العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

حسين الرفاعي.. تكريم المطر

خالد الرويعي

السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

يكاد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الصديق‭ ‬حسين‭ ‬الرفاعي‭ ‬من‭ ‬القلة‭ ‬النادرة‭ ‬الذين‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬السينما‭ ‬ليست‭ ‬صنعة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬فهم‭ ‬وعمق‭ ‬إنساني‭ ‬يتمثل‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬الصورة‭.. ‬السينما‭ ‬ليست‭ ‬لقطات‭ ‬فاتنة‭ ‬بقدر‭ ‬ماهي‭ ‬مؤثرة‭.. ‬حسين،‭ ‬نادرٌ‭ ‬أيضا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬جيلنا‭ ‬والأجيال‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬أقول‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭.‬

مناسبة‭ ‬هذه‭ ‬المقدمة‭ ‬هو‭ ‬التكريم‭ ‬الذي‭ ‬سيناله‭ ‬الليلة‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬الخليجي‭ ‬السينمائي‭ ‬الذي‭ ‬سيعقد‭ ‬في‭ ‬الرياض‭. ‬وهو‭ ‬تكريم‭ ‬يليق‭ ‬به‭ ‬ويليق‭ ‬بمن‭ ‬رشحه‭ ‬لهذا‭ ‬التكريم‭.‬

ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬قلت‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬القلة‭ ‬النادرة؟‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬فنان‭ ‬وشخص‭ ‬استثنائي،‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬الظهور‭ ‬لكنه‭ ‬يدفع‭ ‬الكثيرين‭ ‬الى‭ ‬الظهور‭. ‬فهو‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬مولعا‭ ‬بالسينما‭ ‬الجادة‭ ‬والمختلفة‭ - ‬وهذا‭ ‬نادر‭ ‬أيضاً‭ - ‬فهو‭ ‬أيضا‭ ‬مارس‭ ‬كل‭ ‬الادوار‭ ‬فيها،‭ ‬من‭ ‬الفكرة‭ ‬مروراً‭ ‬بمراحل‭ ‬الانتاج‭ ‬إلى‭ ‬الاخراج‭ ‬ومراحل‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الانتاج‭. ‬إنه‭ ‬مولع‭ ‬بالمعرفة‭. ‬المسرح‭ ‬قاده‭ ‬إلى‭ ‬السينما‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬دأب‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬يقودونا‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.. ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬كذلك‭.. ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬عليه‭ ‬صفة‭ ‬كونه‭ ‬مشتغلا‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬ما‭ ‬بتجرد،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ميسر‭ ‬ثقافي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬يجيد‭ ‬الانصات‭ ‬والحوار،‭ ‬يثري‭ ‬الجميع‭ ‬بأفكاره‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬السينما‭ ‬والمسرح،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بهدوء‭ ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭ ‬والثناء‭ ‬ولذلك‭ ‬فهو‭ ‬صديق‭ ‬الجميع‭.‬

ما‭ ‬يضع‭ ‬حسين‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬القلة‭ ‬النادرة‭ ‬هي‭ ‬مسألة‭ ‬بالغة‭ ‬التعقيد،‭ ‬وهو‭ ‬الفهم‭. ‬لذلك‭ ‬أجد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭. ‬والفهم‭ ‬هنا‭ ‬بمعناه‭ ‬العميق‭ ‬والجاد‭ ‬والمختلف‭ ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬أصح،‭ ‬هي‭ ‬فلسفة‭ ‬الاشياء‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬سياقه‭ ‬الصحيح‭. ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬قلت‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬مهماً‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬اللقطة‭ ‬فاتنة‭ ‬بقدر‭ ‬ماهي‭ ‬مؤثرة‭. ‬فتلك‭ ‬الشجرة‭ ‬التي‭ ‬يلتقطها‭ (‬تاركوفسكي‭) ‬في‭ ‬لقطة‭ ‬بعيدة‭ ‬ليقترب‭ ‬إليها‭ ‬ببطء‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬أحداً‭ ‬في‭ ‬زمننا‭ ‬الحالي،‭ ‬إذ‭ ‬هي‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬النقاء‭ ‬التكنولوجي‭ ‬ونقطية‭ ‬الصورة‭ ‬وأبعاد‭ ‬الاضاءة‭ ‬ومملة‭ ‬أيضا‭. ‬لكنها‭ ‬جارحة‭ ‬حد‭ ‬الزمن‭ ‬المتآمر‭ ‬علينا‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬تلك‭ ‬الاعمار‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلتفت‭ ‬إليها‭ ‬أحد‭.‬

حسين‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة،‭ ‬وهذا‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬في‭ ‬السينما‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا