قطاع غزة – الوكالات: أعلنت حركة حماس أمس أنها تلقت ردّا إسرائيليا «سلبيا» على مقترحها بهدنة ستة أسابيع في قطاع غزة المدمر والمحاصر، حيث تهدِّد المجاعة مئات الآلاف وتُواصِل عمليات القصف حصد عشرات الشهداء يوميًا.
وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في مؤتمر صحفي في بيروت «نقل لنا الإخوة الوسطاء مساء أمس (الثلاثاء) موقف الاحتلال من المقترح الذي سلمته الحركة مساء الخميس 14 مارس، وهو ردّ سلبي بشكل عام... ويتراجع عن موافقات قدمها سابقاً للوسطاء ونقلت إلينا عبرهم».
وفشلت أطراف الوساطة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل بدء شهر رمضان، لكن جولة مباحثات جديدة بدأت الأسبوع الماضي بناء على مقترح من حركة حماس يقوم في مرحلة أولى على هدنة ستة أسابيع مقابل الإفراج عن رهائن محتجزين لديها، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إسرائيل.
وأكدت الخارجية القطرية الثلاثاء أن المباحثات تتواصل بين «الفرق الفنية».
إلا أن حركة حماس اتهمت، على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إسرائيل بالعمل على «تخريب» المفاوضات من خلال عمليتها المستمرة منذ فجر الإثنين في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة بشمال القطاع.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أطلق العملية إثر ورود معلومات عن تواجد عدد من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المجمع الطبي، وهو الأكبر في القطاع. وأعلن الجيش أمس أنه قتل «ما يزيد على 90» مسلحا، واعتقل المئات ونقل «ما يزيد على 160» منهم للتحقيق في إسرائيل. من جانبها، أكدت وزارة الصحة التابعة لحماس أن بين المعتقلين «كوادر طبية ومصابين ومرضى» في المستشفى الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية مرة أولى في نوفمبر. ومنذ توغل عشرات الدبابات والعربات المدرعة في الرمال والنصر وصولًا إلى تطويق مجمع الشفاء، تتعرض هذه الأحياء للقصف الذي حوّل عشرات المنازل إلى ركام وأرغم ساكنيها على الفرار. وتحدث شهود عن استمرار الاشتباكات لليوم الثالث في محيط المجمع. وقال مكتب الإعلام بغزة «الاحتلال يواصل لليوم الثالث عدوانه باقتحام مجمع الشفاء الطبي وتخريب كافة أقسامه وتجريف الساحات والممرات والأسوار، واعتقال واحتجاز المئات».
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن «الاحتلال أجبر عشرات المرضى وحالتهم صعبة على مغادرة مجمع الشفاء وقام مواطنون بنقلهم إلى المستشفى المعمداني في البلدة القديمة».
وسبق للجيش أن نفّذ عمليات في عدد من مستشفيات القطاع.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن «قلق بالغ» من استهداف المشافي التي تعمل بالحد الأدنى من طاقمها وتعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الأساسية. لا تكفّ هيئات الإغاثة والأمم المتحدة عن التحذير من خطر المجاعة في القطاع حيث يقيم نحو 2,4 مليون نسمة.
وحذّر تقرير أعدته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة من أنه من دون زيادة المساعدات وتنظيم توزيعها، ستضرب المجاعة 300 ألف شخص في شمال غزة خلال أسابيع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك