العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

في خدمة الكيان الصهيوني

ذكرت‭ ‬أمس‭ ‬ان‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بالهجوم‭ ‬الهزلي‭ ‬الذي‭ ‬شنه‭ ‬قدم‭ ‬خدمة‭ ‬كبرى‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

بداية،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬استغلها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬أفضل‭ ‬استغلال‭ ‬ممكن‭ ‬لخدمة‭ ‬مشروعه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬ولتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وأطماعه‭ ‬الخاصة‭.‬

النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬استغل‭ ‬الحرب‭ ‬والغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬العربي‭ ‬وقام‭ ‬بتحريك‭ ‬القوى‭ ‬العميلة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬وهدد‭ ‬بالتصعيد،‭ ‬تحت‭ ‬ذريعة‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هدف‭ ‬أساسي‭ ‬هو‭ ‬انتزاع‭ ‬تنازلات‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬ولتحقيق‭ ‬بعض‭ ‬اهداف‭ ‬مشروعه‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هدفه‭ ‬دعم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ولا‭ ‬الوقوف‭ ‬بجانب‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭.‬

النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬ابتزاز‭ ‬أمريكا‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدفه‭ ‬الأساسي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬خروج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬كي‭ ‬تصبح‭ ‬الساحة‭ ‬العراقية‭ ‬خالية‭ ‬له‭ ‬تماما‭ ‬يفعل‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭. ‬وبالفعل‭ ‬رضخت‭ ‬أمريكا‭ ‬وتتفاوض‭ ‬حاليا‭ ‬حول‭ ‬خروج‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬العراق‭.‬

وعلى‭ ‬نفس‭ ‬النهج‭ ‬حين‭ ‬توافق‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬شن‭ ‬الهجوم‭ ‬الأخير‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬والنتيجة‭ ‬الهزلية‭ ‬التي‭ ‬انتهى‭ ‬اليها،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬ذهنه‭ ‬لا‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولا‭ ‬مأساة‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭. ‬كان‭ ‬في‭ ‬ذهنه‭ ‬مصلحته‭ ‬الذاتية‭ ‬فقط‭ ‬وتصوير‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬انتقم‭ ‬لتدمير‭ ‬قنصليته‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬حفظا‭ ‬لماء‭ ‬الوجه‭.‬

الهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬جاء‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬ليقدم‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬خدمات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬جوانب‭:‬

أولا‭: ‬الهجوم‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬قد‭ ‬أفاق‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وصورته‭ ‬البشعة‭ ‬ككيان‭ ‬إرهابي‭ ‬يرتكب‭ ‬أبشع‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والإبادة‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬العالم‭. ‬تجسد‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬ومنظماته‭ ‬الدولية‭ ‬وأجهزة‭ ‬الإعلام‭.‬

جاء‭ ‬الهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬ليتيح‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ان‭ ‬يعيد‭ ‬تصوير‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬الكيان‭ ‬المهدد‭ ‬من‭ ‬جيرانه‭ ‬والذي‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬الخطيرة‭.‬

الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬جنى‭ ‬هذا‭ ‬المكسب‭ ‬لتحسين‭ ‬صورته‭ ‬القبيحة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يدفع‭ ‬أي‭ ‬ثمن‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يتعرض‭ ‬لأي‭ ‬خسارة‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬طفيفة‭ ‬جراء‭ ‬الهجوم‭.‬

ثانيا‭: ‬وقع‭ ‬الهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وبما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬نفسها‭ ‬قد‭ ‬ضاق‭ ‬ذرعا‭ ‬بحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬وتصاعدت‭ ‬الضغوط‭ ‬الجدية‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭.‬

وجاء‭ ‬الهجوم‭ ‬ليعيد‭ ‬اصطفاف‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬خلف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬دفاعا‭ ‬عنه‭ ‬ووقوفا‭ ‬بجانبه‭. ‬رأينا‭ ‬كيف‭ ‬ان‭ ‬دولا‭ ‬مثلا‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬تفاخرت‭ ‬بأنها‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬اسقاط‭ ‬المسيرات‭ ‬الإيرانية‭ ‬اثناء‭ ‬الهجوم،‭ ‬وكيف‭ ‬عادت‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬لتؤكد‭ ‬التزامها‭ ‬بحماية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭.‬

ثالثا‭: ‬وأخطر‭ ‬نتائج‭ ‬الهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬انه‭ ‬صرف‭ ‬انظار‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬مأساة‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها‭ ‬والأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكارثية‭ ‬التي‭ ‬يعيشونها‭.‬

اليوم‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬مأساة‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭. ‬الكل‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬هجوم‭ ‬إيران‭ ‬وكيف‭ ‬سوف‭ ‬يرد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬توسع‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.. ‬الخ‭. ‬تراجع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بحرب‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭ ‬وعن‭ ‬الضغوط‭ ‬الي‭ ‬يجب‭ ‬ممارستها‭ ‬لإجبار‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬انهائها‭.‬

هكذا‭ ‬قدمت‭ ‬إيران‭ ‬بهجومها‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬خدمات‭ ‬كبرى‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

نقول‭ ‬هذا‭ ‬ولا‭ ‬نستطيع‭ ‬إن‭ ‬نلوم‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬وتفعله‭. ‬إيران‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحها‭ ‬والمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعها‭ ‬الطائفي‭ ‬التوسعي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬وتستغل‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬والتطورات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭. ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تستغلها‭ ‬إيران‭ ‬لمصلحتها‭.‬

لكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ان‭ ‬يزعم‭ ‬هو‭ ‬وعملاؤه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬انه‭ ‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬يفعل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬أو‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬يتعرضون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬إبادة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا