العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

4 فـنـانـات يـحاكـيـن الـتـجـربـة الإنسانيـة فـي «الـزوايـا الأربـع»

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

كتبت‭ ‬زينب‭ ‬إسماعيل‭:‬

تصوير‭: ‬محمد‭ ‬عبدالله

تشترك‭ ‬4‭ ‬فنانات‭ ‬بحرينيات،‭ ‬ضمن‭ ‬معرض‭ ‬الزوايا‭ ‬الأربع‭ ‬الذي‭ ‬افتتح‭ ‬الإثنين‭ (‬22‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭) ‬بعكاس‭ ‬غاليري،‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأمكنة‭ ‬والأزمنة‭.‬

تنتقل‭ ‬الفنانات‭ ‬الأربع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التجريد‭ ‬والنقوش‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة،‭ ‬لينقلن‭ ‬شغفهن‭ ‬باللون‭ ‬وخباياه،‭ ‬ويفصحن‭ ‬عما‭ ‬يجول‭ ‬بداخلهن‭. ‬

في‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬الأمكنة‮»‬،‭ ‬تحاول‭ ‬الفنانة‭ ‬نورة‭ ‬المحرقي‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬قراءة‭ ‬الذات‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬انفعالات‭ ‬جمالية‭ ‬تدركها‭ ‬دواخلنا‭ ‬جيدا،‭ ‬ونربطها‭ ‬باللون‭ ‬الأصيل‭ ‬والعميق‭ ‬الذي‭ ‬رضخ‭ ‬لتجاربنا‭ ‬ومعايشتنا‭ ‬الدقيقة‭ ‬لمتغيرات‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‮»‬‭. ‬

ترتكز‭ ‬أمكنة‭ ‬نورة‭ ‬في‭ ‬المنزل‭. ‬المنزل‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬تأسيس‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬واستقرارها‭ ‬وخلق‭ ‬علاقاتها‭ ‬الإنسانية‭. ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬أو‭ ‬عنصر‭ ‬في‭ ‬منزلها‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬لوحة‭ ‬فنية،‭ ‬كرسيها‭ ‬الخاص،‭ ‬سجادتها،‭ ‬الراديو،‭ ‬اللوحات‭ ‬المزينة‭ ‬للحوائط‭.‬

تستغرق‭ ‬نورة‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬أمكنتها‭ ‬لتربط‭ ‬اللون‭ ‬الذهبي‭ ‬باللحظات‭ ‬الزمانية‭ ‬التي‭ ‬نعتبرها‭ ‬ذهبية‭ ‬ربما،‭ ‬والمواضيع‭ ‬المكانية‭ ‬المحملة‭ ‬برواسب‭ ‬متراكمة‭ ‬من‭ ‬الذكريات‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬نقش‭ ‬أبجدياتها‭.‬

أما‭ ‬الفنانة‭ ‬لطيفة‭ ‬الشيخ‭ ‬فتسرد‭ ‬بشكل‭ ‬بصري،‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعتها‭ ‬‮«‬مكنونات‮»‬،‭ ‬مشاهد‭ ‬حية‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭. ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬السعادة‭ ‬في‭ ‬هيئتها‭ ‬الحقيقية‭. ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يختبئ‭ ‬خلف‭ ‬ملامحنا‭. ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬شعورا‭ ‬أو‭ ‬فكرة،‭ ‬بل‭ ‬شيء‭ ‬بينهما‭. ‬هي‭ ‬وجوهنا‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬العمر‭ ‬وربما‭ ‬وجه‭ ‬الحياة‭. ‬

تحاكي‭ ‬أعمال‭ ‬لطيفة‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بعمقها‭ ‬ونضجها‭ ‬بالتساؤلات‭ ‬التي‭ ‬تولد‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬تصف‭ ‬ما‭ ‬نشعر‭ ‬وما‭ ‬نفكر‭ ‬به‭. ‬هي‭ ‬استدعاء‭ ‬مجازي‭ ‬لتراكمات‭ ‬شكلت‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭. ‬ورغم‭ ‬اختلاف‭ ‬البشر‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يستوقفنا‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الوجوه‭ ‬لندرك‭ ‬كم‭ ‬هو‭ ‬يشبهنا‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ما‭.‬

تسقط‭ ‬الفنانة‭ ‬أنوار‭ ‬مجيد‭ ‬في‭ ‬مجموعتها‭ ‬‮«‬أحجار‭ ‬المكان‮»‬‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬الأحجار‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬بكل‭ ‬حالاته‭ ‬وانفعالاتها‭ ‬مع‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭.‬

الأحجار‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬وجودية‭ ‬الإنسان،‭ ‬فالحجر‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الصلب‭ ‬والثابت‭ ‬الذي‭ ‬نتكئ‭ ‬عليه‭ ‬لأنه‭ ‬مليء‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬الزمانية‭ ‬والمكانية،‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تركب‭ ‬أشكالا‭ ‬متوازية‭ ‬وأخرى‭ ‬عشوائية،‭ ‬تدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬التمعن‭ ‬بدقة‭ ‬في‭ ‬تداخل‭ ‬ألوان‭ ‬الحجر‭ ‬وتعرقات‭ ‬أسطحه‭ ‬لنستشعر‭ ‬التشابك‭ ‬الفريد‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬فسيفساء‭ ‬استثنائية‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭ ‬الملونة‭ ‬التي‭ ‬تقودنا‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬واقعنا،‭ ‬وفي‭ ‬التناقض‭ ‬المتناغم‭ ‬الذي‭ ‬تحتضنه‭ ‬الأحجار‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬وضوح‭ ‬السهول‭ ‬الخضراء‭ ‬وغموض‭ ‬الصحراء‭ ‬وما‭ ‬يجمع‭ ‬الأرض‭ ‬والسماء‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬النور‭ ‬والظلام،‭ ‬تنهمر‭ ‬كل‭ ‬المعاني‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الإنسان‭ ‬وكينونته‭.‬

تبحث‭ ‬الفنانة‭ ‬نور‭ ‬الناصر‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬نقش‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الخامات‭ ‬والموجودات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬للناظر‭ ‬صامتة‭. ‬

ثمة‭ ‬برهة‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬خبايا‭ ‬الوجود‭ ‬ورمزية‭ ‬التكوين‭. ‬تتوغل‭ ‬في‭ ‬عوالم‭ ‬فنية‭ ‬مختلفة‭ ‬نسجتها‭ ‬خطوط‭ ‬متناسقة‭ ‬وأشكال‭ ‬صنعتها‭ ‬ثلاثية‭ ‬‮«‬الصبر‭ ‬والدقة‭ ‬والإتقان‮»‬‭. ‬

تجارب‭ ‬شخصية‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الجدران‭ ‬التي‭ ‬أثقلتها‭ ‬الذكريات‭ ‬والحكايا،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التكرار‭ ‬والتماثل‭ ‬والتناوب‭ ‬ودقة‭ ‬النسب‭ ‬والتجانس‭ ‬بين‭ ‬البناء‭ ‬والفراغ‭. ‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬المعرض‭ ‬الفني‭ ‬‮«‬الزوايا‭ ‬الأربع‮»‬‭ ‬يستمر‭ ‬حتى‭ ‬الإثنين‭ (‬29‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭).‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا