الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الدقائق الحرجة.. وإعلانات الشوارع
أول السطر:
الرد الشعبي والمقاطعة التجارية مع المقيمة الأجنبية صاحبة عدد من المحلات، والتي أعلنت تعاطفها مع الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، في الحسابات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، كان كفيلا لأن تتراجع عن موقفها الخاطئ وتعلن اعتذارها.. ولكن الموقف الشعبي الداعم للأشقاء الفلسطينيين، كان حازما وصارما معها.. لأنها تجاوزت أمورا تعد من الثوابت الوطنية والمجتمعية التي لا يقبل بها الشعب البحريني.
الدقائق الحرجة.. وإعلانات الشوارع:
في عالم الطيران تُسمى الدقائق الثلاث الأولى لحظة إقلاع الطائرة، والدقائق الثماني عند الاستعداد لهبوط الطائرة بـ«الدقائق الحرجة»، نظرا إلى أن العملية هنا تعتمد على يقظة كابتن الطائرة ومساعده، وتحبس فيها الأنفاس، وتتوقف حركة المسافرين الذين يطلب منهم الجلوس في مقاعدهم، ولا مجال لأي خطأ محتمل، وإلا وقعت الكوارث التي لا يحمد عقباها.
وأذكر أن بعض المدرسين كانوا يحرصون على أن يبدأوا اللقاء الأول مع الطلبة في الفصول الدراسية بالحزم والربط، ووضع القواعد الرئيسية في التعامل مع المادة الدراسية، وإلا انفلتت الإدارة من المدرس، وتحول الفصل إلى فوضى وتسيب، وأخذ الطلبة الانطباع بأن المدرس «سهل».. واستمر الحال طوال العام الدراسي.. وتكون النتيجة الحتمية رسوب العدد الأكبر من الطلبة.
وفي العمل العام، وعند البدء في مشروع ما، تكون الأيام الأولى من تنفيذ المشروع هي التي تعطي الانطباع الأول للجمهور والناس، لأنها اللحظات الأولى الحرجة، فإما أن تكون إيجابية، وتبث روح التفهم والقبول، وتشيع الارتياح والثقة، وإما أن تتسبب في نشر الاستياء والنقد و(التحلطم)، والفعل العكسي.. وكذلك هي الأيام الأخيرة من تنفيذ المشروع، إما أن تكون كاملة، وتساهم في حل ومعالجة المشكلة، وإما أنها تتحول إلى نقمة وترميم وتعديل مستمر، وربما تم إسناد المشروع إلى جهة أخرى، وتتكبد الجهة المعنية الخسائر.
ما نريد أن نصل إليه ونؤكد عليه، أن في حياتنا اليومية لحظات وأوقات حرجة، يستلزم الأمر التعامل معها منذ البداية واللحظات الأولى، بالحكمة والتروي، والقرار السليم، وإلا انفلتت الأمور وضاعت البوصلة، واحتار الناس في أمرهم.. تماما كما حصل عندما تحدث سعادة النائب هشام العوضي في جلسة مجلس النواب الثلاثاء الماضي، عن وجود إعلانات تسويقية غير أخلاقية في الشوارع العامة، تتنافى وثوابت المجتمع البحريني، وعاداته وتقاليده.. ولكن مرت دقائق وساعات وأيام، ونوشك أن نصل إلى أسبوع كامل على حديث النائب هشام العوضي، والجهة المعنية والمختصة لما قيل عن إعلانات الشوارع لم تتحرك ولم تتفاعل ولم تعقب، وكأنها تقول للرأي العام أن الدقائق الحرجة لا تهمها ولا تشغلها، ولا تعني لها أي شيء، وأن كلام النائب صحيح، وأن الإعلانات غير الأخلاقية لا بأس بها، ونشجع عليها..!!
عموما.. التعامل الإيجابي مع الدقائق الحرجة في عالم الطيران، ينقذ أرواحا.. والتعامل السلبي مع كثير مما ينشر في الرأي العام، يهدم مجتمعا وقيما.
آخر السطر:
التفاعل المجتمعي والانتشار الإعلامي والشعبي، في اللقاءات والحوارات التي يجريها الأستاذ «أنور عبدالرحمن» رئيس تحرير جريدة «أخبار الخليج» خلال زيارة المجالس الرمضانية عموما، وما قيل في زيارة المجلس الرمضاني لغرفة التجارة تحديدا.. يؤكد دور الصحافة الوطنية والمجالس الرمضانية في التعبير عن هموم الوطن والمواطن، وطرح الحلول والمرئيات.. وقديما قيل «مجالسنا مدارسنا».. تحية واجبة لفريق «أخبار الخليج» الذي يقوم بالتغطية الصحفية والمهنية للزيارات الميدانية للمجالس الرمضانية، وتحية خاصة للأساتذة الزملاء: «مجيد حاجي، أحمد عبدالحميد، عبدالأمير السلاطنة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك