يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
مستقبل عملاء إيران
بعد الهجوم الإيراني والهجوم الإسرائيلي المضاد على إيران، ظهرت بعض الأفكار في مقالات وتحليلات عربية وغربية تستحق المناقشة.
من أهم هذه الأفكار القول إن دور القوى والجماعات والمليشيات العميلة لإيران في المنطقة العربية قد انتهى أو إنه في طريقه إلى الانتهاء.
هذا الرأي يستند إلى القول إن المواجهة بين إيران والكيان الصهيوني أصبحت مواجهة مباشرة بالهجمات الأخيرة، ولم يكن للقوى والمليشيات العميلة لإيران دور مباشر فيها كما كان الحال في مواجهات إيران السابقة. بعبارة أخرى كانت هذه القوى والمليشيات في المنطقة العربية هي التي تخوض أي مواجهة مباشرة بالنيابة عن إيران من دون أن تتورط طهران بشكل مباشر. بناء على هذا التطور الأخير يعتقد أصحاب هذا الرأي أن القوى والمليشيات العميلة لإيران قد استنفدت أغراضها ولم يعد لدورها نفس القدر من الأهمية، وأن هذه قد تكون بداية النهاية بالنسبة إليها ولدورها.
هذا رأي خاطئ تماما وقراءة قاصرة جدا للأحداث والتطورات الأخيرة.
بداية ليس صحيحا القول إن المواجهة بين إيران والكيان الإسرائيلي انتقلت إلى مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة. الذي حدث كما اكتشف الكل أن ما حدث لم يكن مواجهة عسكرية بالمعنى المفهوم وإنما كان عملية مرتبة و«منضبطة» بتعبير الأمريكيين، لإرضاء جميع الأطراف. كانت مرتبة بحيث لا تفضي إلى أي خسائر أو تقود إلى أي تصعيد وتتيح لإيران وللكيان الصهيوني القول إنه هاجم وانتقم وحقق ما يريد. وانتهى الأمر عند هذا الحد.
في نفس الوقت فإن إيران والكيان الصهيوني حريصان على تجنب الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مستقبلا، ولكل أسبابه. طالما أن الطرفين قادران على تحقيق أهدافهما وخططهما في المنطقة فليسا بحاجة إلى الدخول في حرب.
القضية الأساسية هنا فيما يتعلق بدور القوى والجماعات والمليشيات العميلة لإيران في المنطقة العربية ومستقبله، إن هذه القوى لم تكن مهمتها في يوم من الأيام مواجهة إسرائيل أو نصرة القضية الفلسطينية.
هذه القوى والمليشيات العميلة أنشأها النظام الإيراني لتقوم بمهام محددة لخدمته في مقدمتها:
1 - تخريب وتدمير المجتمعات العربية عبر إشعال الصراع الطائفي.
2 – تدمير مؤسسات الدولة ومصادرة دورها وفرض الإرادة الإيرانية على مقدرات الدولة بقوة السلاح والعنف والإرهاب.
3 – تنفيذ كل أهداف ومخططات إيران في الدول العربية بالنيابة عن إيران.
ما علينا سوى أن نتأمل الوضع في العراق ولبنان واليمن كي ندرك هذا وكيف نجح النظام الإيراني فعلا في تدمير هذه الدول وأصبحت مليشياته هي الحاكمة فعليا وأصبح لإيران الكلمة الأولى في إدارة وحكم هذه الدول.
هذا إذن هو دور المليشيات والقوى العملية لإيران ولا علاقة له بمواجهة الكيان الصهيوني أو القضية الفلسطينية.
هذه القوى والجماعات والمليشيات العميلة هي رأس الحربة في تنفيذ استراتيجية إيران الطائفية التوسعية الساعية إلى الهيمنة في المنطقة.
لهذا من المستحيل تصور أن إيران يمكن أن تتخلى طواعية عن هذه القوى المعيلة وعن دورها الحاسم في تنفيذ استراتيجيتها.
بالعكس كلما تسارعت التطورات في المنطقة وتصاعدت وتعقدت أصبحت إيران أكثر حاجة إلى دور هذه القوى. ولهذا تقوم إيران بتكثيف تمويلها وتسليحها، وتقوم بإنشاء قوى ومليشيات عميلة جديدة كل فترة.
على ضوء هذا ليس صحيحا أبدا ما يذهب إليه البعض من تراجع دور هذه القوى العميلة وحاجة إيران إليها.
سوف تنتهي هذه المليشيات ودورها التدميري المخرب حين تقرر الدول العربية أن تفعل هذا وفق استراتيجية لمواجهة الخطر الإيراني في المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك