طهران - الوكالات: دعا المجتمع الدولي أمس إلى ضبط النفس بعد الهجوم المنسوب إلى إسرائيل على إيران، في وقت تشهد المنطقة تصعيداً متزايداً على خلفية الحرب المدمّرة في قطاع غزة التي بدأت قبل أكثر من ستة أشهر.
فجر أمس، سُمعت أصوات انفجارات قرب قاعدة عسكرية في منطقة أصفهان وسط إيران حيث قلّلت السلطات من تأثيرها، من دون أن تتهم إسرائيل بشكل مباشر بالوقوف وراءها. ولم يصدر تعليق من إسرائيل على الهجوم.
وأدانت سلطنة عمان التي تؤدي منذ فترة طويلة دور الوسيط بين طهران والغرب الهجوم الإسرائيلي. وقال ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية في بيان نشر على منصة إكس إن السلطنة «تتابع استمرار التوتر في الإقليم وتدين الهجوم الإسرائيلي هذا الصباح (الجمعة) على أصفهان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأضاف البيان أن عُمان «تدين وتستنكر اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة».
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان إن «دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار».
وأكدت الوزارة «ضرورة إيجاد معالجة جذرية للصراعات والأزمات القائمة في المنطقة وخفض التوترات فيها وحل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة».
وكتب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على منصة إكس أن «التصعيد الاقليمي خطر يجب منعه». وقال: «ندين كل الأعمال التي تدفع نحو حرب إقليمية»، مشددا على ضرورة «وقف التصعيد الإسرائيلي-الإيراني».
وأضاف: «يجب أن تبقى الجهود والتركيز على إنهاء العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة. هذه هي الأولوية الآن، ولا يجب السماح بدفع انتباه العالم بعيدا عن هذا العدوان وجهود وقفه فورا».
وأعربت مصر عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران وطالبت الطرفين بـ«ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، محذرةً من «عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها».
وأكدت مصر أنها «ستستمر في تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجاري».
وحذرت تركيا من خطر نشوب «نزاع دائم». وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «يتكشف أكثر فأكثر أن التوترات الناجمة في البداية عن الهجوم الإسرائيلي غير القانوني على السفارة الإيرانية في دمشق قد تتحول إلى نزاع دائم». وأضافت: «ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي إجراءات يمكن أن تؤدي إلى نزاع أوسع».
ونقل ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عنه قوله: «لقد حان الوقت لوقف دوامة الأعمال الانتقامية الخطيرة في الشرق الأوسط».
وأكّدت الصين معارضتها لكل الأعمال التي تؤدي «إلى تصعيد التوتر». وقال ناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان إن بكين «اطّلعت على المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام»، لكنه شدد على أن «الصين تعارض كل الأعمال التي من شأنها تصعيد التوترات».
وردا على سؤال عما إذا كانت بكين تعتزم العمل على خفض التوتر، أكد أن الصين «ستواصل لعب دور بناء لخفض التصعيد».
بدوره، تحدّث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اتصالات مع إيران وإسرائيل. وقال: «أبلغنا الإسرائيليين بأنّ إيران لا تريد تصعيداً».
كما أكد مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان أنّ التصعيد في الشرق الأوسط «لا يصبّ في مصلحة أحد وسيؤدي فقط إلى زيادة انعدام الاستقرار وانعدام الأمن» في المنطقة.
ودعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الذي استضاف اجتماعاً لنظرائه في مجموعة السبع إلى «وقف التصعيد» في الشرق الأوسط.
كذلك، دعا عدد من الدول الغربية والعربية إلى ضبط النفس.
من جهته، رأى جوليان بارنيس-دايسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية أنّ «الجانبين يسعيان إلى الخروج من دائرة التصعيد الحالية إذ نفّذت إسرائيل هجوماً محدوداً للغاية لإظهار الرد على الضربات الإيرانية، بينما سرعان ما قلّلت طهران من أهمية الحادث حتى لا تضطر إلى الرد عليه».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك