إسلام أباد - (رويترز): تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أمس الإثنين بزيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار سنويا، مع بدء رئيسي زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى باكستان وسط إجراءات أمنية مشددة في إسلام أباد. وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه الدولتان إلى إصلاح العلاقات بعد الضربات العسكرية المتبادلة غير المسبوقة هذا العام.
وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني في بيان بعد مؤتمر صحفي مشترك «اتفق الجانبان على زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 10 مليارات دولار أمريكي في السنوات الخمس المقبلة». وجاء في البيان «اتفقا أيضا على التعاون في وضع أساليب مشتركة لمواجهة التحديات المشتركة ومنها التهديد الذي يمثله الإرهاب».
ولا تُتاح أرقام رسمية عن حجم التجارة السنوية حاليا. وذكرت صحيفة (بيزنس ريكوردر) المحلية العام الماضي نقلا عن سفير إيراني سابق إلى باكستان أن حجم التجارة الثنائية يزيد على ملياري دولار. وأغلقت السلطات طرقا سريعة رئيسية في إسلام أباد في إطار الإجراءات الأمنية استعدادا لوصول رئيسي. وأعلنت الحكومة عطلة رسمية في كراتشي ولاهور.
وتمثل زيارة رئيسي خطوة رئيسية نحو تطبيع العلاقات مع إسلام أباد، لكن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وليس الرئيس، هو من له القول الفصل في شؤون الدولة الأساسية مثل السياسة النووية. ويتصاعد التوتر أيضا في الشرق الأوسط بعد أن شنت إيران هجوما غير مسبوق على إسرائيل قبل أسبوع وتعرض وسط إيران لما قالت مصادر إنه هجوم إسرائيلي يوم الجمعة.
وأشاد شريف خلال المؤتمر الصحفي بإيران لاتخاذها موقفا قويا فيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، ودعا إلى وقف فوري للأعمال القتالية هناك. ودعا شريف الدول الإسلامية إلى الوقوف توحيد كلمتها والتعبير عن موقفها بقوة من أجل إنهاء الصراع. ولدى باكستان وإيران تاريخ طويل من العلاقات المتوترة على الرغم من إبرام الدولتين لعدد من الاتفاقيات التجارية. وتربط باكستان علاقات أوثق منذ فترة طويلة بالسعودية والولايات المتحدة.
وأبرز اتفاق بين إيران وباكستان هو اتفاق إمدادات الغاز المعلق المبرم في 2010 لبناء خط أنابيب من حقل غاز جنوب فارس الإيراني إلى إقليمي بلوشستان والسند جنوب باكستان. وعلى الرغم من حاجة باكستان الماسة للغاز، لم تبدأ إسلام أباد بعد في بناء الجزء التابع لها من خط الأنابيب بسبب المخاوف من العقوبات الأمريكية وهي مخاوف رفضتها طهران.
وقالت باكستان إنها ستسعى للحصول على إعفاءات من الولايات المتحدة لكن واشنطن قالت إنها لا تدعم المشروع وحذرت من خطر الوقوع تحت طائلة العقوبات في التعامل مع طهران. وبسبب احتمال فرض عقوبات على خرق عقد الاتفاق تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، أعطت باكستان مؤخرا الضوء الأخضر لبناء جزء من خط الأنابيب بطول 80 كيلومترا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك