إلى الشّاعرِ المبدعِ:
قاسم حداد في مدائنِ الشّعر
هي بواباتٌ من الضوءِ والحُلمِ
تقدمتْ خطواتُنا نحوها بالألقِ
وكانت عيونُ «البشارة» وليدةَ أوّلِ الخُطى
حيثُ «قاسم» يجوبُ شوارعَ وأزقةً ضيقةً،
يرمي بالبذورِ لصغارِ العصافيرِ
ويرمي فتاتَ الخبزِ للحمَامِ
وقربَ نافذةٍ تطلُّ على أزرقٍ
لا يغيبُ عن الذّاكرةِ
ونخلٌ يصلّي الفجرَ
قربَ أضرحةِ من غادروا المدينة
يا لها من نزوةٍ سقطَ فيها الفؤادُ
في شباكِ «الملائكة»
وفي عيونِ «أخبار المجنون»
كانت ليلى قد غسلتْ حناءَ ليلتِها الأولى
سجدتْ فوقَ ترابٍ لهُ رائحةُ الحكاياتِ
كان لها في الشّجرِ
سرُّ الغجرِ السّاهرينَ على موسيقى الحياةِ
وهو يدنو من القلبِ
ليشرعَ أجنحتِها في فضاءِ الحرّية
إنّهُ «قاسم حداد» الذي دوزنَ اللغةَ
في ثيابِ حداثةِ البوحِ
مشعلًا جهاتِ القصيدةِ
بفيضٍ يعتلي سماواتٍ سبعٍ
يعزفُ في هدوءِ الرّيحِ موسيقاه
وقبلَ التحاقِ النّوارسِ بأسرابِها
يخطُّ على صواري السفنِ ملحمتَهُ
التي أذابتِ الحصى في أوكسجين القصيدةِ
ولا يستسلمُ للاحتضارِ
«قلبُ الحبّ» هو في لغةِ السّنونو
عذبٌ لا ينشغلُ (بالفحمِ) وحدِه
ولا يستعيرُ ما لا يطاقُ من الغفلةِ،
فقد انحدرَ من الأصمِّ العالي في ربوعِ الفيافي
مستحضرًا كلّ أزاميلِ اللغةِ في دفاترِ القلبِ
كان لها عريسًا لا يتقنُ فنَّ الهروبِ
ولا يستحي من البوحِ الشّفيفِ في مناسمِ الجسدِ
وصلوا..
وهو على ترعةِ الماءِ يسقي (الفسيلَ)
وينسلُّ شعرُ غرائبِه في البحرِ تارةً
وتارةً يذهبُ مع الذاهبينَ
نحوَ بيتٍ ألفَ فيهِ صبيان وصبايا (المحرق)
حيثُ (بيتُ الرّحى)
ذلكَ الرّقصُ العفيفُ من الجدّاتِ ذواتِ الحكايا
صبيٌ هو
يدركُ ما يعنيهِ (الماءُ)
وما تعنيهِ طحالبُ المدنِ المكتظّةِ بالرّكضِ
في حومةِ الانشغال!
قالوا عن «عزلة الملكات»
لكنّهم لم يدركوا بَعْدَها
أنّها لعبةٌ لم تكسرْها مسافاتُ غربتِها
ولم يضيّعْها انحسارُ الموجِ عن البحرِ!!
«لقاسم» زفّتْ عرائسُ ما بعد الغيبِ
ليرسمَ ما بَعْدَها طريقًا للحياةِ
بين بوابتينِ
جنةٌ وقصيدةٌ لا تنامُ على الطلّ في موتِ الرّياحِ،
فرحٌ أدركهُ عمر «ليلى»
و«ليلى» في شعابِ بني عامر أدركتْ ولادةَ «قاسم»
فتقدّمَ «طرفة»
وشاخَ الشّعرُ في مدائنِ الشباب،
عريسُ «خولة»
فتى تقدّمَهُ الشّعرُ قبلَ أنْ يتقدّمَهُ الوطنُ العربيُّ
ليعدَّ صباهُ نبتةً أخرى «لجلجامش»
صولجانٌ يرمي بهِ سيدُ الحداثةِ
ليفتحَ «البكارة» من قصيدةٍ لا تنام.
من ديوان ذاكرة الماء
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك