يقول الكاتب الأمريكي ديل كارنيجي: «أنا مصمم على بلوغ الهدف.. فإما أن أنجح.. وإما أن أنجح»!
نعم، لكي ننجح علينا أولا أن نؤمن أنه بمقدورنا تحقيق النجاح، وأن نضعه هدفا لنا في الحياة، ونُصرّ على تحقيقه، تلك هي قناعة نور الهدى نادر الجلاس، الموظفة بالديوان الملكي، فقد قررت منذ طفولتها أن تصبح في المستقبل من النساء الناجحات، فكان لها ما أرادت بالصبر والمثابرة والجهد والاجتهاد. هي أول بحرينية وعربية تكون ضمن تشكيلة لجان المعهد الملكي البريطاني للعلاقات العامة في لندن، وعضو اللجنة الدولية ولجنة الاتصالات الداخلية به، تم تكريمها في ملتقى البحث العلمي الخامس للجامعة الأهلية بالتعاون مع جامعة برونيل البريطانية، وذلك عن مشاركتها برسالة الماجستير التي أهدتها إلى صاحب السمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، والتي حصلت عليها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
تجربتها أثبتت أن المرء قد ينظر إلى خارج نفسه بحثا عن الصلابة، ليكتشف أنها تأتي من داخله، وأن المرأة تتمتع بإرادة فولاذية تمكنها من النهوض في أي مرة تتعرض فيها لأي تحدٍ أو محنة، ومن وضع قدمها على أول طريق النجاح مرة أخرى.
اختارت موضوع رسالتها للماجستير عن قضية مهمة طالما شغلتها، ألا وهي إدارة الأداء، التي تجدها أمرا أساسيا لا بد من توافر أدواته لدى أي جهة، وهي تعني ترجمة عملية لكافة مراحل التخطيط ليس باعتبار ذلك هدفا في ذاته بل كوسيلة لتحقيق غايات ونتائج محددة، الأمر الذي يسهم في اكتشاف المشكلات مبكرا وإيجاد حلول لها من خلال المراقبة المستمرة التي توفرها الإدارة في المؤسسة.
حول هذه التجربة كان الحوار التالي:
في أي مرحلة تم تحديد هدف في الحياة؟
لقد حددت هدفي في الحياة منذ طفولتي، وكان مجرد تحقيق النجاح في أي مجال، وأن أصبح سيدة أعمال لها شأن في المجتمع، وبالفعل سعيت نحو تحقيق ذلك بكل قوة وإصرار، وشجعني على ذلك نشأتي وسط أبوين داعمين طوال الوقت، ومحبين للنظام والانضباط في كل شيء، حيث كان والدي -رحمه الله- يعمل في السلك العسكري لدى وزارة الداخلية الإماراتية، صحيح أنه توفي وعمري ثماني سنوات وكان ذلك من أصعب التجارب التي مرت عليّ، إلا أنني ورثت عنه الكثير من المبادئ والقيم العظيمة التي مكنتني من تحقيق طموحي العلمي والعملي، فضلا عن دعم والدتي التي تتمتع بالكثير من القوة والإرادة، والتي كانت وراء ترابط أفراد أسرتنا بشدة فيما بينهم، الأمر الذي أسهم كثيرا في صقل شخصيتي وفي مسيرتي بشكل عام، هذا فضلا عن تشجيع الوالدين المستمر ومنذ نعومة أظافري على الممارسة وتنمية أي موهبة لدي، وأهمها فن الرسم الذي عشقته بصورة لافتة.
ماذا عن ميولك العلمية؟
منذ الصغر وأنا أميل لدراسة المسار العلمي، وخاصة مادتي الرياضيات والأحياء، وبعد الانتهاء من مرحلة الثانوية العامة اخترت دراسة تخصص العلوم المالية والمحاسبية في جامعة البحرين، وأثناء هذه المرحلة بدأ مشواري مع وزارة الثقافة والإعلام حينها، حيث أسهمت في تأسيس مهرجان تاء الشباب، وكنت أول من قدم نشرة ثقافية بتلفزيون البحرين، وقد كان أدائي في مجال الإعلام محل تقدير وإعجاب المسؤولين في الوزارة على رأسهم الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، حتى أن البعض اقترح عليّ تحويل مساري إلى الحقل الإعلامي والعلاقات العامة، ولكني فضلت أن أمارس هذا العمل كهواية أو بشكل تطوعي.
أهم الإنجازات الإعلامية؟
من أهم الإنجازات في حقل الإعلام عملي لدى وزارة الثقافة والإعلام من خلال مهرجان تاء الشباب، وعملي كمذيعة برامج ثقافية تتعلق بهذا المهرجان وبربيع الثقافة، كما شاركت في التغطية الإعلامية لانتخابات 2010، وكانت بالنسبة إليّ خبرة جديدة وتجربة مميزة أضافت لي الكثير، كذلك كنت من أوائل الذين قدموا نشرة ثقافية بتلفزيون البحرين، كل ذلك أهلني إلى الانتقال للعمل لدى الديوان الملكي وذلك منذ 14 عاما تقريبا، وقد كان اعداد رسالة الماجستير من المحطات المهمة في مشواري.
ماذا عن موضوع الرسالة؟
لقد قررت الحصول على رسالة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال، ولله الحمد تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، وكانت تحت عنوان «استكشاف إدارة أداء المؤسسات غير الحكومية.. الاتحاد البحريني لألعاب القوى كدراسة حالة»، وكانت محطة مهمة في مشواري، حيث فتحت عيناي على كثير من الأمور في الحياة بشكل عام، وجاء اختياري لهذا الموضوع بسبب تجربة أخي البطل الرياضي الذي كان لاعبا سابقا في المنتخب الوطني لألعاب القوى، وبطل الأندية في رمي الجلة أربعة مواسم متتالية، لذلك مثل لي دافعا للاهتمام بالإنجازات والبطولات التي حققها الاتحاد البحريني تحت قيادة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، ولأخي قصة ملهمة في هذا الشأن.
وما هي تلك القصة الملهمة؟
أعتبر أخي يوسف البطل الرياضي مصدرا لقوتي ولطاقتي في الحياة، ونموذجا يحتذى به في الصلابة، فقد حدث أن أصيب بإصابات متكررة في الركبة، وخضع لعدد من العمليات الجراحية تضمنت الغضروف والرباط الصليبي، وكذلك قطع العظم، وشاء القدر أن يتعرض بعد ذلك لحادث مروري أدى إلى بتر الساق، وبرغم كل ما مر به إلا أنه يتمتع بإرادة فولاذية، حتى أنه ينوي استكمال المسيرة، ويعد نفسه حاليا لاستئناف مشواره الرياضي المشرف، وهو من اقترح على إعداد رسالة الماجستير عن الاتحاد البحريني لألعاب القوى وبمنتهى الحماس.
ما سر حماسه لهذا الموضوع تحديدا؟
جاء حماسه لهذا الموضوع تحديدا نظرا إلى إعجابه الشديد بالنقلة الرياضية المهمة التي حدثت لأم الألعاب وهي ألعاب القوى، ولتقديره اللامتناهي لإنجازات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في المجال الرياضي بشكل عام، والتي أصبحت تمثل طفرة في هذا المجال نالت إعجاب الجميع، من هنا جاء اقتراحه للمضمون، وبالفعل تحمست شخصيا للفكرة بشدة مثله تماما، وكان هدفي هو تحديد العوامل المساعدة في إدارة الأداء لدى الاتحاد البحريني لألعاب القوى على وجه الخصوص، وذلك من خلال دراسة استكشافية تطرقت فيها إلى عاملين مهمين.
ما هما؟
العامل الأول هو التأثير السياسي لإدارة الأداء لصاحب الجلالة المعظم الملك حمد بن عيسي آل خليفة، انطلاقا من اهتمامه الشديد بالقطاع الرياضي ودعمه بشدة، وشخصيا أجد مشروع جلالته الإصلاحي نموذجا حيا ومثاليا لإدارة الأزمات بشكل عام، والعامل الثاني يتعلق بالنمط الإداري الذي تميز به سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة الذي رسخ مبدأ ونظرية القيادة بالقدوة، وقد استفدت شخصيا من هذه الرسالة بصورة عملية خاصة فيما يتعلق بالمقترحات التي قدمتها من خلالها، إلى جانب مساهمتها في إلمامي بعوامل النجاح، وبآلية التقييم، وتصحيح المسار.
تجربتك مع المعهد الملكي للعلاقات العامة ببريطانيا؟
أثناء عملي بالديوان الملكي حصلت على دبلوم احترافي في العلاقات العامة من المعهد الملكي للعلاقات العامة ببريطانيا، وبعدها أصبحت عضوا باللجنة الدولية به، والتي تعتبر من أكبر اللجان، كأول بحرينية وعربية تحقق هذا الإنجاز المهم والعالمي، علما بأنني حصلت على أغلبية الأصوات من بين المترشحين لهذه العضوية، وأسعى حاليا للاستفادة من الدور الرائد للمعهد، ومن ثم تقديم صورة مشرفة لوطني عبر ذلك.
في أي مجال يمكن الاستفادة من عضوية تلك اللجنة؟
لا شك أن عضوية هذه اللجنة تمنح صاحبها تأثيرا إيجابيا في كثير من المجالات المهمة، في مقدمتها مجال الاتصال الاستراتيجي، وأود هنا أن أثني على تشجيع ودعم الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي الذي يعتبر من أشد الحريصين على تطوير الكوادر الوطنية بالديوان وجعلها واجهة مشرفة للمملكة سواء في الداخل أو الخارج.
وعن حلمك القادم؟
الأحلام لا تتوقف كما أن الطموحات تظل بلا سقف طالما حيينا، ولعل أهم ما أتمناه في العهد القريب هو أن أتمكن من بذل أقصى جهد لخدمة وطني، وأقف في ذلك جنبا إلى جنب صناع القرار، وأن أوظف وأستثمر خبراتي المتنوعة عبر مشواري بما يدعم الاستراتيجيات الوطنية، ويخدم رؤية المملكة المستقبلية على مختلف الأصعدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك