عدم تسليط الضوء عليها، وإن خرجت من بلادها، أو صدرت في عقر دارها.
هناك مسألة غاية في الأهمية، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وتتمثل في قبول الشعوب، وخاص العربية على «اعتياد» الانتهاكات الإسرائيلية، وأن من يتم قته وتهجيره هم أفراد حماس «الإرهابيون»، وأن إسرائيل لا تقتل الشعب الفلسطيني.. وكأن العالم لا يرى حقيقة ما يحصل.. وكأن هذا الشعب ليس له حق العيش والآدمية..!!
لدينا في مملكة البحرين، موقف مشرف وراسخ وثابت، نعتز ونفتخر به، في دعم القضية الفلسطينية، على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي، فمنذ أن بدأت الأحداث في غزة في السابع من اكتوبر، ومملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، تؤكد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة مثل سائر الشعوب، وبالأمس كذلك أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقف البحريني، خلال لقاء سموه مع وزير الخارجية الأمريكي، حيث أشار سموه إلى موقف مملكة البحرين الثابت والداعم للقضية الفلسطينية والمؤيد لكافة المساعي والجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي عادل ودائم للقضية، من خلال دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً أهمية حماية المدنيين ووقف التصعيد وتجنب العنف الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
وحيث إننا نعيش في الأجواء الرمضانية اليومية، ونسمع دعاء إمام المسجد في صلاة التراويح، وهو يدعو المولى عز وجل عند دعاء القنوت كل يوم بأن ينصر فلسطين والشعب الفلسطيني.. فهذا الأمر يجعل القضية الفلسطينية حاضرة في الأذهان على الدوام، للكبار والصغار معا.
فلا نستهين أو نتهاون في الدعاء، فهو صورة من صور المناصرة والتضامن، وشكل من أشكال الوعي الثقافي والإسلامي الواجب المحافظة عليه.. ولأنه يذكرنا دائما بأن النصر من الله عز وجل.. ويكشف لنا زيف النفاق الغربي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك