في مستهل رسم معالم هذا الحوار الذي طال انتظاره مذ كان عمري 14 ربيعًا، أصبت بالحيرة كيف أبدأ وكيف أنتهي لأن ضيفي اليوم قائد مسيرة فكرية عميقة وجيشه مؤلف من كلمات، وهو يؤمن بأن اللغة وبيانها وبدايتها عنده لا تصير شعرا ما لم تقرأها امرأة.
على مشارف الجليل الفلسطيني حيث تبدو السماء أقرب والصلوات أعمق والكائنات أكثر ألفة ومودة، في بيت من حجر وطين وُلِدَ ضيفنا الذي اختارته مجلة نيوزويك العربية من بين 43 شخصية عربية هم الأكثر تأثيراً في العالم العربي، وتم اختياره من قِبل مجلة أرابيان بزنس من بين المائة شخصية الأكثر تأثيراً في الوطن العربي، حاور أكثر من 4 آلاف شخصية سياسية وفنية وهو أول عربي يُمنح الجنسية الفلسطينية.
الإعلامي والشاعر اللبناني القدير زاهي وهبي الذي نشأ متأثرًا بوالدته السيدة رسائل وتعلم منها الكثير من الحكمة والشجاعة ، نجم "خليك بالبيت" و "بيت القصيد".. ضيفنا لهذا الأسبوع في "عالم الشهرة"..
زاهي وهبي.. نرحب بك في "عالم الشهرة" صفحتنا الأسبوعية لدى "أخبار الخليج" الصحيفة الأولى في البحرين..
- بداية سعداء بوجودك بيننا اليوم..
يسعد قلبك وروحك
- من هو زاهي وهبي بين الماضي والحاضر في سطور؟ وما الذي تغير فيك؟
هو الإنسان أولاً بكامل فطرته وبكل ما اكتسبه على مر السنوات والتجارب، والإنسان الحقّ يتغير كل يوم، لأن كل يوم يمر علينا، يضيف لنا جديداً من التجربة والمعرفة والأهم وسط هذه التجارب والمتغيرات ألا يفقد الإنسان إنسانيته، لأننا متى فقدناها فقدنا كل شيء، وبات كل شيء بلا معنى وبلا جدوى.
الأمس هو كل جرى لنا، اليوم هو كل ما يجري، والغد هو مزيج من الأمس واليوم مضافاً إليه ما سوف يحمله إلينا في الأيام المقبلة.
- بمن تأثر زاهي وهبي؟
باكراً بدأت القراءة، منذ طفولتي وأنا ألتهم الكتب التهاماً، بدايتي كانت قراءات مدرسية وبعض السير والقصص الدينية، ثم قراءات في الأدب التقليدي والروايات الكلاسيكية، ففي عمر العاشرة كنت قد أنهيت قراءة معظم الروايات المعروفة آنذاك، ثم تعرفت لاحقاً إلى شعراء جنوب لبنان وفلسطين، ومن ثم شعراء الحداثة الشعرية، لكني أحببت بوجه خاص شعر محمود درويش ومحمد الماغوط وغادة السمّان.
أما إعلامياً فلم يكن لدي مثال أعلى أو أيقونة، لأن الإعلام لم يكن من أحلامي وطموحاتي، حلمي الدائم كان أن أصبح كاتباً ومع ذلك فقد أحببت كثيراً الإعلامي حكمت وهبي الذي كنت أتابعه بشكل دائم عبر راديو مونت كارلو، فقد كان إعلامياً متميزاً وساحراً لكننا فقدناه باكراً للأسف.
- الشعر والإعلام جناحيك فكيف وفقت بينهما وأيهما الأقرب إليك؟
العمر يشبه النهر، الولادة هي المنبع والموت هو المصبّ، النهر يجري وتصبّ فيه روافد كثيرة لكن من المستحيل تمييز مياه النهر من أي رافد هي، كذلك عمر الإنسان، بين المهد واللحد تكثر الروافد التي هي التجارب والمهن والحالات المتعددة التي يعيشها الكائن البشري.
في حالتي الشعر والإعلام هما رافدان أساسيان، ويصعب عليَّ بعد كل تلك السنوات أن أفصل الشاعر عن الإعلامي والعكس صحيح، لكن ما أستطيع قوله إن الإعلام مهنتي بينما الشعر هو حياتي. شاشة التلفزيون شاشة للجماعة، نحاول من خلالها إرضاء مختلف الأذواق، بينما الورقة البيضاء شاشة فردية نكتب عليها فقط ما يرضينا.
الشعر بالنسبة لي ليس مجرد قصيدة تُكتب أو كتاب يُنشَر أو أمسية تُقام، الشعر عندي أسلوب حياة، نمط عيش، طريقة تعامل مع الكائنات والوجود، حساسية خاصة تجاه العالم، باختصار: أحيا شاعراً.
- البيئة الريفية وتأثيرها عليك..
وُلِدتُ في بيئة شاعرية بكل ما للكلمة من معنى ففي بلدتي عيناثا الجنوبية على مشارف الجليل الفلسطيني تبدو السماء أقرب، والصلوات أعمق، والكائنات أكثر ألفة ومودة، خرجت إلى الدنيا في بيت من حجر وطين، كان ثمة ينبوع ماء يتفجّر ربيعاً داخل البيت، وكنا نحفر مجراه قرب الفِراش كي تتدفق المياه العذبة البِكر إلى الخارج، كانت عصافير السنونو تبني أعشاشها داخل بيتنا، فمن المعروف أن السنونو يبني عشّه من طينَ وقشٍّ وماء، لذا تستهويه البيوت الحجرية والترابية لأنها تلائمه أكثر، لذا أردد دائماً أن أول صديقين لي هما ينبوع ماء وعصفور سنونو، وَمَن مثلي حَظِيَ بطفولة فريدة مماثلة؟ أشعر أحياناً أن قصيدتي تولدُ بِكراً كذاك الينبوع، وأن كلمتي تغرّد مثل عصفور، وحتى اليوم لا تزال رائحة الأرض والتراب بعد الشتوة الأولى هي عطري المفضل، أقول في قصيدتي "أضاهيكِ أنوثة":
في وجهي ندوبٌ
وفي أنفاسي رائحة طينٍ عتيق
طويلاً أمطرتْ فوق رأسي
بَلَّلَتْني أناشيدُ الرعاة
وكنتُ أنهرُ الغيمة والساقيةَ
أُراقِصُ النارَ الغانيةَ في الحطب
تأخذني الزوابعُ إلى مخدعها.
يقولون جُنَّ الحزينُ،
أصابَهُ مَسٌّ من يديكِ
أقولُ لأني عرفتكِ
ضحكتي غابرة وشُبَّاكي قمر
أصنعُ في خيالي ما أشاء
عربةً سحريةً وجنِّيات
أقهقهُ زخاتِ مطر(...)
أول عربي يُمنح الجنسية الفلسطينية
- زاهي وهبي أول عربي يُمنح الجنسية الفلسطينية.. شعورك تجاه هذا التقدير؟
أعتز وأفتخر بهذا التشريف، أحمل الجنسية الفلسطينية باسم فلسطين، كل فلسطين، باسم شهدائها وشعرائها ومقاوميها وأسراها، وبفرح غامر يفوق الوصف.
- اختارتك مجلة نيوزويك العربية من بين 43 شخصية عربية هم الأكثر تأثيراً في العالم العربي، وتم اختيارك من قِبل مجلة أرابيان بزنس من بين المائة شخصية الأكثر تأثيراً في الوطن العربي..
اختيارات مبهجة ومفرحة تشعرني بمسؤولية كلمتي وموقفي من مختلف القضايا العربية، وأسعى دوماً كي أساهم بكل ما استطعت إليه سبيلاً في رفع مستوى الوعي الفردي والجماعي، وتقديم ما يخاطب العقول والأفئدة، ويشجع على المزيد من الثقافة والمعرفة.
- بين القصائد المقروءة والمُغناة وإيقاع الموسيقى ووزن الكلمة،، كيف توصل رسائلك للعالم؟
لست من المثقفين العاجيين الذين يقيمون في الأبراج العالية، أسعى بكل الوسائل الممكنة كي تصل كلمتي إلى الناس، نحن نعيش في عصر انحسرت فيه القراءة وانصرف الناس إلى همومهم المعيشية، وإلى وسائل التواصل الاجتماعي، لذا أبذل كل جهد مستطاع من خلال التلفزيون ومواقع التواصل والأمسيات والمحاضرات كي تكون كلمتي وقصيدتي حاضرتين لدى مَن يهمه الأمر.
ومن حسن حظي أن عدداً من الفنانين الراقيين قد غنوا قصائدي من المشرق والمغرب العربيين، ومنهم: مارسيل خليفة، أحمد قعبور، أميمة الخليل، هبة القواس، عبير وليال نعمة، جاهدة وهبة، ميس حرب، فايا يونان، محمد المرباطي، بيدر البصري، زينب أفيلال وسواهم.
- بعض الرسامين والمصممين حولوا قصائدك للوحات ومجوهرات وأزياء.. فماذا يعني لك ذلك؟
يعني أن القصيدة ملهِمة وموحية وتفتح نافذة جديدة في الخيال، هذا الأمر يسعدني جداً، لأن القصيدة لا تعود وقفاً على الكتاب، بل تغدو جزءاً من الحياة اليومية للناس، جزءاً من الملبس والمنظر، علماً أن التفاعل والتلاقح بين الفنون مثمر ومنتج، ويضيف إلى الإبداع الإنساني إبداعاً.
ثم.. هل أجمل من أن ترتدي امرأةٌ قصيدةً؟
رسائل زاهي وهبي وعلاقته بـ"السوشيال ميديا"
- موجود لكنك لست غائب عن "السوشيال ميديا" فكيف تحافظ على بقائك وخصوصيتك في الوقت ذاته؟
أعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله، "السوشيال" ميديا باتت جزءاً مهماً في حياتنا اليومية وجزءاً كبيراً من عملنا، ولا يمكن لنا الغياب عنها، لكن في الوقت نفسه لا أتركها تفترس وقتي وعمري، أخصص جزءاً من يومي للنشر عبرها والرد على الأصدقاء والمتابعين من دون التخلي عن التواصل الإنساني المباشر والضروري مع الأحبة والأصدقاء في الحياة الواقعية، إذ لا يمكننا أبداً أن نحيا في الفضاء الافتراضي!
- هل يرى الشاعر الأماكن والأشخاص والذكريات بنفس الطريقة التي يراها فيها سواه؟ وهل "الحنين يُرى"؟
أحياناً نرى الحنين على هيئة شخص أو مشهد يعيدنا في الزمن إلى الماضي الذي نحنُّ إليه، وأحياناً يُشمَّ عبر عطر أو رائحة تنقلنا عبر الزمن إلى الوراء، هبّة عطر واحدة تفتح كتاب الذكريات صفحة صفحة، ليس للحنين شكل واحد، بل أشكال متعددة، وما يميز الشاعر عن سواه أنه يرى ما لا يراه الآخرون.
- لطالما كتبت رسائل حب فما هي أجمل (رسائلك) المكتوبة؟
لا القصائد توقِفُ حرباً، لا الأغاني تُرجِع الغائبين. نكتبُ لِنَحيا.
- قلت في أحد اللقاءات أنك لا تخشى المجهول.. ثم قلت (لست قويًا فأنا هش جدًا وأتأثر بسرعة)..
نعم لا أخشى المجهول، ولا أخشى الموت، أخشى المرض والعجز، ليس أقسى وأمرّ من أن يصبح المرء عالةً على الآخرين حتى لو كانوا أهله وأبناءه، أشعر أنني مزيج من صلابة محارب سابق وهشاشة شاعر رقيق، ولا أرى في الأمر غرابة.
المجهول يحمل في ثناياه آفاقاً جديدة وأموراً غير متوقعة، وفي إحدى قصائدي أقول: "تسعدني إقامتي الدائمة في الاحتمال". أي في احتمال أن يحدث في كل لحظة أمر جديد وجميل، يقول الإمام علي بن أبي طالب: "كلُّ متوقعٍ آتٍ، فتوقَّع ما تتمنى". وهكذا افعل كي يصير المجهول جميلاً.
المرأة والحب في حياة زاهي وهبي
- وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.. هل تؤمن بهذه المقولة؟ ومن هي المرأة العظيمة في حياتك؟
أظن الأمر مرتبط بظروف ونشأة كل رجل، في حالتي نعم المقولة صائبة، أمي هي أعظم نساء حياتي، وإن كان لما أنا عليه اليوم أي معنى، فالفضل، بعد الله، يعود للسيدة رسائل فضل الله، أمي التي علمتني الحكمة والخفر والشجاعة، والتي أسميتها في القصيدة: أول الينابيع، خاتمة النساء.
لكن طبعاً ثمة نساء أخريات تركن بصماتهن على كتاب حياتي.
- جيشي مؤلف من كلمات وقصائد وأشعار.. لستُ محتلاً همجيًا.. (كلام جميل جدًا).. ولكن؛ هناك من يرى الحب احتلال فكيف يراه زاهي وهبي؟
هو مزيج من كل شيء، احتلال واستقلال، عبودية وحرية، أرض وسماء، شوك وعطر، الحب اختلاط مشاعر ورغبات، يحررنا من عقد كثيرة ويحبسنا في سواها، يطلق مشاعرنا على مداها ويسجننا في قلب واحد، يميتنا ويحيينا. وعلى مذهب جلال الدين الرومي: مُت في الحب كي تحيا فيه.
- ما لذي يحفظ أبجدية البقاء من وجهة نظرك لكل إنسان؟ ولكل مُلهم سواء أكان (شاعر أو إعلامي أو كاتب أو فنان)؟ ومتى يموت بقاءه؟
الصدق، الصدق مع الذات ومع الآخرين. حين تكون الكلمة صادقة تبقى أما التكلّف والتصنّع فيذهبان جُفاءً. ما ينفع الناس هو الذي يبقى، أعني ما يعبِّر عن الإنسان ومشاعره وأحاسيسه بصدق بعيداً من المجانية والاستعراضية والاستهلاك.
أنظري لكل ما بقي من قصائد الأسلاف الغابرين، تجدين أنه ما عبّر حقاً عن دواخل الإنسان وأحلامه وتطلعاته، وهذا ما جعل تلك القصائد عابرة للزمان والمكان لتلامس وجدان الإنسان أينما كان.
الحياة والضمير والإنسانية اليوم..
- قضايا إنسانية كثيرة في المجتمعات جوع وفقر وحروب وطفولة مشرّدة تائهة وسط ذلك كله،، فهل ترى أن "مشاهير السوشيال ميديا" أعطوا تلك القضايا حقها في نشر الوعي؟
السؤال يضمر إجابته، قطعاً لا.
للأسف "الثقافة" الاستهلاكية هي الطاغية، والمظاهر التافهة هي الشغل الشاغل، أما قضايا الناس الجوهرية، الحروب والفقر والبطالة والأمية وسواها ففي مكان آخر تماماً، من دون أن ننفي وجود بعض الأصوات والمنابر الصادقة في التعبير عن تلك القضايا، أما الأعمّ الأغلب ففي حالة انفصال تام عن هذا الواقع.
- هناك من يرى ويتأثر وهناك من يرى وكأنه لم يرى، فما مدى تأثير الصور والذكريات في حياة زاهي وهبي؟
أحياناً تدمع عيناي أثناء مشاهدة فيلم سينمائي، أو خلال متابعة مشهد في نشر أخبار، الصور مؤثرة جداً، ولولا الصور مثلاً لما انتفض شباب العالم وطلابه لأجل غزة وفلسطين. لا يمكن الاستغناء عن الصورة لكن الخطر كامن في التعود أو الاعتياد. حين تتكرر الصور يُخشى من تحولها أمراً مألوفاً وعادياً وهنا الطامة الكبرى.
- الضمير ما مدى حضوره اليوم؟
الضمير هو المنبه وجرس الإنذار وهو الصوت الداخلي الذي يدلنا على الخطأ ويحذرنا منه، ويرشدنا إلى الصواب ويدفعنا نحوه وإذا مات الضمير مات كل ما عداه.
- مالذي تعلمته من الحياة؟
تعلمت أن الحياة نعمة إلهية جميلة، بمقدرونا جعلها أجمل وفي الوقت نفسه أنها لا تستحق كل هذا الجشع والطمع والحروب والصراعات التي يفتعلها البشر، الحياة تتسع للجميع.
- هل تؤمن بقوة كلمتك؟ وما أهمية الرأي بالنسبة لك؟
طبعاً أؤمن بكلمتي وبقوتها، ولولا هذا الإيمان لما كتبتُ حرفاً واحداً.
أما بخصوص الرأي فأنا على مذهب الإمام الشافعي القائل: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
مؤلفات ونقد..
- كم بلغ عدد مؤلفاتك حتى الآن؟ هل لديك مؤلفات في دور نشر بحرينية؟
مؤلفاتي الشعرية والنثرية، بما فيها المختارات الشعرية، بلغت ٢٣ كتاباً، صدرت لي مختارات شعرية في كل من: القاهرة، الجزائر، عمّان، بيروت وباريس، ويسعدني طبعاً حصول تعاون مع إحدى دور النشر البحرينية، لكن حتى الآن لم يحصل.
- ألم تفكر بكتابة سيرتك الذاتية؟
يشجعني معظم أصدقائي على هذا الأمر، وأفكر بالكتابة، لا سيما أن حياتي حافلة بالأحداث والمواقف، وقد عشت وشهدت معظم المراحل التي عاشها ويعيشها بلدي لبنان والوطن العربي على مدى نصف قرن وأكثر من الزمن.
- هل تتلقى انتقادات من البعض عمّا تكتب؟ وكيف تتعامل مع خصومك؟
من البديهي أن يكون هناك نقد، ولو لم يوجد النقد لكان علينا إيجاده، النقد المقترن بالحب والحرص يسعفنا على التقدم والتطور أما النقد المجاني فمن السهل تجاوزه وتجاهله، أفرح بكل من يكتب لي رأياً حتى لو تضمّن نقداً لما أكتب، وأشكر كل مَن يدلني على خطأ كي أصوبه.
بصراحة مطلقة لا خصوم لدي، قد يكون هناك مَن يخاصمني أما أنا فلا أخاصم أحداً، لدي جملة تقول: "لا متّسع في قلبي لذرّة كراهية.. ممتلئ بمن أحبهم".
برامج ولقاءات..
- ألا تفكر بعودة “خليك بالبيت”؟ وهل وجدت نفسك في “بيت القصيد"؟
لا أعتقد، برنامج "خليك بالبيت" كان ابن زمانه ومكانه، وكذلك "بيت القصيد"، كلاهما أصبح من الذاكرة التلفزيونية، ويسعدني أن مقتطفات منهما لا تزال موضع تداول حتى يومنا هذا، مثلما يسعدني أن البرنامجين عاشا ربع قرن من الزمن (خليك بالبيت ١٥ عاماً، بيت القصيد ١٠ أعوام).
ما أفكّر به حالياً برنامج جديد يتماشى مع زماننا الراهن، ويراعي المستجدات في عالم الميديا، مع الحرص على تقديم محتوى راقٍ وعميق وسلس في الوقت نفسه.
- حاورت عمالقة الفن والأدب ورؤساء وسياسيين فمن هي أكثر الشخصيات التي استمتعت بمحاورتها، ومن تمنيت استضافته في برنامج "خليك بالبيت"؟
لا أستطيع تحديد أسماء معينة.. لقد حاورت حتى اليوم في الصحافة والتلفزيون أكثر من ٤ آلاف شخصية واستمتعت بمحاورة معظم هؤلاء، الوطن العربي منجم للمبدعين في الفن والأدب وثمة المئات ممن أتمنى محاورتهم.
- على مستوى الصحافة والإعلام في مملكة البحرين.. من سبقني إليك في حوار مفتوح؟
على مستوى الإعلام المرئي استضافني تلفزيون البحرين قبل أكثر من عشرين عاما، أما على مستوى الصحافة الورقية فأنتِ أول من يستضيفني اليوم من خلال صحيفة "أخبار الخليج".
ختامها مسك..
- السيدة، رسائل.. (رحمها الله) ماذا تقول لها اليوم؟
التي ودَّعتني في الصباح
بضفيرةٍ قليلةٍ
ويدين من دعاء
حفرتْ ظلاً على الحائط
أوقدتْ ناراً صغيرةً لأجلي.
ساكنةُ العتبة أمي
رافقتْني إلى الباب،
عُدْ باكراً قَالَتْ
علٌَقتْ في زندي شمساً
وأحدَ عَشَرَ كوكباً.
صديقةُ الرُّقيَّات
مسحتْ جبيني بزيت راحتها
ضئيلةُ القامةِ،
عباءتُها غابة، عصفورةُ حنان.
المسكونةُ بالأرواح الطيبة والأولياء
دمعتُها طريقُ العين
مَرَّةً ذرفتْ حقلاً،
مَرَّةً صوتُها المساء.
خادمةُ الهيكل،
يَدُها مشكاة
نَذَرْتْ خبزاً وملحاً لغيابي
حافيةً ملأت الحقل سنابل.
جارةُ السنونو،
منديلُها البحيرة
ماءٌ دافقٌ على المنحدرات
مَرَّةً عانقتْني
نَبَتَ قمحٌ في شرفتها،
ونزلت سماء.
طاحونةُ الضحك أمي،
نافورةُ ماء
أولُ الينابيع،
خاتمةُ النساء.
- كلمة أخيرة تود قولها..
شكراً لصحيفة "أخبارالخليج" وصفحة "عالم الشهرة" على الاستضافة وشكرا لك ولأسئلتك الجميلة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك