يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
إلى من يشكو العالم؟!
هذا وضع عالمي في منتهى الغرابة ولا سابقة له في التاريخ.
أعني ما نشهده من مفارقة رهيبة بين موقف العالم من حرب الإبادة الصهيونية في غزة، وبين ما يجري على أرض الواقع ويفعله الكيان الصهيوني.
الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية تصرخ يوميا على لسان مسؤوليها مطالبة بوقف حرب الإبادة.
كل المنظمات الدولية أصدرت عشرات البيانات ومئات التصريحات التي تتحدث عن أبعاد الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني.. كلها ادانت في الأيام الماضية مثلا حرب التجويع الإرهابية التي يشنها الصهاينة، ونددت بجرائم قتل الفلسطينيين جوعا وابادتهم حتى وهم ينتظرون المساعدات... كلها ادانت جرائم تدمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس وقتل تجمعات اللاجئين في مقار الأمم المتحدة، وطالبت بوقف هذه الجرائم.
كل دول العالم تقريبا أصبح لها نفس الموقف. حتى الدول الغربية التي شاركت في جريمة حرب الإبادة، امام هول الجرائم التي ترتكب والكارثة الانسانية الرهيبة التي يعيشها الفلسطينيون، أصبحت تطالب في مواقفها المعلنة بوقف الحرب وتعترض على جريمة حرب التجويع، وتطالب بعدم شن عدوان آخر على رفح وارتكاب مجازر جديدة.. وهكذا.
محكمة العدل الدولية سبق وان طالبت باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف حرب الابادة.
الكيان الصهيوني يتعامل مع هذه المواقف والمطالبات العالمية بمنتهى الاحتقار، ويصر ليس فقط على المضي قدما في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة بل على تصعيدها والوصول بها إلى مستويات لا سابقة لها في الوحشية والهمجية. ويهدد العدو علنا باجتياح رفح والتنكيل بأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في المنطقة وابادتهم.
الكيان الصهيوني يفعل هذا وكأنه فوق أي حساب، ويعتبر انه لا أحد في العالم كله يستطيع ان يردعه ويوقف جرائمه.
هذا وضع عالمي غريب جدا ولا سابقة له في التاريخ.
يستغرب المرء.. حين يكون للعالم هذا الموقف الموحد تقريبا المطالب بوقف حرب الابادة الصهيونية.. وأن يكون لكل المنظمات الدولية المعنية بتطبيق القانون الدولي والإنساني هذا الموقف، فإلى من يتحدث العالم اذن؟.. الى من يشكو؟.. يطالب مَن بتطبيق هذا الموقف واجبار الكيان الصهيوني على وقف الحرب؟
بالأمس ذكر تصنيف عالمي عن معدلات الجوع عالميا تعتمد وكالات الأمم المتحدة على تقييماته أن النقص الشديد في الغذاء في قطاع غزة تجاوز بالفعل مستويات المجاعة وأن الموت الجماعي أصبح الآن وشيكا ما لم يتم وقف فوري لإطلاق النار والسماح بزيادة المواد الغذائية إلى المناطق المعزولة بسبب القتال. وجاء في التصنيف أن 70 بالمائة من الفلسطينيين في أنحاء شمال غزة يعانون الآن من أشد مستويات نقص الغذاء وهو ما يتجاوز كثيرا مستوى المجاعة.
وبالأمس، قال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «كانت غزة قبل الحرب سجنا مفتوحا. وباتت اليوم أكبر مقبرة مفتوحة». وأضاف: «غزة أصبحت مقبرة لعشرات آلاف الأشخاص، كما أنها مقبرة للكثير من أهم مبادئ القانون الإنساني».
هذا هو الوضع بالفعل. أهلنا في غزة يبادون بالمعنى الحرفي امام العالم قتلا وجوعا. في أرض غزة تم دفن القانون الدولي الإنساني بكل مبادئه.
كيف وصل العالم الى هذه الدرجة من العجز والانحطاط؟. كيف أصبح العالم بكل دوله ومنظماته عاجزا عن ردع الكيان الصهيوني وتوفير أي حد من الحماية لشعب اعزل يباد امام أعين الكل؟.
هل الكيان الصهيوني اقوى من العالم كله؟.. هل اصبح العالم كله خاضعا للإرهاب الصهيوني؟.
هذا الحال الذي وصل اليه العالم في مواجهة كيان صهيوني إرهابي يبيد شعبا بأسره بحاجة الى تفسير.
للحديث بقية بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك