يُعد الفن جسرًا مهما يربط الفنان بجمهوره، فهو مزيج بين العواطف والأفكار وبين الفرد والمجتمع. ولا ننسى أن الفن الحقيقي مزيج من جوانب متعددة من القيم والمبادئ والإنسانية، متابعي"أخبار الخليج" و"عالم الشهرة" الكرام.. ضيفنا في "عالم الشهرة" هذا الأسبوع هو الفنان خالد البريكي الذي سعى جاهدًا منذ بداياته وحتى يومنا هذا على المحافظة على ذات القيم والمبادئ خلال مشواره الفني الحافل بالأعمال الناجحة، والتي تحظى دومًا
باستحسان المشاهدين والنقاد، مما ساهم في إثراء سيرته الفنية وعزز من تعمّقه و فهمه للعالم من حوله وفهمه لما يرضي جمهوره الذي اعتاد منه التجديد الدائم من خلال أداوره المتجددة.
إليكم هذا اللقاء..
الفنان خالد البريكي.. بداية نرحب بك بيننا اليوم في "عالم الشهرة" الأسبوعية لدى "أخبار الخليج"..
- وسط هذا الرضا المتكامل.. مامدى رضاك عن نفسك اليوم؟
الفنان دائما طموح ولايقف عند محطة معينة خصوصا إذا كان الفنان عاشق لفنه وعاشق لما يقدمه هنا يكون الطموح بلا حدود ولايقف عند لون فني محدد ويحب التجديد الدائم والبحث.
ومن ناحية الرضا المتكامل عمّا قدمته فأنا راضٍ ولله الحمد عن أعمالي وتاريخي ولازال لدي شغف وإصرار على التجديد ومحاولة مواكبة التطور والتكنولوجيا والعقليات وبقدر المستطاع أحاول أن تكون أعمالي قريبة مع جميع الأجيال لأن الفنان كلما كان قريبًا من جمهوره كلما كان مقبولاً ويتقبل الجمهور منه الترفيه والابتسامة.
راضٍ عن نفسي مادمت لم أتسبب بأي أذى للمشاهد ولم أقم بجرح مشاعر أي فرد من جمهوري من خلال أعمالي المقدمة، وراضٍ عن نفسي لأنني أحاول دائمًا من خلال أعمالي أن اوصل رسالة حب لمجتمعي وجمهوري ومحيطي واحترامي للجميع وثقافتي الخليجية يجعلني قريبًا من الجمهور.
- "الخن" فاجأنا جميعًا وحقق نجاح مبهر فهل توقعت هذا؟ وما أصعب مشهد قمت به في هذا العمل؟
ولله الحمد مسلسل "الخن" من المسلسلات التي حظيت بمشاهدة عالية، ومن وجهة نظري فإن الجمهور، هذا العام انقسم لعدة أقسام خلال الموسم الرمضاني، لذلك فأنا أرى أنه لايوجد مسلسل مميز عن مسلسل آخر إلا في نسب المشاهدة للعمل، ونسب المشاهدة من وجهة نظري ليست الحكم على جودة العمل فمثلا لو حقق أحد الأعمال "ترند" فليس من الضرورة أن يكون الـ"ترند" يعني إعجاب دائمًا فهناك "like” و “Deslike” وهناك قبول وعدم قبول والبعض يشاهد بعض الأعمال بدافع الفضول رغم أنه غير متقبل لتلك الأعمال، كما أخبرتكِ بأن الجمهور متذوق للفن لذا فكل منهم انقسم حسب ميوله الدرامية والفنتازية والثقافية والاجتماعية.
أما عن عملنا فهو اجتماعي وغالبية الأذواق الشبابية استطاع أن يجمع غالبية الأذواق الشبابية والغير شبابية ، فالعمل قصة حقيقية تقريبًا وتلامس الواقع ويحتوي على عدد من القصص والشخصيات الفنية القديرة هذا بالإضافة لعدد من الفنانين المبدعين الشباب.
و لم تكن هناك أي صعوبات في المشاهد، فقد تم توفير كل سبل الراحة فنيًا وإخراجيًا لتقديم عمل لائق كالذي تم عرضه على الشاشة، الصعوبات كانت فقط في المسافة التي كنا نقطعها بشكل يومي، رغم أنه تم توفير مساكن خاصة لنا طيلة فترة العمل ولكن لكل منا ظروفه ولايستطيع بعضنا أن يبقى بعيدًا عن المنزل لمدة شهرين.
- من السهل إقناع الكبار ولكن الصغار لهم عالم جميل لايستطيع أي فنان الخوض فيه إلا إذا كان يمتلك روحًا نقية كبراءة الأطفال..
حدثني عن “تليفون خربان"..
بالفعل، فالكبار من الممكن أن نلتقي معهم فكريًا ولكن لغة التخاطب مع جيل الصغار "الأطفال" أو الجيل الحديث، له لغة معينة وأسلوب خاص، رغم أنني قدمت أعمال للأطفال سابقًا ولكن عمل "تليفون خربان" من تأليف وإخراج إبراهيم الشيخ، يعتبر عودة والذي اكتشفت فيه فنانات جميلات مبدعات مثل الجود والجوري ووضحى ويوسف وجميع الأطفال الحلوين الذين اكتشفت مواهبهم الرائعة، هذا بالإضافة لجهود الأخت شوق البعنون وإشرافها على هذا العمل الفني الجميل وعدد من الأعمال التي حظيت مؤخرًا بصدىً واسع لما تحمله من رسائل إيجابية، بعيد عن الكثير من السلبيات وحتى لو كانت هناك سلبيات فهي مناقشة السلبيات المعروفة والغير "مقززة" وغير جارحة لمشاعر المشاهدين، لذلك فإنني أرو بأن خطهم المتبع جميل جدًا وهذا مانحتاجه، فنحن بحاجة لمجموعة فنية هكذا تقدم لأطفالنا وأجيالنا أعمال نقية ونظيفة.
حين كنت طفلا كان هناك اهتمام من قِبل التلفزيون والمنتجين والمؤسسات الإعلامية في الخليج فكان لدينا برنامج "سلامتك" و"قف" وسلامتك الصحي و"افتح ياسمسم" كل هذه البرامج كانت تعزز فينا القيم والمبادئ السليمة.
لذا فاليوم حين نرى أطفالنا يتابعون الـ"تيك توك" أو اليوتيوب ، لانلومهم لأن لديهم فراغ كبير ولكن لو استطعنا أن نملأ لهم ذلك الفراغ بمثل برامجنا السابقة والتي تعزز فيهم القيم الإنسانية والأخلاقية والأدبية والمبادئ وأسلوب التعامل الإنساني بين الأطفال والكبار فسوف تكون نظرتهم للحياة أفضل ونحن سنكون راضين لأننا نكبر وسط جيل واعي.
- في الوقت الذي كنا نرى في الكثير من الإعلانات "الهابطة" والتي لاهدف فيها ولامحتوى، ظهر إعلانك الأخير ليحظي بشهرة واسعة في الوطن العربي.. لدرجة أنني صرت أراه في كل مكان، كما أشاد جمهورك به كـ"فيديو" توعوي وليس إعلان فقط.. فتم تداوله على نطاق واسع جدًا..
ماهي نصيحتك لمقدمي الإعلانات الترويجية وكيف من الممكن الترويج للمنتجات مع المحافظة على نشر الوعي السليم؟
لو تشابهت الأذواق لبارت السلع، لابد أن يكون هناك تنويع في الإعلانات منها الترويجي والرفيهي وإعلان يحمل نصائح مثلاً، ولله الحمد فقد وُفقت أشكر الشركة التي اختارتني لتقديم هذا الإعلان ومنحتني هذه الفرصة لأن أقدم إعلان يليق بي وبشخصيتي ويحمل رسالك هادفة بنفس المضمون الذي أقدمه لجمهوري، لذا حظي الإعلان بسمعة طيبة جدًا بين جمهوري الذي يحب خالد البريكي بهذا اللون كما أن القصة طريفة وجميلة وملفتة تحتثنا على الانتباه للأجيال القادمة، ولكل زمان رجال.
هذا بالإضافة لجهود المخرج المبدع أستاذ أحمد عبدالواحد، والشركة بقيادة الأستاذة مريم المطيري اللذان قدما هذا الإعلان بهذه الطريقة الجميلة ونتمنى حقيقة أن تتوافر إعلانات هادفة هكذا لنستغلها في تقديم النصائح بشكل جديد ونشر الوعي والابتسامة والنصائح، فالإعلان ليس أغنية و"تصفيق" فقط، العمل الفني لابد أن يكون هادف حتى لو كان ترفيهي لنحرص على المحافظة على نشر الوعي والقيم سواء في المسلسلات أو الإعلانات، أو مقاطع السوشيال ميديا.
- كلمة أخيرة منك لنا ولجمهورك..
أشكركم على هذا اللقاء الخفيف، ورسالتي هي نشر الوعي أينما كان سواء من خلال الأعمال الدرامية أو الإعلانات أو أي عمل فني آخر، بطريقة لاتسبب بأي أذى للمشاهد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك