رواد الأعمال يمكنهم الاستفادة من برامج الذكاء الاصطناعي.. ولكن يجب مراجعته في بعض القطاعات مثل الطب والبناء
نظمت جمعية سيدات الأعمال البحرينية بمقرها في الزنج جلسة نقاشية تحت عنوان «تقنية الذكاء الاصطناعي في ريادة الأعمال» وذلك ضمن فعاليات النسخة التاسعة من أسبوع المنامة لريادة الأعمال، شارك في الجلسة كل من النائب الأول لرئيسة الجمعية وعضو مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية الدكتورة الشيخة إيشاع آل خليفة، وأحمد الحجيري الرئيس التنفيذي لشركة جلف فيوتشر بيزنس، وعضو مجلس إدارة جمعية «بي تك»، وأميمة يوسف السيد مؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية للملكية الفكرية (BIPS)، وأدارت الجلسة هالة سليمان عضو جمعية سيدات الأعمال، والمؤسس والمدير التنفيذي لشركة عبر القارات للاستشارات.
وقد استهلت أحلام جناحي رئيسة الجمعية الفعالية بكلمة رحبت خلالها بالضيوف والمتحدثين وأكدت أهمية الفعالية والحدث مشيرة إلى أن جمعية سيدات الأعمال البحرينية شريك استراتيجي لأسبوع المنامة لريادة الأعمال منذ بداية انطلاقه قبل 9 سنوات.. وأشارت جناحي إلى أن دورة هذا العام تتميز بالتنوع والتطور الكبيرين نظرا لأنها تتناول قضايا المدن الذكية والاستدامة والذكاء الاصطناعي، وقالت إنها متحمسة لجلسة اليوم وما يملكه المتحدثون من خبرات واسعة في هذا المجال.
وقالت إن مفاهيم التقنية وخدماتها غالبا ما تكون افتراضية وغير ملموسة لكنها باتت تلعب دورًا حاسمًا في حياتنا وأعمالنا اليومية.. ولها أثر بالغ على مستقبل الأعمال والتجارة، ولربما مستقبل البشرية برمته.
وخلال الجلسة قدمت الشيخة إيشاع آل خليفة – مالك ومؤسس شركة حلول التقنيات Say G – شرحا مفصلا حول إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن السيطرة عليه بنسبة 100% ويجب التوقع دائما بأن هناك نتائج ومفاجآت غير متوقعة في بعض الأحيان، لذا أنا أنصح دائما بالمزج في التعامل بين العنصر التقني والعنصر البشري، بحيث يمكن مراجعة عمل الذكاء الاصطناعي من عناصر بشرية لديها القدرة على تلافي أخطاء برامج الذكاء الاصطناعي وتقديراتها غير المتوقعة في بعض الأحيان.
وقالت الشيخة إيشاع أن الذكاء الاصطناعي مؤثر لا شك في ذلك وداعم قوي في بعض المجالات ولكن ليس في كل المجالات، ويجب مراجعته خاصة في بعض القطاعات الحساسة التي لا تحتمل الخطأ مثل الطب والعمارة «البناء» وغيرها من أمور قد تودي بحياة الإنسان.
وضربت الشيخة إيشاع مثلا بشركة طيران معروفة اعتمدت على تقنية الذكاء الاصطناعي في بيع التذاكر لعملائها، وقرر البرنامج المزود بنموذج «محادثة» منح تخفيض كبير لأحد الزبائن بعدما تعاطف مع ظروفه الشخصية وفقا للمحادثة التي دارت بينهما.
إدارة الشركة رفضت «التخفيض» والعميل أصر على موقفه وحقه، وانتهى الأمر إلى المحكمة التي أنصفت العميل وقدمت له تعويضا باهظا وغرمت الشركة غرامات مالية ضخمة بسبب رفضها قرار الذكاء الاصطناعي.
ورغم ذلك، أشارت الشيخة إيشاع إلى أن رواد الأعمال يمكنهم الاستفادة بشدة من برامج الذكاء الاصطناعي وتوفير مبالغ كبيرة من ورائها، في العديد من الأعمال وخاصة المتعلقة ببعض أمور الدعاية واللوجوهات ونصائح التسويق والترويج وغيرها.
وتحمل الدكتورة الشيخة إيشاع بنت محمد آل خليفة درجة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر من جامعة البحرين ودرجتي الماجستير والدكتوراه في الذكاء الاصطناعي من الولايات المتحدة الأمريكية ثم المملكة المتحدة، وعملت لأكثر من 20 عامًا في جامعة البحرين وتدرجت في المراتب حتى أصبحت مستشارة رئيس الجامعة لكل ما يتعلق بالتكنولوجيا.
بعد ذلك حصلت على تقاعد مبكر لتبدأ عملها الخاص في مجال الحلول التكنولوجية. وقامت بتأليف ثلاثة كتب تقنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، وتعمل الآن على كتاب موجه لعامة الناس في هذا التخصص.
من جانبه قال أحمد الحجيري الرئيس التنفيذي لشركة جلف فيوتشر بيزنس، وعضو مجلس إدارة جمعية بي تك، إن الذكاء الاصطناعي سيتسبب في إنهاء نحو 472 مليون وظيفة بحلول عام 2030 على مستوى العالم أجمع وهو رقم كبير وخطير أيضا، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون هناك استعداد دائم ومستمر من قبل الجميع لمواكبة التطور المذهل والسريع للقطاع التكنولوجي، من لم يواكب هذا الأمر سيكون وضعه جدا حرج سواء على مستوى الأفراد العاديين أو على مستوى الشركات والمؤسسات والدول.
وردا على سؤال حول تأثيره داخليا على مملكة البحرين، قال الحجيري «الرؤية ليست واضحة بشكل كبير لأنه لا توجد خطة واضحة ومحددة في البحرين للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة وتطوراتها بعكس دول العالم الأخرى التي خطت خطوات عملاقة في هذا الصدد وبعض دول الخليج مثل الإمارات التي أنشأت وزارة مستقلة للتكنولوجيا وجامعة أيضا تعمل منذ 5 سنوات لتمهد وتؤهل سوق العمل للمستجدات».
وأكد الحجيري – وهو عضو في العديد من المنظمات والجمعيات واللجان المرتبطة بالعالم الرقمي والتكنولوجي – أن وتيرة التغيير حاليا ربما تكون «اختيارية» لكن بعد 25 عاما من الآن سيكون التغيير إجباريا وشاملا، ولن ينتظر أحد.. لذلك التأثير في البحرين حاليا ليس كبيرا لأن التغيير ليس كبيرا وبالتالي الأثر ليس كبيرا، ولكن عندما تتضح الخطة وتحدد الرؤى سيكون التغيير سريعا وواضحا، وسيلمسه الجميع لأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر في العديد من الوظائف وطبيعتها، وهنا يجب التوضيح أن الوظائف لن تلغى ولكنها في أغلبها ستعدل لتوائم التغيرات التقنية المتسارعة، وعلى الجميع أن يتأهل للمستقبل ويستعد بالعلم والاطلاع والتدريب، وهذه نصيحتي لرواد الأعمال وللجميع «عليك أن تتابع وتتدرب وتتطور بشكل مستمر، لا تكتفي ولا تعتقد أبدا أنك وصلت إلى القمة وأمسكت بزمام الفهم والإلمام بكل شيء، فالتحدي صعب على الجميع».
وردا على سؤال حول كيف بإمكان القطاع الخاص وقطاع الأعمال الاستعداد والعمل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.. قال الحجيري إن التكنولوجيا لها فوائد عدة والذكاء الاصطناعي أسهم ولا زال يسهم في التغيير وتوفير العديد من الخدمات بالمجان وبسهولة ويسر كبيرين، وفي المجمل فوائده أكثر من مضاره بكثير. من جانبها قدمت أميمة يوسف السيد مؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية للملكية الفكرية (BIPS) نبذة عن الجمعية ودورها في حماية الأفكار والمشروعات والشركات التجارية المتفردة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك