الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
التدريب من دون توظيف.. هدر..!!
حينما اتصل بي مشكورا مسؤول الإعلام في هيئة المعلومات والحكومة الالكترونية، ليوضح لي طبيعة سير العمل في مشروع «المسح الوطني» إثر كتابتي عنه في مقال سابق، انتقل الحديث إلى مشروع «برنامج تنمية الكوادر التقنية»، المخصص لتدريب خريجي تقنية المعلومات.. وفي كل لحظة كنت أنتظر منه أن يكشف لي نتيجة التدريب، فما قال؟
إن الدفعة الأولى في البرنامج ضمت (81 شابا وشابة) من خريجي مجال وتخصص تقنية المعلومات، وقد تمكن البرنامج من توظيف (41 شخصا) في القطاع العام والقطاع الخاص، حيث تم توظيف (24) منهم في القطاع الحكومي، و(17) بالقطاع الخاص، وبقي (40 من الشباب البحريني) في طور الحصول على الوظائف، وقد تقدموا فعلا إلى المقابلات الوظيفية، وهناك حرص على استقطاب هذه الكفاءات، حيث ارتكز البرنامج على تأهيل المشاركين من خلال التدريب المكثف على رأس العمل في مختلف الإدارات التقنية بالهيئة وفي العديد من المجالات التقنية، وفي تعزيز القدرات وصقل المهارات الوطنية الشابة.
مثل هذه البرامج التدريبية النوعية، التي يتبعها فرص الحصول على الوظيفة، هي التي ينتظرها الشباب البحريني، فبعد سنوات التعليم المدرسي، وسنوات التعليم الجامعي، ثم سنوات التدريب المهني والإداري، وفي ظل الدعم المالي الحكومي، يبقى الحصول على «الوظيفة» هو الهدف الواجب الوصول إليه، وإلا فإن كل الجهود والأموال إن لم تحقق الهدف المنشود فهي تمضي في مسار غير سليم، وتكون النتيجة خريج جامعي وشهادات تدريب وباحث عن عمل..!!
البرامج التدريبية للخريجين البحرينيين في كافة قطاعات الدولة، التي تعلن عنها وتبادر بها مؤسسات الدولة، إن لم تحقق حلم الشاب الخريج في الحصول على الفرصة الوظيفية، فإنها هدر من نوع آخر.. هدر في الجهد والمال، وهدر لمشاعر ونفسيات الشباب الخريجين وأهاليهم.
ولذلك، فإن إعلان سعادة د. محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم، بأن الوزارة تعمل حاليًا على استكمال إجراءات المئات من المعلمين المستجدين الذين سيتسلّمون العمل في الميدان التربوي خلال ما تبقى من الفصل الدراسي والفصل الدراسي القادم، أمر طيب يصب في صالح الشباب الخريجين.
ولدى هيئة «تمكين» برنامج اسمه ((التدريب والتوظيف)) يهدف إلى الدعم التدريبي للباحثين عن عمل، لاكتساب المهارات والمتطلبات الأساسية لسوق العمل، وخلق فرص عمل مستدامة للكوادر البحرينية.. ومن الأهمية بمكان أن تعيد «تمكين» تقييم وتقويم البرنامج، من خلال دعم فرص ضمان التوظيف، حتى لا يكون برنامج التدريب نوعا من الهدر.
كما أن إعلان الدكتورة مريم الجلاهمة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية، تثبيت عقود 80 طبيبًا من الأطباء البحرينيين في مختلف التخصصات، من ذوي العقود المؤقتة، يؤكد أهمية التوظيف بعد التدريب، ويفتح سؤالا آخر وملحا، حول العقود المؤقتة للشباب البحريني في كافة مؤسسات الدولة، علما بأن إجمالي عدد الموظفين البحرينيين العاملين بعقود عمل جزئية أو مؤقتة في الحكومة يبلغ (305) موظفين، وفقا لإحصائية جهاز الخدمة المدنية.
التدريب من دون توظيف نوع من «الهدر»، وتنفيع لمراكز التدريب.. وتوظيف خريجي برنامج «تنمية الكوادر التقنية» نموذج للاستثمار السليم، ونتمنى أن يستمر، وتعمم تلك التجربة الناجحة على الجميع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك