يوما بعد آخر، تفقد الأسرة الثورية في الجزائر مناضلين ومجاهدين، وتُطوى معهم صفحة من صفحات التاريخ ضِدَّ المحتل الفرنسي، آخرها صفحة لويزة ياحي، أرملة المجاهد علي زعموم، التي تُعتبر الشَّاهدة الأخيرة على تحرير بيان ثورة 1 نوفمبر 1954.
وذكر موقع «العربية نت» ان المناضلة لويزة ياحي توفيت الخميس عن عمر يناهز الـ 83 سنة، وهي التي استقبلت رفقة زوجها في منزلها بايغيل إيمولا بولاية تيزي وزو (شرق الجزائر) المجاهدين التاريخيين الذين شاركوا في طبع الصياغة الأخيرة لبيان أول نوفمبر 1954، الذي يعتبر الوثيقة التي رسمت ملامح الثورة التحريرية وسَطَّرت مبادئها.
وقد شهدت «نا لويزة» كما تُلقب من طرف سكان المنطقة، طبع البيان على الآلة الرَّاقنة التي نقلت بعدها إلى متحف المجاهد بالجزائر العاصمة، حيث لا تزال هناك.
ويُعتبر زوجها المتوفى سنة 2004، مجاهدا من الرَّعيل الأوَّل، حيث وُلد سنة 1933، بايغيل إيمولا بجبال جرجرة، واِلتحق بحركة انتصار الحريات الديمقراطية (حزب سياسي جزائري أثناء فترة الاحتلال الفرنسي)، وسجن سنة 1953، وألقي القبض عليه بعد اندلاع ثورة التحرير سنة 1955 إثر اشتباك ضد الجيش الفرنسي، حيث حكم عليه بالإعدام رفقة المجاهد أحمد زبانة، الأخير الذي يعتبر أول من نفذ عليه حكم الإعدام.
لكن زعموم بقي في السجن إلى غاية الاستقلال، حيث أنشأ بعدها جمعية خيرية أطلق عليها تسمية «تاغمات-الإخوة» إلى غاية وفاته.
وعن خلفيات تحرير بيان أول نوفمبر في منزله، قال علي زعموم في مذكراته المعنونة بـ«ثمورث إيمازيغان- أرض الرجال الأحرار»: إنّ «المجاهد كريم بلقاسم سلمه نص البيان المحرر من طرف المجاهدين محمد بوضياف، ومراد ديدوش، وكلفه برقنه على الآلة من طرف الصحفي محمد العيشاوي لتوزيعها على باقي مناطق الوطن».
أما عن بيان أول نوفمبر 1954، فقد كانت لجنة الست (مكونة من ستة مجاهدين حضروا للثورة التحريرية) قد انتدبت كلا من بوضياف وديدوش لتحرير الصياغة النهائية للوثيقة، بعد وضع خطوطه العريضة في اجتماع انعقد بتاريخ 10 أكتوبر 1954 في الجزائر العاصمة.
وبعد الانتهاء من صياغة بيان أول نوفمبر 1954م ومراجعته تم انتداب العيشاوي لمواصلة المهمة من طرف كريم بلقاسم، من خلال رقنه وسحبه بقرية إيغيل إيمولا في ولاية تيزي وزو، تحت إشراف علي زعموم، ومسؤول المنطقة الرابعة رابح بيطاط.
وفي تصريح لها قبل وفاتها استحضرت لويزة ياحي تلك المرحلة قائلة: «نحن النساء كنا نتدخل في أعمال الرجال، علمت حينها أن الخطب هام، لكن من دون إلمام بالتفاصيل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك