عمان – (رويترز): قالت وزارة الدفاع السورية إن إسرائيل أطلقت في وقت مبكر أمس الثلاثاء صواريخ على عدة أهداف عسكرية خارج العاصمة دمشق، فيما وصفته مصادر مخابراتية في المنطقة ومصدران سوريان بأنه تكثيف للضربات على تحصينات لجماعة حزب الله اللبنانية. وأضافت الوزارة في بيان أن الدفاعات الجوية السورية اعترضت صواريخ إسرائيلية وأسقطت بعضها، مما تسبب في بعض «الأضرار المادية».
وقال مصدران عسكريان سوريان مطلعان: إن إسرائيل استهدفت مستودع ذخيرة لحزب الله بالقرب من مدينة يبرود في جبال القلمون شمال شرقي العاصمة السورية. وهذه هي الغارة الثانية خلال 48 ساعة على نفس السلسلة الجبلية التي تمتد إلى لبنان ويتخللها عدة طرق إمداد رئيسية لحزب الله إلى سوريا.
ويتبادل حزب الله المدعوم من إيران إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي منذ أن اقتحم مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل من قطاع غزة في السابع من أكتوبر في صراع يتصاعد بشكل مطرد ويؤجج المخاوف من تصعيد أوسع نطاقا.
وقال مصدر مخابراتي غربي: إن ضربة أخرى أصابت موقعا مجاورا قرب مدينة القطيفة على بعد نحو 40 كيلومترا شرقي دمشق في نفس المنطقة التي تتحصن فيها قوات حزب الله. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز: «من الواضح أن هذه الضربات الأحدث تستهدف البنية التحتية لحزب الله في سوريا وخصوصا تحصيناته... على الحدود اللبنانية السورية». وأشار أيضا إلى الغارة الأحدث على مدينة القصير الواقعة على الحدود، حيث يحتفظ حزب الله بالسيطرة الأمنية من خلال نقاط التفتيش.
ولم يتسن حتى الآن الاتصال بمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للتعليق. وإيران من الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد في الصراع السوري الممتد منذ 13 عاما. ودفع دعم طهران إلى دمشق وإلى حزب الله إسرائيل إلى شن ضربات جوية على نحو متكرر بهدف كبح القوة العسكرية الإيرانية.
وتقول مصادر مخابراتية غربية ومن المنطقة: إن الضربات الإسرائيلية في سوريا أودت بحياة العشرات من مقاتلي حزب الله والفصائل المسلحة الأخرى المنبثقة عن جماعات موالية لإيران وتخوض معارك بالنيابة عنها والموجودة في الضواحي الشرقية لدمشق وفي جنوب وجنوب شرق سوريا.
وأضافت المصادر أن إسرائيل وسعت منذ السابع من أكتوبر طبيعة الأهداف ومدى عمقها في الأراضي السورية لتشمل معسكرات الجيش السوري في محافظة درعا في الجنوب والتي تنطلق منها قذائف المورتر من حين لآخر على الحدود الشمالية لإسرائيل. وتتركز الضربات على محيط معبر البوكمال الحدودي إلى الشرق في دير الزور، وهو طريق إمداد رئيسي للفصائل المسلحة الشيعية العراقية داخل وخارج سوريا.
وتقول مصادر مخابرات سورية وغربية إن إسرائيل كثفت أيضا ضرباتها الصاروخية على حي السيدة زينب شديد التحصين في العاصمة، حيث يقع مزار شيعي كبير، ومن المعروف أن قادة فصائل مسلحة رفيعة المستوى يتمركزون فيها. وقُتل خلال الضربات ما لا يقل عن ستة ضباط من الحرس الثوري الإيراني معظمهم في منطقة السيدة زينب، فضلا عن عدد من كوادر حزب الله.
ويقول حزب الله إن 20 من مقاتليه على الأقل قتلوا في سوريا منذ هجوم السابع من أكتوبر. ويمثل الصراع الحالي أسوأ الأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل منذ أن خاضا حربا عام 2006 المعروفة في لبنان باسم حرب يوليو تموز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك