الغضب ليس شعورا جيدا، ولكن يمكن أن يساعدك في التغلب على العقبات وتحقيق أهداف صعبة، وبالتالي لا تحاول تجنبه أو كبحه أو تجاهله، ولكن سخِّره لأغراضك.
وتقول هيذر لينش، أستاذة علم النفس وعلوم المخ في جامعة «تكساس أيه أند إم» إن الغضب هو علامة على أنك واجهت تحديا لهدف مهم بالنسبة لك. وتشير في مجلة «ساينتيفيك أمريكان» الشهيرة للعلوم، إلى أنه عندما يصيبك الغضب يجب أن «تتوقف وتركز على ما يحدث وتفكر في أفضل طريقة للاستجابة» لتحقيق هدفك، ثم قم بالتصرف وفق ذلك.
وتعطي مثالا: «خلال جدال مع الشريك العاطفي، إذا كان هدفك طويل الأمد هو تحسين العلاقة، يمكن أن يحفز الغضب خطوات مقبلة ملائمة بما في ذلك الإعراب عن احتياجاتك، والعمل على حل وسط، والاستماع».
غير أن التركيز على الوصول إلى هدف سريع يتمثل في الفوز بالجدال، قد يتسبب في علو صوتك، وتجاهل وجهة نظر شريكك، والتصرف بعدائية على حساب علاقتك.
مثال آخر: أنت تعمل على مشروع مهم وجهاز الكمبيوتر لا يعمل بشكل ملائم. يمكن أن يدفعك الغضب إلى أخذ الجهاز لمركز صيانة أو دفعه إلى الأرض فيتحطم. والتصرفان يزيلان العقبة ولكن الأول يساعدك في تحقيق هدفك الطويل الأمد وهو إكمال المشروع.
ولاختبار تأثير الغضب على تحقيق الأهداف الصعبة، صممت لينش وزملاؤها سلسلة من التجارب التي تم فيها تكليف جزء من أكثر من ألف مشارك بمهام تهدف إلى جعلهم غاضبين، بينما تم تكليف آخرين بمهام لم تكن كذلك. ثم أكملوا جميعهم مهاما تنطوي على هدف واضح، إلى جانب تحدٍ لذلك الهدف.
وتقول لينش إن فريق البحث وجد بشكل متكرر أن المشاركين الذين غضبوا بشكل أسرع كانوا أكثر نجاحا من الآخرين في التعامل مع التحديات حيث كانوا على سبيل المثال أكثر مثابرة. وعندما لم تكن الأهداف صعبة، فإن الغضب لم يحسن النتائج.
وتختتم لينش كلامها قائلة إن النتائج لا تعني انه يجب على المرء أن يُغضب نفسه عمدا لتحقيق هدفه، لأن الغضب يمكن أن يؤدي إلى تصرفات يكون لها عواقب سلبية خطيرة، ولكن متى شعرت بالغضب «لا تدفعه بعيدا»، على حد قولها ولكن استغله لصالحك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك