الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الحقيقة والإشاعة.. نهج الرد السليم
أول السطر:
حتى الآن -وللأمانة- فإن عمل الجهات المعنية واستعداداتها وخططها بشأن التعامل مع الأمطار التي هطلت على البلاد، والحالة الجوية، كانت متقنة ومتميزة، وشاملة ومتكاملة، خاصة في الجانب الإعلامي والتواصل الإذاعي، ومتابعة المستجدات أولا بأول.. شكرا فريق البحرين.. ويبقى ما بعد فترة الأمطار.
الحقيقة والإشاعة.. نهج الرد السليم:
حسنا فعلت الجهات الإعلامية المسؤولة، في نشر تكذيب الإشاعة التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، حول وجود تعميم من قسم الطوارئ بالمستشفى العسكري، يحذّر فيه بوجود تسمم غذائي بكتيري، وأن مصدره ساندويشات «البرغر».
وحسنا فعلت الجهات الإعلامية المسؤولة في نشر تلك المعلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال بوست «الحقيقة والإشاعة»، مما أدى إلى سرعة إيصال المعلومة الصحيحة والحقيقية إلى الناس والرأي العام، ونشر الطمأنينة والرد على الشائعة الكاذبة والمغرضة.
مثل هذا التعامل الإعلامي، الفوري السريع، كان ينقصه فقط بيان مصدره، لتحقيق المزيد من الثقة، وبيان الجهود الإعلامية الوطنية الرسمية، ومنع أي بوست «مزور» ربما يتم نشره في مرحلة ما مع حادثة ما، وتختلط عندها الأمور لدى الرأي العام.
أذكر منذ سنوات، وفي المملكة العربية السعودية، قررت الهيئة العامة للغذاء إنشاء فريق لمكافحة الإشاعات بمنهج علمي وعمل مؤسسي، وخرجت بمشروع النظام الإلكتروني للرد على الإشاعات، وترافق ذلك مع تأسيس وحدة اتصالات المخاطر.
ومنذ فترة، قام فريق من الشباب الكويتي المتطوع، بإطلاق حملة وطنية لمكافحة الإشاعة الإلكترونية تحت هاشتاق «#وقفها_عندك»، بهدف وقف تسويق الحملات والإشاعات، التي تنتشر في مواقع التواصل، حيث إن مثل هذه الحملات تسهم في زيادة الوعي المعلوماتي لدى شريحة كبيرة من المجتمع.
ومن المهم جدا، وأد الإشاعات بشكل استباقي، عبر توعية المشاركين في حسابات التواصل وخاصة «قروبات الواتساب»، بخطورة نشر الإشاعات وتداولها، والعقوبات القانونية والجزاءات المفروضة، حتى وإن كان النشر والنقل بحسن نية، مع الاستناد إلى مقولة ((ناقل الكفر ليس بكافر)). ذلك أن ثقافة نشر الإشاعة تجد رواجا أكثر وتقبلا أكبر ونشاطا أوسع عند الطوارئ والأزمات، ولا يخلو الأمر من اقتحام جهات إلكترونية خارجية في الأمر، وتسعى إلى نشر البلبلة والفوضى، وقابلية واستعداد محلي لدى البعض، سواء لكسب مزيد من المتابعين للمنصة الإلكترونية أو الإثارة الإعلامية أو أمراض وأحقاد نفسية.
فشكرا للجهات الإعلامية المسؤولة على نهج الرد السليم.. ونتمنى المزيد من الشراكة المجتمعية والوعي القانوني كذلك.
آخر السطر:
الجهود المستمرة التي تقوم بها الجهات المختصة، في رصد ومعاقبة، وتغريم وإبعاد من يخالف القانون، وصيد الروبيان في فترة الحظر.. جهود مشكورة وتستحق كل الدعم والإشادة.. الأمر يتعلق بالأمن الغذائي وهو من الأمن القومي، لحق المجتمع والأجيال القادمة في الثروة البحرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك