للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة قبل 6 أشهر أفردت صحيفة الإندبندنت البريطانية صفحتها الأولى بكاملها للمطالبة بوقف الحرب فورًا، وكتبت العنوان الرئيسي لها: «كفى.. لقد حان الوقت للقيام بكل ما يلزم لإجبار إسرائيل على إنهاء حربها.. يجب أن تتوقف الآن وفورًا».
وقالت الصحيفة البريطانية: قد يبدو من الخطأ أنه بعد مقتل أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني في غزة، لم يستغرق الأمر سوى مقتل سبعة فقط من عمال الإغاثة الدوليين لإثارة شعور الحكومات الغربية بالغضب، ولكن هذه هي الحقيقة.. لقد أصبحوا رمزا للطريقة الخارجة عن القانون والمتهورة التي أدار بها بنيامين نتنياهو هذه الحرب، وبينما وقف العالم ذات يوم إلى جانب إسرائيل في لحظة معاناتها، أصبح الآن أكثر معارضة لها.
لقد حان الوقت للقيام بكل ما يلزم لإجبار إسرائيل على إنهاء حربها. ويجب أن تتوقف.
في الوقت نفسه نشرت الصحيفة البريطانية تقريرا حول تزايد الضغوط على ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني للتحرك ضد إسرائيل بعد مقتل سبعة من عمال الإغاثة بعد أن أدان رئيس المخابرات البريطانية السابق الطريقة «المتهورة» التي قُتلوا بها.
وقال السير أليكس يونغر الرئيس السابق لـM16 إن الحادث أظهر أن إسرائيل تستخدم «الاستهداف الممنهج» الذي يهدد بذبح الأبرياء عن طريق الخطأ، وهي معرضة لخطر فقدان حقها في المطالبة بـ«هدف أخلاقي» في الحرب مع حماس، كما ادعى في مداخلة صريحة.
وقال السير أليكس: «وجهة نظري هي أن ما حدث هو في الأساس منهجي، وهو نهج في الاستهداف وصل في بعض الأحيان إلى حد التهور، ومن ثم يقوض بشكل أساسي ما يجب أن تكون عليه الأهداف السياسية لإسرائيل التي تتمثل في الحفاظ على بعض الأرضية الأخلاقية العالية والغرض الأخلاقي».
وقال السير أليكس إنه يجب على بريطانيا أن تستخدم نفوذها لدى الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على تغيير تكتيكاتها العسكرية. وأضاف: نريد أن ننظر في الطرق التي يمكننا من خلالها تحقيق النفوذ والحوافز الإبداعية لمزيد من التركيز على الأضرار الجانبية، مثل قتل المدنيين الأبرياء.
وتأتي تعليقات رئيس MI6 السابق وسط دعوات متزايدة لبريطانيا ودول أخرى للرد على الهجوم من خلال مجموعة من الإجراءات بما في ذلك وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
ووقع أكثر من 600 محام، بمن في ذلك رئيسة المحكمة العليا السابقة الليدي هيل، رسالة إلى رئيس الوزراء يحذرون فيها من أن الحكومة تخاطر بانتهاك القانون الدولي من خلال الاستمرار في تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وقال الموقعون إن تدهور الوضع في غزة واستنتاج محكمة العدل الدولية وجود «خطر معقول بوقوع إبادة جماعية» أجبر المملكة المتحدة على تعليق مبيعات الأسلحة إلى البلاد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك