كتبت زينب إسماعيل:
تصوير: محمد عبدالله
تشترك 4 فنانات بحرينيات، ضمن معرض الزوايا الأربع الذي افتتح الإثنين (22 أبريل 2024) بعكاس غاليري، في إثارة الأسئلة حول التجربة الإنسانية بكل تفاصيلها، وعلاقاتها الخاصة بالأمكنة والأزمنة.
تنتقل الفنانات الأربع ما بين التجريد والنقوش والأحجار الكريمة، لينقلن شغفهن باللون وخباياه، ويفصحن عما يجول بداخلهن.
في مجموعة «الأمكنة»، تحاول الفنانة نورة المحرقي «إعادة قراءة الذات والتعبير عن انفعالات جمالية تدركها دواخلنا جيدا، ونربطها باللون الأصيل والعميق الذي رضخ لتجاربنا ومعايشتنا الدقيقة لمتغيرات المكان والزمان».
ترتكز أمكنة نورة في المنزل. المنزل هو أساس تأسيس النفس البشرية واستقرارها وخلق علاقاتها الإنسانية. كل زاوية أو عنصر في منزلها يتحول إلى لوحة فنية، كرسيها الخاص، سجادتها، الراديو، اللوحات المزينة للحوائط.
تستغرق نورة أكثر في أمكنتها لتربط اللون الذهبي باللحظات الزمانية التي نعتبرها ذهبية ربما، والمواضيع المكانية المحملة برواسب متراكمة من الذكريات والقيم التي تعيد نقش أبجدياتها.
أما الفنانة لطيفة الشيخ فتسرد بشكل بصري، ضمن مجموعتها «مكنونات»، مشاهد حية من الذاكرة. عن شكل السعادة في هيئتها الحقيقية. عن ذلك الشيء الذي يختبئ خلف ملامحنا. هو ليس شعورا أو فكرة، بل شيء بينهما. هي وجوهنا في رحلة العمر وربما وجه الحياة.
تحاكي أعمال لطيفة التجربة الإنسانية بعمقها ونضجها بالتساؤلات التي تولد في ثنايا البحث عن الكلمات التي تصف ما نشعر وما نفكر به. هي استدعاء مجازي لتراكمات شكلت ما نحن عليه الآن. ورغم اختلاف البشر لا بد أن يستوقفنا أحد هذه الوجوه لندرك كم هو يشبهنا في لحظة ما.
تسقط الفنانة أنوار مجيد في مجموعتها «أحجار المكان» هي الأخرى الأحجار على حياة الإنسان بكل حالاته وانفعالاتها مع الزمان والمكان.
الأحجار تعبر عن وجودية الإنسان، فالحجر هو الأساس الصلب والثابت الذي نتكئ عليه لأنه مليء بالتفاصيل الزمانية والمكانية، هذه التفاصيل التي تركب أشكالا متوازية وأخرى عشوائية، تدفعنا إلى التمعن بدقة في تداخل ألوان الحجر وتعرقات أسطحه لنستشعر التشابك الفريد الذي يشكل فسيفساء استثنائية في تفاصيلها الملونة التي تقودنا إلى حقيقة واقعنا، وفي التناقض المتناغم الذي تحتضنه الأحجار ما بين وضوح السهول الخضراء وغموض الصحراء وما يجمع الأرض والسماء وما بين النور والظلام، تنهمر كل المعاني التي تعبر عن الإنسان وكينونته.
تبحث الفنانة نور الناصر ضمن مجموعة نقش ما بين الخامات والموجودات التي قد تبدو للناظر صامتة.
ثمة برهة تكشف عن خبايا الوجود ورمزية التكوين. تتوغل في عوالم فنية مختلفة نسجتها خطوط متناسقة وأشكال صنعتها ثلاثية «الصبر والدقة والإتقان».
تجارب شخصية خاصة مع الجدران التي أثقلتها الذكريات والحكايا، ومن خلال التكرار والتماثل والتناوب ودقة النسب والتجانس بين البناء والفراغ.
جدير بالذكر أن المعرض الفني «الزوايا الأربع» يستمر حتى الإثنين (29 أبريل 2024).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك