العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

الصحافة الفنية بين المهنية والمجاملات
الناقدة الكويتية ليلى أحمد: غالبية الصحف تميل إلى«السلام» بسبب مصالحهم مع إعلانات شركات الإنتاج

تحقيق‭: ‬فاطمة‭ ‬اليوسف

الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

تُعد‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬إحدي‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬الجذب‭ ‬الأساسية‭ ‬للقراء‭ ‬لمتابعة‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي،‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬الكثير‭  ‬من‭ ‬القراء‭ ‬لا‭ ‬يشترون‭ ‬الصحف‭ ‬لمتابعة‭ ‬أخبار‭ ‬السياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬بل‭ ‬لمتابعة‭ ‬فنانينهم‭ ‬المفضلين‭ ‬عبر‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭.‬

أما‭ ‬اليوم‭ ‬ومع‭ ‬انتشار‭ ‬الصحافة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬واتساع‭ ‬نطاق‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬تعرضت‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬النقد،‭ ‬بل‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬النقّاد‭ ‬أنها‭ ‬ابتعدت‭ ‬عن‭ ‬مضمونها‭ ‬الحقيقي‭ ‬وابتعد‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬عن‭ ‬المهنية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬فأصبحت‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المجاملات‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬أدّت‭ ‬إلي‭ ‬إفساد‭ ‬ذوق‭ ‬الجمهور‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تعلم‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬أخطائه‭.‬

ويرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬كثرة‭ ‬المجاملات‭ ‬أبعدت‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭  ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬وتقديم‭ ‬تأريخ‭ ‬حقيقي‭ ‬لمشوار‭ ‬الفنان‭ ‬سلبا‭ ‬وايجابا‭ ‬وصعودا‭ ‬وهبوطا،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬مازال‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬صحفيي‭ ‬الفن‭ ‬وهم‭ ‬قليلون‭ ‬ملتزمون‭ ‬بمهنية‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭.‬

قرّاء‭ "‬أخبار‭ ‬الخليج‭" ‬الكرام،‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬ويوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬إيماننا‭ ‬المُطلق‭ ‬بأهمية‭ ‬الرأي‭ ‬سلّطنا‭ ‬الضوء‭ ‬في‭  "‬عالم‭ ‬الشهرة‭" ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬لمناقشة‭ (‬تقييم‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬بين‭ ‬المهنية‭ ‬والمجاملات‭) ‬وما‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭  ‬ومستقبل‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭.‬

بداية‭ ‬أخبرتنا‭ ‬الإعلامية،‭ ‬المؤلفة‭ ‬والناقدة‭ ‬الكويتية‭ ‬أ‭. ‬ليلى‭ ‬أحمد‭ ‬عن‭ ‬رأيها‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬بين‭ ‬المهنية‭ ‬والمجاملات‭ ‬قائلة‭: ‬إذا‭ ‬ركزنا‭ ‬بداية‭ ‬على‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬الصحفية،‭ ‬فهناك‭ ‬قلة‭ ‬محترفة‭ ‬أما‭ ‬البقية‭ ‬فورائهم‭ ‬المصحح‭ ‬اللغوي‭ ‬الديسك‭ ‬التحريري،‭ ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬هنا‭  "‬ما‭ ‬هي‭ "‬نوعية‭" ‬المادة‭ ‬المكتوبة؟

‭ ‬و‭ ‬لأن‭ ‬غالبية‭ ‬الصحف‭ ‬تميل‭ "‬للسلام‭" ‬بسبب‭ ‬مصالحهم‭ ‬مع‭ ‬إعلانات‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬ومحطات‭ ‬التلفزة،‭ ‬أصبح‭ ‬الصحفي‭ ‬برغبتة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬رغبته‭ ‬مُرغمًا‭  ‬على‭ ‬الانصياع‭ ‬لإرادة‭ ‬الجريدة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬والتي‭  ‬قد‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬إرادتة‭ ‬أو‭ ‬لاتتوافق‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬النهاية‭  ‬موظف‭ ‬ويقبض‭ ‬راتبا‭ ‬من‭ ‬الصحيفة‭ ‬نظير‭ ‬عمله‭.‬

وواصلت‭ ‬الناقدة‭ ‬حديثها‭ ‬بالقول‭: ‬وصل‭ ‬طغيان‭ ‬المجاملة‭ ‬الصحفية‭ ‬للفنانين‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الخبر‭  ‬الصحفي‭ ‬عن‭ ‬المنتج‭ ‬الفني‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬ضعف‭ ‬الكادر‭ ‬الصحفي،‭ ‬وقلة‭ ‬مستواه‭ ‬التعليمي‭ ‬وثقافته،‭ ‬حيث‭ ‬صارت‭ ( ‬بعض‭ ‬المجلات‭ ‬والصحف‭) ‬تقبل‭ ‬توظيف‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬بلا‭ ‬مؤهل‭ ‬ولا‭ ‬مرجعية‭ ‬ولا‭ ‬خبرة‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬الصفحات‭ ‬الفنية‭ ‬والمؤسف‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬قبوله،‭ ‬لرخص‭  ‬راتبه،‭ ‬فماذا‭ ‬نتوقع‭ ‬منه؟‭ ‬ووصفت‭ ‬أحمد‭ ‬بأن‭ ‬المجاملات‭ ‬القاتلة‭ ‬بالصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬و‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬بأنها‭ ‬طاغية،‭ ‬وأكدت‭ ‬بأن‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والفنانين‭ ‬وتحديدا‭ ‬الممثلات‭ (‬المنتسبات‭ ‬للوسط‭ ‬الفني‭) ‬،‭ ‬يضيقون‭ ‬بالنقد‭ ‬ويرحبون‭ ‬بالمجاملات‭ ‬والنفاق،‭ ‬ويحدث‭ ‬كثيرا‭ ‬بحسب‭ ‬قانون‭ ‬المطبوعات‭ ‬والنشر‭ ‬وقانون‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بالكويت‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬قضية‭ ‬على‭ ‬الصحفي‭ ‬الموضوعي‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬رأياً‭ ‬كفله‭ ‬له‭ ‬الدستور،‭  ‬فيتم‭ ‬تغريم‭ ‬الصحفي‭ ‬بمبلغ‭ ‬باهض‭ ‬بسبب‭ ‬دعاوى‭ ‬منتسبي‭ ‬الوسط‭ ‬الفني‭.‬

 

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬المستشار‭ ‬الإعلامي‭ ‬والمدرب‭ ‬الصحافي‭ ‬أ‭.  ‬موسى‭ ‬عساف‭: ‬بداية؛‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬دور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬وقيادة‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬واعٍ‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬يستجد‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

وأكد‭ ‬عساف‭ ‬بأن‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬أساسياً‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬الجمهور‭ ‬بهذا‭ ‬الحراك‭ ‬وتنقيته‭ ‬من‭ ‬المدعين‭ ‬والدخلاء‭ ‬عبر‭ ‬نقد‭ ‬فني‭ ‬رزين،‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتجويد‭ ‬المخرجات‭ ‬الفنية‭ ‬وتقديم‭ ‬خلاصة‭ ‬نقدية‭ ‬ثقافية‭ ‬متكاملة‭.‬

وقال‭ ‬عساف‭: ‬للأسف‭ ‬الشديد،‭ ‬فاليوم‭ ‬حال‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬صحافة‭ ‬آخر،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬تداخل‭ ‬المصالح‭ ‬وتحرك‭ ‬أفراد‭ ‬وجهات‭ ‬للدفع‭ ‬والترويج‭ ‬لفكرة‭ ‬أو‭ ‬لشخص‭ ‬معين،‭ ‬لأسباب‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بالضرورة‭ ‬بالفكرة‭ ‬الفنية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭.‬

وأكد‭ ‬الإعلامي‭ ‬عساف‭ ‬بأنه‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬اليوم‭ ‬لأسباب‭ ‬متعددة؛‭ ‬مجاملة،‭ ‬مصالح،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬صحافة‭ ‬فنية‭ ‬وصحافيين‭ ‬أكفاء‭ ‬لا‭ ‬زالوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقة‭ ‬والنقد‭ ‬البناء‭ ‬وتقديم‭ ‬وجبة‭ ‬ثقافية‭ ‬متكاملة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المجاملة‭.‬

المجاملة‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬تهدم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الفنية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬بل‭ ‬وتساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬الذائقة‭ ‬الفنية‭ ‬لعموم‭ ‬الجمهور،‭ ‬عبر‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ (‬أشباه‭ ‬نجوم‭) ‬لا‭ ‬يرتقون‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬أو‭ ‬اسم‭ ‬فنان،‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬أثره‭ ‬بانحدار‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

واختتم‭ ‬أ‭. ‬موسى‭ ‬حديثه‭ ‬بالقول‭: ‬الصحافي‭ ‬الفني؛‭ ‬مطلوب‭ ‬منه‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬المواهب‭ ‬والكفاءات‭ ‬الفنية‭ ‬الحقيقية،‭ ‬والتي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬رُقي‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬تميزت‭ ‬به‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.‬

وحدّثنا‭ ‬الناقد‭ ‬والإعلامي‭ ‬الكويتي‭ ‬أ‭. ‬فهد‭ ‬الهندال‭ ‬عن‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬قائلاً‭: ‬هناك‭ ‬صحافة‭ ‬فنية‭ ‬تتابع‭ ‬الوسط‭ ‬والمشهد‭ ‬الفني‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وتكتب‭ ‬استطلاعاتها‭ ‬وتقييمها‭ ‬بكل‭ ‬حرفية‭ ‬ومهارة‭ ‬وموضوعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمشهد‭ ‬الفني‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المحسوبية‭ ‬و‭"‬الترند‭ ‬والشللية‭".‬

وهناك‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬خلق‭ ‬ترند‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التغطية‭ ‬والمكاشفة‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لما‭ ‬تسببه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬وانتقادات‭ ‬وصراعات‭ ‬داخل‭ ‬الوسط،‭ ‬وهذا‭ ‬الجانب‭ ‬معرض‭ ‬للمجاملات‭ ‬كثيرا‭ ‬لكون‭ ‬المصالح‭ ‬هي‭ ‬المسيطرة‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭.‬

وأضاف‭ ‬الهندال‭ ‬قائلاً‭: ‬أسوأ‭ ‬ماقد‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬كثرة‭ ‬المجاملات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬هو‭ ‬دخول‭ ‬البعض‭  ‬للوسط‭ ‬الفني‭ ‬دون‭ ‬تخصص‭ ‬علمي‭ ‬ودون‭ ‬مهارات‭ ‬وربما‭ ‬مهارات‭ ‬ضئيلة‭ ‬جدا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تكدس‭ ‬الوسط‭ ‬بأشخاص‭ ‬منتفعين‭ ‬غير‭ ‬نافعين‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬فنا‭ ‬ولا‭ ‬محتوىً‭ ‬أو‭ ‬قيمة،‭ ‬شأنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬كالإعلام‭ ‬والرياضة‭ ‬والثقافة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تراجع‭ ‬مستوى‭ ‬الفن‭ ‬وجمهوره،‭ ‬فيكون‭ ‬هناك‭ ‬خلط‭ ‬وغير‭ ‬فهم‭ ‬للفن‭ ‬ورسالته‭ ‬وقيمته‭.‬

ويرى‭ ‬الناشط‭ ‬الإجتماعي‭ ‬الكويتي‭ ‬عبدالمحسن‭ ‬حاجي‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬تعتبر‭ ‬الآن‭ ‬هي‭ ‬الأقوى‭  ‬بسبب‭ ‬اهتمام‭ ‬الجمهور‭ ‬بأخبار‭ ‬الفنانين‭ ‬قائلاً‭:  ‬أصبحنا‭ ‬جميعا‭ ‬نرى‭ ‬اليوم‭ ‬قوة‭ ‬المشاهير‭ ‬وانتشار‭ ‬آخر‭  ‬أخبارهم‭ ‬فقد‭ ‬باتت‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬الجمهور‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬لعزوف‭ ‬أغلب‭ ‬المتابعين‭ ‬والقرّاء‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭  ‬ومايحوم‭ ‬حولنا‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬الكثيرة‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬التقييم‭ ‬للصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬يُعد‭ ‬الأبرز‭ ‬محليا‭ ‬وعالميا‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمجاملات‭ ‬فهي‭ ‬لاتقتصر‭ ‬على‭ ‬الامور‭ ‬الأمور‭ ‬الفنية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬طريق‭ ‬الجميع‭ ‬للوصول‭.‬

واختتم‭ ‬حاجي‭ ‬حديثه‭ ‬قائلا‭: ‬لكنني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭  ‬كثرة‭ ‬المجاملات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬تعطي‭ ‬انطباعًا‭ ‬آخر‭  ‬

فهي‭ ‬تؤدي‭ ‬لعدم‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر‭.‬

وعن‭ ‬أهمية‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬قال‭ ‬لنا‭ ‬الصحافي‭ ‬ومعد‭ ‬البرامج‭ ‬الإعلامية‭ ‬والفنية‭ ‬أ‭. ‬حسين‭ ‬الصيدلي‭: ‬الصحافة‭ ‬كانت‭ ‬ولاتزال‭ ‬أحد‭  ‬الأركان‭ ‬المهمة‭ ‬لتطور‭ ‬المجتمعات‭ ‬ومقياساً‭ ‬للتقدم‭ ‬والحضارة‭ ‬في‭ ‬الدول،‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬الأعراف‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬مهنة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أخلاقيات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭  ‬وإذا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬مهنة‭ ‬الصحافي‭ ‬فلها‭ ‬أسس‭ ‬ومعايير‭ ‬كثيرة‭ ‬،‭ ‬أولها‭  ‬الصدق‭ ‬والأمانة‭ ‬والمهنية‭ ‬العالية‭ .‬

ومع‭ ‬انتشار‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬وظهور‭ ‬عددًا‭  ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ( ‬المستصحفين‭ ) ‬أو‭ ‬من‭ ‬يدعون‭ ‬أنفسهم‭  ‬بـ‭ "‬نقّاد‭ ‬وصحافة‭"  ‬في‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬اضطرت‭  ‬بعض‭ ‬الأقلام‭ ‬اللامعة‭ ‬للإنخراط‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬الموجة‭ ‬أو‭ ( ‬الهبّة‭ ) ‬ذاتها،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مجاملة‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬ممن‭ ‬يمتلكون‭ ‬قاعدة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭  ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭:( ‬مع‭ ‬الخيل‭ ‬يا‭ ‬شقرا‭ ).‬

وأضاف‭ ‬الصيدلي‭ ‬قائلاً‭: ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يزعزع‭ ‬موقف‭ ‬الصحفي‭ ‬المهني‭ ‬بسبب‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الإعجاب‭ ‬أو‭ ( ‬اللايكات‭ ) ‬من‭ "‬فانزات‭" ‬بعض‭ ‬الفنانين‭.‬

وأكد‭ ‬بأن‭ ‬كثرة‭ ‬المجاملات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬تعتبر‭  ‬طامة‭ ‬كبرى‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬موقف‭ ‬الصحفي‭ ‬هنا‭ ‬كبعض‭ "‬المطبلين‭"  ‬الذين‭ ‬يجاملون‭ ‬كونهم‭  ‬يسلكون‭ ‬طريق‭ ‬المدينة‭ ‬الفاضلة‭ ‬أو‭ ‬يستخدمون‭ ‬سلوكاً‭ ‬لتلطيف‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬الصحفي‭ ‬محسوب‭ ‬لفنان‭ ‬أو‭ ‬لـ‭"‬جروب‭" ‬فني‭ ‬معين‭ ‬،‭ ‬يسعى‭ ‬لتلميعه‭ ‬أو‭ ‬مجاملته‭ ‬رغم‭ ‬الأخطاء،‭ ‬وهذا‭ ‬مرفوض‭ ‬تماماً‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المهنية‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬لها‭.‬

الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأعظم‭ ‬المنابر‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬مساندة‭ ‬الفن‭ ‬الحقيقي،‭  ‬

هكذا‭ ‬استهل‭ ‬الشاعر‭ ‬الغنائي‭ ‬المصري‭ ‬محمد‭ ‬حجازي‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ "‬عالم‭ ‬الشهرة‭"‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية،‭ ‬التصدي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مُسيء‭  ‬للفن‭ ‬و‭ ‬الفنانين‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للمجاملات‭ ‬بالصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬وأضاف‭ ‬حجازي‭: ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬اطلاقاً‭ ‬أي‭ ‬مجاملات‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬فإذا‭ ‬أردنا‭ ‬ضمان‭ ‬تطوّر‭ ‬الفن‭ ‬الجميل‭ ‬واستمراره‭ ‬وُجب‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬أن‭  ‬تُقيّم‭  ‬الأعمال‭ ‬بكل‭ ‬مصداقية‭.‬

وأكد‭ ‬حجازي‭ ‬بأنه‭ ‬كثرة‭ ‬المجاملات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬للفنانين‭ ‬تؤدي‭ ‬للإضرار‭ ‬بالذوق‭ ‬العام‭ ‬و‭ ‬اختلال‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الأصول‭ ‬و‭ ‬الأعراف‭ ‬لدي‭ ‬النشئ‭ ‬الصغير‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يستمد‭ ‬معظم‭ ‬وعيه‭ ‬الفكري‭ ‬حالياً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ "‬السوشيال‭ ‬ميديا‭" ‬و‭ ‬الفن‭ ‬و‭ ‬الفنانين،‭ ‬لذا‭  ‬

لابد‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬الموضوع‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭ ‬لأنه‭ ‬يُعد‭  ‬خطرًا‭ ‬شديدًا‭ ‬على‭ ‬مجتماعتنا‭ ‬العربية‭. ‬وعن‭ ‬أهم‭ ‬أعماله‭ ‬قال‭ ‬حجازي‭: ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطربين‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬أعمالاً‭ ‬عدة،‭  ‬أما‭ ‬أحدث‭ ‬أعمالي‭ ‬فكانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أربعة‭ ‬أدعية‭ ‬مع‭ ‬المطرب‭ ‬اللبناني‭ ‬سعد‭ ‬رمضان‭ ‬ومع‭ ‬المطرب‭ ‬والفنان‭ ‬القدير‭ ‬أمير‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭ ‬عملت‭ ‬معه‭ ‬دعاء‭ "‬حلمت‭" ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬حظيت‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬بشهرة‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وتليق‭ ‬بسمعتي‭ ‬وسمعة‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬عملت‭ ‬معهم‭ ‬وتناسب‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭. ‬و‭ ‬أضاف‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أعمال‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المطربين‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا