الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
إلى الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي
السيد الفاضل رشيد محمد المعراج رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي.. السيدة الفاضلة إيمان مصطفى المرباطي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الاجتماعي.. تحية تقدير وامتنان.. ورسالة إنسانية عاجلة.. نثق بأنها ستنال منكما كل الحرص والاهتمام.
مواطن بحريني توفي في 19 يناير الماضي، وتقدمت عائلته بطلب صرف المعاش التقاعدي في 6 فبراير.. العائلة البحرينية مكونة من أم وثلاث بنات.. جميعهن بلا عمل.. طرقن كل الأبواب.. راسلن كل الجهات.. اشتكين عند معظم المسؤولين.. خاطبن الكثير من منصات «التواصل» الرسمية والمجتمعية.. لعل وعسى يستجيب لهن أحد، أو أن يرأف بحالهن أحد.. ولكن من دون جدوى.. والجواب: «المعاملة في الإجراء»..!!
لا يطالبن بامتياز.. ولا يناشدن من أجل استثناء.. ولا يكتبن لرغبة في مكافأة.. ولا يتطلعن إلى زيادة.. كل ما يحلمن به، وكل ما يطمحن إليه، هو سرعة صرف المعاش التقاعدي لوالدهن المتوفى.. فقد طال انتظارهن 4 أشهر.. وخلالها تراكمت عليهن الالتزامات، وغلقت أمامهن السبل، وضاقت فيهن «الوسيعة».. فإلى من يلجأن؟ وإلى من يشتكين؟
حينما طالعت وقرأت موقع وأدبيات الهيئة، وجدت أن (رؤية الهيئة) تسعى إلى التميز في جودة الخدمات واستدامة المزايا التأمينية.. و(رسالة الهيئة) تهدف إلى ضمان الطمأنينة والاستقرار الاجتماعي، وتقديم خدمات تأمينية عالية الجودة للجميع.. ومن (مسؤوليات الهيئة) تطبيق القانون رقم (13) لسنة 1975 بشأن تنظيم معاشات ومكافآت التقاعد لموظفي الحكومة.. وأن (قيم الهيئة) ترتكز على: الثقة، المسؤولية، الجودة، الطمأنينة والاستقرار الاجتماعي، الإبداع، التكامل.
كل ذلك الكلام والأدبيات الجميلة، قد تنطبق على معظم أعمال وجهود الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، ولا نريد أن نبخسها حقها، ولا أن نتجاوز في تقييمها والحكم عليها، ولكننا أمام حالة إنسانية، تطالب بصرف حقوقها وليس أمرا آخر.. ونحن في زمن التحول الرقمي، والإنجاز الإلكتروني، ونسعى نحو تطبيقات واستثمار الذكاء الاصطناعي، وليس من المعقول ولا المحمود أن ننتظر عائلة بحرينية لها كل تلك الظروف، مدة 4 أشهر من أجل صرف حقها المستحق.
منظومة العمل الإلكتروني والتطور التكنولوجي والتحول الرقمي، إن لم تحقق إنجاز المهام بكل سرعة ودقة، فهي بحاجة إلى مراجعة وتقويم.. وكما أن التقدير والتشجيع من مميزات الإدارة الناجحة، التي تدفع الموظفين نحو المزيد من الإنجاز والتنافسية، وتشعر الناس وجمهور المشتركين بفاعلية الأداء وجودة الخدمة.. فإن تصحيح المسار، وتعديل الإجراء، وتسريع العمل، ومحاسبة المقصر، من مميزات الإدارة الناجحة كذلك.. والهيئة العامة للتأمين الاجتماعي مؤسسة عريقة، تخدم الناس، وأمينة على حقوقهم واستدامتها.
سعادة الأستاذ رشيد المعراج.. سعادة الأستاذة إيمان المرباطي.. أدرك أن المسؤوليات كثيرة، والأولويات عديدة، والطموحات كبيرة، والتحديات عظيمة.. ولكننا أمام حالة واحدة، ولا أتمنى أن يكون هناك غيرها، تستوجب سرعة الإنجاز، وتستلزم المتابعة، انطلاقا من حرصكما المعهود، وجهودكما المخلصة.. وأملنا فيكما كبير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك