العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

بغداد تسعى لتعزيز قبضتها على إقليم كردستان على وقع توتر متصاعد

الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

بغداد‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬مدمّرة،‭ ‬تستغل‭ ‬السلطات‭ ‬الاتحادية‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬النسبي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لتعزيز‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بحكم‭ ‬ذاتي،‭ ‬وإعادة‭ ‬بلورة‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬الإقليم،‭ ‬وفق‭ ‬خبراء‭ ‬ومسؤولين‭ ‬سياسيين‭. ‬وتشهد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬وسلطات‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬توتراً‭ ‬متصاعداً‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬قرارات‭ ‬قضائية‭ ‬صدرت‭ ‬مؤخرا‭ ‬ندّدت‭ ‬بها‭ ‬أربيل‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬حظيت‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬ودول‭ ‬غربية‭ ‬أخرى،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬هدفها‭ ‬‮«‬تقويض‭ ‬صلاحياتها‮»‬‭. ‬

ويعود‭ ‬التوتر‭ ‬الأخير‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬الى‭ ‬قضايا‭ ‬تتعلق‭ ‬بصادرات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬الإقليم،‭ ‬ودفع‭ ‬رواتب‭ ‬موظفي‭ ‬مؤسساته‭ ‬الرسمية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬المحلية‭. ‬علما‭ ‬أنها‭ ‬ملفات‭ ‬تسمّم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬بغداد‭ ‬وأربيل‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭. ‬وقال‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الإقليم‭ ‬مسرور‭ ‬بارزاني‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬مخططات‭ ‬عديدة‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬تقويض‭ ‬كيان‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬بشتى‭ ‬الوسائل‮»‬،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إنشاء‭ ‬كردستان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هدية‭ ‬أو‭ ‬معروفا،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬ثمرة‭ ‬كفاح‭ ‬طويل‮»‬‭. ‬

وينتمي‭ ‬بارزاني‭ ‬الى‭ ‬أكبر‭ ‬أحزاب‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان،‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بالغالبية‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المحلّي،‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬صراعات‭ ‬تاريخية‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬الكردستاني،‭ ‬ثاني‭ ‬أحزاب‭ ‬شمال‭ ‬العراق‭. ‬وبينما‭ ‬كانت‭ ‬المناطق‭ ‬العراقية‭ ‬الأخرى‭ ‬خلال‭ ‬عقود‭ ‬تشهد‭ ‬نزاعات‭ ‬وأزمات‭ ‬متتالية،‭ ‬قدّم‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بحكم‭ ‬ذاتي‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1991،‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬واحة‭ ‬للاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬الاقتصادي‭. ‬

لكن‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬العراقية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬متشابهة،‭ ‬مثل‭ ‬الفساد‭ ‬المستشري‭ ‬والانقسامات‭ ‬السياسية‭ ‬والنخب‭ ‬الحاكمة‭ ‬التي‭ ‬تمسك‭ ‬بزمام‭ ‬السلطة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭. ‬وبرغم‭ ‬تحسّن‭ ‬الوضع‭ ‬بين‭ ‬بغداد‭ ‬وأربيل‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬محمّد‭ ‬شياع‭ ‬السوداني‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬عادت‭ ‬العلاقة‭ ‬لتتعقّد،‭ ‬إذ‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬الداعمة‭ ‬للحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬بدأت‭ ‬بمراجعة‭ ‬مواقفها‭ ‬منها‭.‬

والحكومة‭ ‬الاتحادية‭ ‬الحالية‭ ‬مدعومة‭ ‬أساساً‭ ‬من‭ ‬‮«‬الإطار‭ ‬التنسيقي‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬تحالف‭ ‬أحزاب‭ ‬شيعية‭ ‬يتمتع‭ ‬بالغالبية‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي‭. ‬وقال‭ ‬مسؤول‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬رفض‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬اسمه‭ ‬لحساسية‭ ‬القضية،‭ ‬إن‭ ‬الوقت‭ ‬حان‭ ‬لـ‮«‬تصحيح‭ ‬أخطاء‮»‬‭ ‬سابقة‭. ‬وأوضح‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬كانت‭ ‬مشغولة‭ ‬بمشاكل‭ ‬وظروف‭ ‬صعبة،‭ ‬منها‭ ‬هجوم‭ ‬داعش‭ ‬والتظاهرات‭ (‬ضد‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬2019‭) ‬والأزمة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ما‭ ‬أبعدها‭ ‬عن‭ ‬التحرك‭ ‬ضد‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الإقليم‮»‬‭. ‬

وبين‭ ‬الأخطاء،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله،‭ ‬‮«‬الاتفاقيات‭ ‬النفطية‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬الإقليم‭ ‬وتصديره‭ ‬للنفط‭ ‬ونظامه‭ ‬المالي‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لتصفية‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‮»‬‭. ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬ألزمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬العليا،‭ ‬أعلى‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬بغداد‭ ‬بدفع‭ ‬رواتب‭ ‬الموظفين‭ ‬الحكوميين‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬عبر‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬تأخرت‭ ‬في‭ ‬صرفها‭.‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬ذاته،‭ ‬أصدرت‭ ‬قراراً‭ ‬بتخفيض‭ ‬عدد‭ ‬مقاعد‭ ‬برلمان‭ ‬كردستان‭ ‬من‭ ‬111‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬لتحذف‭ ‬بذلك‭ ‬فعلياً‭ ‬المقاعد‭ ‬المخصصة‭ ‬للأقليات‭. ‬وكان‭ ‬نواب‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬الكردستاني‭ ‬ومحامون‭ ‬في‭ ‬السليمانية،‭ ‬معقل‭ ‬الحزب‭ ‬ذاته،‭ ‬تقدموا‭ ‬بالشكوى‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭. ‬ودفعت‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬بالحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬المحلية‭ ‬المزمع‭ ‬عقدها‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬يونيو،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تثير‭ ‬الخشية‭ ‬من‭ ‬تأجيل‭ ‬التصويت‭ ‬مرة‭ ‬جديدة‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬عقد‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬2022‭. ‬وزادت‭ ‬القرارات‭ ‬القضائية‭ ‬من‭ ‬حدّة‭ ‬توتر‭ ‬قائم‭ ‬أساساً‭ ‬بين‭ ‬أربيل‭ ‬وبغداد‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬الإقليم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا