العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

قصة قصيرة جداً : ابنة بندرجاست

بقلم: ليكس ويليفورد Lex Williford

السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

ليكس‭ ‬ويليفورد‭ ‬مؤلف‭ ‬وكاتب‭ ‬قصصي‭ ‬أمريكي‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1954م‭. ‬من‭ ‬كتبه‭ (‬انطولوجيا‭ ‬القصص‭ ‬القصيرة‭ ‬جداً‭ ‬المعاصرة‭) ‬و‭(‬سوبر‭ ‬مان‭ ‬على‭ ‬السطح‭) ‬و‭(‬ابهام‭ ‬ماكولي‭). ‬قام‭ ‬بتدريس‭ ‬الكتابة‭ ‬الإبداعية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ألينوي‭ ‬الجنوبية‭ ‬وعمل‭ ‬أستاذا‭ ‬مشاركاً‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬تكساس‭ ‬في‭ ‬إل‭ ‬باسو‭. ‬

لين‭ ‬وأنا‭ ‬كنّا‭ ‬ننطلق‭ ‬بالسيارة‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬أبيها‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬حرف‭ (‬أ‭) ‬الانجليزي‭ ‬والواقع‭ ‬على‭ ‬بحيرة‭ ‬ناكوجدوشيز،‭ ‬وكنت‭ ‬أشعر‭ ‬بالتوتر‭ ‬حيال‭ ‬مقابلة‭ ‬أقربائها‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭.‬

استرخ،‭ ‬قالت‭ ‬لين‭. ‬تناول‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬شراب‭ ‬أولدميلز‭ ‬مع‭ ‬أبي،‭ ‬ربما‭ ‬تصطاد‭ ‬سمكة‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬اثنتين‭ ‬قريباً‭ ‬من‭ ‬الحوض‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭. ‬حينما‭ ‬انتابتني‭ ‬العصبية‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬قالت‭ ‬ليّ‭: ‬استطعت‭ ‬أن‭ ‬أنشر‭ ‬الأخبار‭ ‬حول‭ ‬الرجل‭ ‬العجوز‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬فتاته‭ ‬الصغيرة‭. ‬ثم‭ ‬أن‭ ‬كلانا‭ ‬نستطيع‭ ‬بحق‭ ‬الجحيم‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬دالاس‭. ‬خفف‭ ‬عنك،‭ ‬دأبت‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬القول‭.‬

عندما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬جرى‭ ‬أخوها‭ ‬الصغير‭ ‬إلى‭ ‬سيارتي‭ ‬ودفع‭ ‬ذراعيه‭ ‬بقوة‭ ‬حولها‭. ‬قطعة‭ ‬أرض‭ ‬مساحتها‭ ‬أكر‭ ‬واحد‭ ‬صغير‭ ‬كان‭ ‬يجري‭ ‬تنظيفها،‭ ‬طين‭ ‬أحمر‭ ‬مسطح‭ ‬وثريد‭ ‬كثيف‭ ‬معقود‭ ‬بأشرطة‭ ‬حمراء‭. ‬جرّافة‭ ‬لشق‭ ‬الطـرق‭ ‬كانت‭ ‬تصدم‭ ‬بقوة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أشجار‭ ‬الصنوبر‭ ‬بدون‭ ‬حظ‭ ‬كثير‭. ‬أسـرعا،‭ ‬قال‭ ‬شقيق‭ ‬لين‭.‬

كان‭ ‬المنزل‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬البحيرة‭ ‬مبنياً‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬الزجاج‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭ ‬لذلك‭ ‬استطعنا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬المفروش‭ ‬بالحصباء‭ ‬السيدة‭ ‬بندرجاست‭ ‬بالداخل‭ ‬وهي‭ ‬تصفع‭ ‬وجه‭ ‬الرجل‭ ‬العجوز‭ ‬مرة‭ ‬واحدة،‭ ‬مرتين‭ ‬ثم‭ ‬مرة‭ ‬ثالثة‭. ‬صرخت‭ ‬متفوهة‭ ‬بشيء‭ ‬عنه‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬أي‭ ‬خيال‭ ‬لعين‭ ‬حول‭ ‬إحدى‭ ‬الفتيات،‭ ‬ذات‭ ‬الستة‭ ‬وعشرين‭ ‬عاماً،‭ ‬الصغيرة‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬أبنته‭. ‬تلقى‭ ‬صفعات‭ ‬راحة‭ ‬يدها‭ ‬القاطعة‭ ‬بوجه‭ ‬صلب‭. ‬وقف‭ ‬فقط‭ ‬ينظر‭ ‬بدهشة‭ ‬إليها‭. ‬ثم‭ ‬أشاح‭ ‬بوجهه‭ ‬بالكامل‭ ‬وضربها‭ ‬بقبضة‭ ‬يده‭ ‬في‭ ‬عظمة‭ ‬الصدر‭.  ‬ترنحت‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬خلال‭ ‬الباب‭ ‬المفتوح‭ ‬وإلى‭ ‬سياج‭ ‬الشرفة‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬الضرب‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬وثالثة‭. ‬افعل‭ ‬شيئاً،‭ ‬صرخت‭ ‬لين‭ ‬عليّ‭. ‬لكنني‭ ‬فقط‭ ‬وقفت‭ ‬هناك‭. ‬فقط‭ ‬راقبت‭ ‬المشهد‭ ‬حتى‭ ‬دفع‭ ‬الرجل‭ ‬العجوز‭ ‬زوجته‭ ‬فوق‭ ‬السياج‭.‬

في‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬لوفكن‭ ‬أخبرتُ‭ ‬لين،‭ ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬لي‭ ‬بحق‭ ‬الجحيم‭. ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬الطبيب‭ ‬المقيم‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬الانتظار‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬أمها‭ ‬ستكون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬فقط‭ ‬بعض‭ ‬الآلام‭ ‬الموضعية‭ ‬الحادة،‭ ‬وبعض‭ ‬الضلوع‭ ‬المصابة‭ ‬برضوض‭.‬

في‭ ‬الأسبوع‭ ‬التالي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أنني‭ ‬تركت‭ ‬مائة‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬المكالمات‭ ‬الخاص‭ ‬بلين‭. ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬تقول‭ ‬إنني‭ ‬آسف‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصدقيني‭. ‬أتذكر‭ ‬بأننا‭ ‬درجنا‭ ‬على‭ ‬الاستحمام‭ ‬تحت‭ ‬الدوش‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬أمكث‭ ‬فيه‭ ‬بشقتها‭ ‬في‭ ‬يونيفرستي‭ ‬بارك‭. ‬كنت‭ ‬أصقل‭ ‬ذراعيها‭ ‬البنيتين‭ ‬المشدودتين‭ ‬بصابونة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬زيست‭ ‬وكنت‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬هذا،‭ ‬بحق‭ ‬المسيح،‭ ‬جيد‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا