العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الدقائق الحرجة.. وإعلانات الشوارع

أول‭ ‬السطر‭:‬

الرد‭ ‬الشعبي‭ ‬والمقاطعة‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬المقيمة‭ ‬الأجنبية‭ ‬صاحبة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحلات،‭ ‬والتي‭ ‬أعلنت‭ ‬تعاطفها‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬في‭ ‬الحسابات‭ ‬الالكترونية‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كان‭ ‬كفيلا‭ ‬لأن‭ ‬تتراجع‭ ‬عن‭ ‬موقفها‭ ‬الخاطئ‭ ‬وتعلن‭ ‬اعتذارها‭.. ‬ولكن‭ ‬الموقف‭ ‬الشعبي‭ ‬الداعم‭ ‬للأشقاء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬كان‭ ‬حازما‭ ‬وصارما‭ ‬معها‭.. ‬لأنها‭ ‬تجاوزت‭ ‬أمورا‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭. ‬

الدقائق‭ ‬الحرجة‭.. ‬وإعلانات‭ ‬الشوارع‭:‬

في‭ ‬عالم‭ ‬الطيران‭ ‬تُسمى‭ ‬الدقائق‭ ‬الثلاث‭ ‬الأولى‭ ‬لحظة‭ ‬إقلاع‭ ‬الطائرة،‭ ‬والدقائق‭ ‬الثماني‭ ‬عند‭ ‬الاستعداد‭ ‬لهبوط‭ ‬الطائرة‭ ‬بـ«الدقائق‭ ‬الحرجة‮»‬،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬هنا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬يقظة‭ ‬كابتن‭ ‬الطائرة‭ ‬ومساعده،‭ ‬وتحبس‭ ‬فيها‭ ‬الأنفاس،‭ ‬وتتوقف‭ ‬حركة‭ ‬المسافرين‭ ‬الذين‭ ‬يطلب‭ ‬منهم‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬مقاعدهم،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬لأي‭ ‬خطأ‭ ‬محتمل،‭ ‬وإلا‭ ‬وقعت‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يحمد‭ ‬عقباها‭. ‬

 

وأذكر‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المدرسين‭ ‬كانوا‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يبدأوا‭ ‬اللقاء‭ ‬الأول‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬بالحزم‭ ‬والربط،‭ ‬ووضع‭ ‬القواعد‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المادة‭ ‬الدراسية،‭ ‬وإلا‭ ‬انفلتت‭ ‬الإدارة‭ ‬من‭ ‬المدرس،‭ ‬وتحول‭ ‬الفصل‭ ‬إلى‭ ‬فوضى‭ ‬وتسيب،‭ ‬وأخذ‭ ‬الطلبة‭ ‬الانطباع‭ ‬بأن‭ ‬المدرس‭ ‬‮«‬سهل‮»‬‭.. ‬واستمر‭ ‬الحال‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭.. ‬وتكون‭ ‬النتيجة‭ ‬الحتمية‭ ‬رسوب‭ ‬العدد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭. ‬

وفي‭ ‬العمل‭ ‬العام،‭ ‬وعند‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬ما،‭ ‬تكون‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬الانطباع‭ ‬الأول‭ ‬للجمهور‭ ‬والناس،‭ ‬لأنها‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬الحرجة،‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إيجابية،‭ ‬وتبث‭ ‬روح‭ ‬التفهم‭ ‬والقبول،‭ ‬وتشيع‭ ‬الارتياح‭ ‬والثقة،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الاستياء‭ ‬والنقد‭ ‬و‭(‬التحلطم‭)‬،‭ ‬والفعل‭ ‬العكسي‭.. ‬وكذلك‭ ‬هي‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع،‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كاملة،‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬ومعالجة‭ ‬المشكلة،‭ ‬وإما‭ ‬أنها‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬نقمة‭ ‬وترميم‭ ‬وتعديل‭ ‬مستمر،‭ ‬وربما‭ ‬تم‭ ‬إسناد‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وتتكبد‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬الخسائر‭.‬

ما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إليه‭ ‬ونؤكد‭ ‬عليه،‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬لحظات‭ ‬وأوقات‭ ‬حرجة،‭ ‬يستلزم‭ ‬الأمر‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬واللحظات‭ ‬الأولى،‭ ‬بالحكمة‭ ‬والتروي،‭ ‬والقرار‭ ‬السليم،‭ ‬وإلا‭ ‬انفلتت‭ ‬الأمور‭ ‬وضاعت‭ ‬البوصلة،‭ ‬واحتار‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬أمرهم‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬سعادة‭ ‬النائب‭ ‬هشام‭ ‬العوضي‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي،‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬إعلانات‭ ‬تسويقية‭ ‬غير‭ ‬أخلاقية‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬العامة،‭ ‬تتنافى‭ ‬وثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وعاداته‭ ‬وتقاليده‭.. ‬ولكن‭ ‬مرت‭ ‬دقائق‭ ‬وساعات‭ ‬وأيام،‭ ‬ونوشك‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬أسبوع‭ ‬كامل‭ ‬على‭ ‬حديث‭ ‬النائب‭ ‬هشام‭ ‬العوضي،‭ ‬والجهة‭ ‬المعنية‭ ‬والمختصة‭ ‬لما‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬إعلانات‭ ‬الشوارع‭ ‬لم‭ ‬تتحرك‭ ‬ولم‭ ‬تتفاعل‭ ‬ولم‭ ‬تعقب،‭ ‬وكأنها‭ ‬تقول‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬الدقائق‭ ‬الحرجة‭ ‬لا‭ ‬تهمها‭ ‬ولا‭ ‬تشغلها،‭ ‬ولا‭ ‬تعني‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬وأن‭ ‬كلام‭ ‬النائب‭ ‬صحيح،‭ ‬وأن‭ ‬الإعلانات‭ ‬غير‭ ‬الأخلاقية‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬بها،‭ ‬ونشجع‭ ‬عليها‭..!!  ‬

عموما‭.. ‬التعامل‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬الدقائق‭ ‬الحرجة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الطيران،‭ ‬ينقذ‭ ‬أرواحا‭.. ‬والتعامل‭ ‬السلبي‭ ‬مع‭ ‬كثير‭ ‬مما‭ ‬ينشر‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬يهدم‭ ‬مجتمعا‭ ‬وقيما‭.‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

التفاعل‭ ‬المجتمعي‭ ‬والانتشار‭ ‬الإعلامي‭ ‬والشعبي،‭ ‬في‭ ‬اللقاءات‭ ‬والحوارات‭ ‬التي‭ ‬يجريها‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬عموما،‭ ‬وما‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬المجلس‭ ‬الرمضاني‭ ‬لغرفة‭ ‬التجارة‭ ‬تحديدا‭.. ‬يؤكد‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وطرح‭ ‬الحلول‭ ‬والمرئيات‭.. ‬وقديما‭ ‬قيل‭ ‬‮«‬مجالسنا‭ ‬مدارسنا‮»‬‭.. ‬تحية‭ ‬واجبة‭ ‬لفريق‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بالتغطية‭ ‬الصحفية‭ ‬والمهنية‭ ‬للزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬للمجالس‭ ‬الرمضانية،‭ ‬وتحية‭ ‬خاصة‭ ‬للأساتذة‭ ‬الزملاء‭: ‬‮«‬مجيد‭ ‬حاجي،‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد،‭ ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة‮»‬‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا