ركزت إسرائيل عدوانها لليوم الرابع أمس على مستشفى الشفاء، وهو المرفق الطبي الوحيد الذي يعمل ولو جزئيا في شمال القطاع. وقال سكان إنهم رأوا مباني مشتعلة داخل المجمع.
وبالقرب من مجمع الشفاء قال سكان لرويترز عبر تطبيق للتراسل إن الجيش نسف منازل قريبة بينما احترقت مبان في مجمع المستشفى.
وقال رباح، وهو أب لخمسة أطفال، إن المكان منطقة حرب إذ حوصر الناس داخل منازلهم وسط اشتباكات في الشوارع.
وأضاف «إسرائيل رجعت الدبابات لجوات قلب مدينة غزة مشان تدمر البيوت اللي لسة واقفة والشوارع كمان، كل هاد بيصير قدام عيون العالم اللي بيشوف بعيون واحدة بس».
وقالت إسرائيل إن قواتها قتلت أكثر من 50 مسلحا من حركة حماس الأربعاء، ليرتفع عدد من تقول إنهم مسلحون قُتلوا حول المستشفى إلى 140.
وتنفي حماس أن المستشفى يؤوي مسلحين وقالت إن الشهداء من المصابين والنازحين.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها حماس مسلحيها خارج مجمع الشفاء وهم يحملون أسلحة ويطلقون النار على دبابات إسرائيلية في شوارع تمت تسويتها بالأرض. وتتطابق مواقع المباني وحدودها مع صور أقمار صناعية تحققت رويترز منها.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 31988 شهيدا بحسب آخر ارقام نشرتها وزارة الصحة بغزة.
وقالت الوزارة أمس إن نحو 70 شخصا استشهدوا جراء القصف والعمليات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أدهانوم تيدروس إن منظمة الصحة العالمية قلقة بشكل خاص بشأن العمليات العسكرية داخل وحول المجمع الطبي.
وأضاف «أُلغيت مهمة كانت مقررة لمستشفى الشفاء اليوم بسبب انعدام الأمن... نطالب مجددا بحماية منشآت الرعاية الصحية وعدم عسكرتها».
وفي رفح، المدينة الكبرى في جنوب القطاع كان رجل يتفقد أنقاض أحد المنازل، وحوله أنقاض في كل مكان.
وسعيًا لزيادة المساعدات والتخفيف قليلا من معاناة السكان، تنفذ عدة دول عمليات إنزال جوي يومية لرزم من الأغذية، كما تم تدشين ممر بحري من قبرص إلى غزة لهذا الغرض.
وقالت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة في بيان الخميس «الأطفال يموتون من الجوع. إنهم محرومون من الطعام» وجددت النداء لوقف إطلاق النار.
واضاف البيان «حتى الفتات من الصعب العثور عليها».
وتؤكد وكالات الإغاثة أن طرق الإمداد هذه لا يمكن أن تحل محل الطرق البرية.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمس إن زيادة انفاذ المساعدات عبر المعابر البرية إلى غزة هو وحده الذي يمكن أن يساعد في الحيلولة دون وقوع مجاعة في القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان.
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن الأطفال يموتون نتيجة سوء التغذية والمرض ونقص المياه النقية والمرافق الصحية. وأضاف «مستقبل جيل بأكمله في خطر بالغ».
وشددت إسرائيل بعيد بدء عدوانها من حصارها على قطاع غزة. ويتحكم الجيش والإدارة الإسرائيلية بكل ما يدخل إليه ويخرج منه من أشخاص ومساعدات وبضائع.
وتؤكد الأمم المتحدة أن القيود الأمنية المشددة التي تفرضها إسرائيل تعوق دخول المساعدات الإنسانية عن طريق البر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وحذر مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني هذا الأسبوع من أن «الحصار والجوع والأمراض ستصير قريبا الأسباب الرئيسية للوفيات في غزة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك