الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الرسائل الكويتية.. في «زيارة الدولة»
ثمة رسالة كويتية رفيعة المستوى، تبعث بها وتؤكدها، وترسخها وتعززها، «زيارة الدولة» التي يقوم بها صاحب السمو الأمير مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، إلى الدول الشقيقة والصديقة.
ولعل مضامين وتفاصيل تلك الزيارات، تنفع لأن تكون نموذجا تطبيقيا لطلبة الدراسات السياسية والدبلوماسية، في آلية وإجراءات وأنواع الزيارات الرسمية التي يقوم بها القادة والزعماء، حيث من الملاحظة اليوم تكرار كلمة «زيارة دولة»، للزيارات التي يقوم بها أمير دولة الكويت. فما معنى زيارة دولة؟
زيارات الدولة هي أرفع أنواع الزيارات الرسمية التي يقوم بها زعماء الدول في العالم، ووفقا للمراجع والكتب المختصة والوسائل الإعلامية فإن زيارة الدولة هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسمها الخاصة وبرامجها المميزة، إذ تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي.
وتنطوي «زيارة دولة» على معنى سياسي كبير، وتسودها أجواء احتفالية وشرفية كبيرة -على صعيديْ الاستقبال والتوديع - تنظمها الدولة المضيفة للرئيس الزائر، ويراعى فيها التقيد التام بجميع إجراءات البروتوكول بعد التوافق عليها بين الطرفين قبل بدء الزيارة. وتستوجب «زيارة دولة» عادة تنظيم حفل غداء أو عشاء يكون فيه الرئيس الزائر «ضيف شرف»، مع وضع برنامج محادثات وزيارات منوعة لبعض الأماكن والمعالم. كما تشمل إطلاق 21 طلقة مدفعية في الهواء ترحيبا بالزائر إن كان رئيسا، و19 طلقة إن كان برتبة رئيس حكومة.
أما في تفاصيل ومضامين «زيارة الدولة» للأمير الكويتي، فمن الملاحظ أن كافة البيانات الختامية التي صدرت عقب الزيارات التي قام بها للدول الشقيقة والصديقة، والتي كانت مملكة البحرين من أوائل الدول التي قام سموه بزيارتها كـ«زيارة دولة»، تأكيدا واعتزازا بالعلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين، فإنها احتوت على عدد من المرتكزات من أبرزها:
* التأكيد على دعم تطوير مسارات التعاون بين الكويت والدول، انطلاقا من العلاقات التاريخية الوثيقة والعريقة، مع الإشارة إلى بيان حجم التعاون الحاصل في المجالات كافة، وأهمها الاقتصادي والاستثماري، وفتح آفاق التعاون المستقبلية.
* بيان دعم مسيرة التعاون المشترك للمنظمة الإقليمية للدولة التي تشهد الزيارة، مثلا (مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية.. وغيرها)، مع بيان أهمية الحفاظ على تماسك وتضامن دول المجلس ووحدتها وتكثيف الجهود لاستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة بما يضمن استقرار دول المجلس وتعزيز دورها الاقليمي والدولي وبما يحقق الأهداف السامية لهذه المنظومة المباركة.
* التأكيد على أهمية واحترام سيادة دولة الكويت وسلامة حدودها وأراضيها وفقا للقرارات والاتفاقيات الدولية، بجانب دعم قرار مجلس الأمن الخاص بالمفقودين الكويتيين وغيرها.
* التأكيد على الحق التام بشأن حقل الدرة، باعتباره ملكية مشتركة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط..، والتأكيد على الرفض القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر.
* دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة.
* بيان الموقف الكويتي الداعم لعدد من القضايا المحورية للدولة التي تتم إليها «زيارة الدولة».
تلك هي مجموعة من الرسائل الكويتية في «زيارة الدولة» التي يقوم بها سمو أمير الكويت للدول، مع خالص تمنياتنا للكويت الحبيبة بدوام التقدم والازدهار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك