العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

فرحي حزين.. تُزهرُني عيناكِ وتكْسِرُني عيونُ الضحايا.. زاهي وهبي فـي ضيافة «عالم الشهرة»
زاهي وهبي لـ«عالم الشهرة»: «أخبار الخليج» أول صحيفة ورقية تستضيفني في البحرين

حاورته‭: ‬فاطمة‭ ‬اليوسف‭ ‬

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬مستهل‭ ‬رسم‭ ‬معالم‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬انتظاره‭ ‬مذ‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬14‭ ‬ربيعًا،‭ ‬أصبت‭ ‬بالحيرة‭ ‬كيف‭ ‬أبدأ‭ ‬وكيف‭ ‬أنتهي‭ ‬لأن‭ ‬ضيفي‭ ‬اليوم‭ ‬قائد‭ ‬مسيرة‭ ‬فكرية‭ ‬عميقة‭ ‬وجيشه‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬كلمات،‭ ‬وهو‭ ‬يؤمن‭ ‬بأن‭ ‬اللغة‭ ‬وبيانها‭ ‬وبدايتها‭ ‬عنده‭ ‬لا‭ ‬تصير‭ ‬شعرا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تقرأها‭ ‬امرأة‭.‬

على‭ ‬مشارف‭ ‬الجليل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حيث‭ ‬تبدو‭ ‬السماء‭ ‬أقرب‭ ‬والصلوات‭ ‬أعمق‭ ‬والكائنات‭ ‬أكثر‭ ‬ألفة‭ ‬ومودة،‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬حجر‭ ‬وطين‭ ‬وُلِدَ‭ ‬ضيفنا‭ ‬الذي‭ ‬اختارته‭ ‬مجلة‭ ‬نيوزويك‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬43‭ ‬شخصية‭ ‬عربية‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وتم‭ ‬اختياره‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬مجلة‭ ‬أرابيان‭ ‬بزنس‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المائة‭ ‬شخصية‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬حاور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬شخصية‭ ‬سياسية‭ ‬وفنية‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬عربي‭ ‬يُمنح‭ ‬الجنسية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

الإعلامي‭ ‬والشاعر‭ ‬اللبناني‭ ‬القدير‭ ‬زاهي‭ ‬وهبي‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬متأثرًا‭ ‬بوالدته‭ ‬السيدة‭ ‬رسائل‭ ‬وتعلم‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والشجاعة‭ ‬،‭ ‬نجم‭ "‬خليك‭ ‬بالبيت‭" ‬و‭ "‬بيت‭ ‬القصيد‭".. ‬ضيفنا‭ ‬لهذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬في‭ "‬عالم‭ ‬الشهرة‭"..‬

زاهي‭ ‬وهبي‭.. ‬نرحب‭ ‬بك‭ ‬في‭ "‬عالم‭ ‬الشهرة‭" ‬صفحتنا‭ ‬الأسبوعية‭ ‬لدى‭ "‬أخبار‭ ‬الخليج‭" ‬الصحيفة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.. ‬

‭- ‬بداية‭ ‬سعداء‭ ‬بوجودك‭ ‬بيننا‭ ‬اليوم‭..‬

يسعد‭ ‬قلبك‭ ‬وروحك

‭- ‬من‭ ‬هو‭ ‬زاهي‭ ‬وهبي‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬في‭ ‬سطور؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬تغير‭ ‬فيك؟

هو‭ ‬الإنسان‭ ‬أولاً‭ ‬بكامل‭ ‬فطرته‭ ‬وبكل‭ ‬ما‭ ‬اكتسبه‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنوات‭ ‬والتجارب،‭ ‬والإنسان‭ ‬الحقّ‭ ‬يتغير‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬علينا،‭ ‬يضيف‭ ‬لنا‭ ‬جديداً‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬والمعرفة‭ ‬والأهم‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬والمتغيرات‭ ‬ألا‭ ‬يفقد‭ ‬الإنسان‭ ‬إنسانيته،‭ ‬لأننا‭ ‬متى‭ ‬فقدناها‭ ‬فقدنا‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وبات‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بلا‭ ‬معنى‭ ‬وبلا‭ ‬جدوى‭.‬

الأمس‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬جرى‭ ‬لنا،‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬والغد‭ ‬هو‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم‭ ‬مضافاً‭ ‬إليه‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يحمله‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭. ‬

 

‭- ‬بمن‭ ‬تأثر‭ ‬زاهي‭ ‬وهبي؟‭ ‬

باكراً‭ ‬بدأت‭ ‬القراءة،‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬وأنا‭ ‬ألتهم‭ ‬الكتب‭ ‬التهاماً،‭ ‬بدايتي‭ ‬كانت‭ ‬قراءات‭ ‬مدرسية‭ ‬وبعض‭ ‬السير‭ ‬والقصص‭ ‬الدينية،‭ ‬ثم‭ ‬قراءات‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬التقليدي‭ ‬والروايات‭ ‬الكلاسيكية،‭ ‬ففي‭ ‬عمر‭ ‬العاشرة‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬أنهيت‭ ‬قراءة‭ ‬معظم‭ ‬الروايات‭ ‬المعروفة‭ ‬آنذاك،‭ ‬ثم‭ ‬تعرفت‭ ‬لاحقاً‭ ‬إلى‭ ‬شعراء‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬وفلسطين،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬شعراء‭ ‬الحداثة‭ ‬الشعرية،‭ ‬لكني‭ ‬أحببت‭ ‬بوجه‭ ‬خاص‭ ‬شعر‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭ ‬ومحمد‭ ‬الماغوط‭ ‬وغادة‭ ‬السمّان‭.‬

أما‭ ‬إعلامياً‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬لدي‭ ‬مثال‭ ‬أعلى‭ ‬أو‭ ‬أيقونة،‭ ‬لأن‭ ‬الإعلام‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬أحلامي‭ ‬وطموحاتي،‭ ‬حلمي‭ ‬الدائم‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬كاتباً‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬أحببت‭ ‬كثيراً‭ ‬الإعلامي‭ ‬حكمت‭ ‬وهبي‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬أتابعه‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬عبر‭ ‬راديو‭ ‬مونت‭ ‬كارلو،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬إعلامياً‭ ‬متميزاً‭ ‬وساحراً‭ ‬لكننا‭ ‬فقدناه‭ ‬باكراً‭ ‬للأسف‭.‬

‭- ‬الشعر‭ ‬والإعلام‭ ‬جناحيك‭ ‬فكيف‭ ‬وفقت‭ ‬بينهما‭ ‬وأيهما‭ ‬الأقرب‭ ‬إليك؟‭ ‬

العمر‭ ‬يشبه‭ ‬النهر،‭ ‬الولادة‭ ‬هي‭ ‬المنبع‭ ‬والموت‭ ‬هو‭ ‬المصبّ،‭ ‬النهر‭ ‬يجري‭ ‬وتصبّ‭ ‬فيه‭ ‬روافد‭ ‬كثيرة‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬تمييز‭ ‬مياه‭ ‬النهر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬رافد‭ ‬هي،‭ ‬كذلك‭ ‬عمر‭ ‬الإنسان،‭ ‬بين‭ ‬المهد‭ ‬واللحد‭ ‬تكثر‭ ‬الروافد‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬التجارب‭ ‬والمهن‭ ‬والحالات‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الكائن‭ ‬البشري‭. ‬

في‭ ‬حالتي‭ ‬الشعر‭ ‬والإعلام‭ ‬هما‭ ‬رافدان‭ ‬أساسيان،‭ ‬ويصعب‭ ‬عليَّ‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬أن‭ ‬أفصل‭ ‬الشاعر‭ ‬عن‭ ‬الإعلامي‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أستطيع‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬الإعلام‭ ‬مهنتي‭ ‬بينما‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬حياتي‭. ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬شاشة‭ ‬للجماعة،‭ ‬نحاول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إرضاء‭ ‬مختلف‭ ‬الأذواق،‭ ‬بينما‭ ‬الورقة‭ ‬البيضاء‭ ‬شاشة‭ ‬فردية‭ ‬نكتب‭ ‬عليها‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬يرضينا‭.‬

الشعر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬قصيدة‭ ‬تُكتب‭ ‬أو‭ ‬كتاب‭ ‬يُنشَر‭ ‬أو‭ ‬أمسية‭ ‬تُقام،‭ ‬الشعر‭ ‬عندي‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة،‭ ‬نمط‭ ‬عيش،‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬مع‭ ‬الكائنات‭ ‬والوجود،‭ ‬حساسية‭ ‬خاصة‭ ‬تجاه‭ ‬العالم،‭ ‬باختصار‭: ‬أحيا‭ ‬شاعراً‭.‬

‭- ‬البيئة‭ ‬الريفية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬عليك‭..‬

‭   ‬وُلِدتُ‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬شاعرية‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬للكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬ففي‭ ‬بلدتي‭ ‬عيناثا‭ ‬الجنوبية‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬الجليل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬تبدو‭ ‬السماء‭ ‬أقرب،‭ ‬والصلوات‭ ‬أعمق،‭ ‬والكائنات‭ ‬أكثر‭ ‬ألفة‭ ‬ومودة،‭ ‬خرجت‭ ‬إلى‭ ‬الدنيا‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬حجر‭ ‬وطين،‭ ‬كان‭ ‬ثمة‭ ‬ينبوع‭ ‬ماء‭ ‬يتفجّر‭ ‬ربيعاً‭ ‬داخل‭ ‬البيت،‭ ‬وكنا‭ ‬نحفر‭ ‬مجراه‭ ‬قرب‭ ‬الفِراش‭ ‬كي‭ ‬تتدفق‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬البِكر‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬كانت‭ ‬عصافير‭ ‬السنونو‭ ‬تبني‭ ‬أعشاشها‭ ‬داخل‭ ‬بيتنا،‭ ‬فمن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬السنونو‭ ‬يبني‭ ‬عشّه‭ ‬من‭ ‬طينَ‭ ‬وقشٍّ‭ ‬وماء،‭ ‬لذا‭ ‬تستهويه‭ ‬البيوت‭ ‬الحجرية‭ ‬والترابية‭ ‬لأنها‭ ‬تلائمه‭ ‬أكثر،‭ ‬لذا‭ ‬أردد‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬صديقين‭ ‬لي‭ ‬هما‭ ‬ينبوع‭ ‬ماء‭ ‬وعصفور‭ ‬سنونو،‭ ‬وَمَن‭ ‬مثلي‭ ‬حَظِيَ‭ ‬بطفولة‭ ‬فريدة‭ ‬مماثلة؟‭ ‬أشعر‭ ‬أحياناً‭ ‬أن‭ ‬قصيدتي‭ ‬تولدُ‭ ‬بِكراً‭ ‬كذاك‭ ‬الينبوع،‭ ‬وأن‭ ‬كلمتي‭ ‬تغرّد‭ ‬مثل‭ ‬عصفور،‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬رائحة‭ ‬الأرض‭ ‬والتراب‭  ‬بعد‭ ‬الشتوة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬عطري‭ ‬المفضل،‭ ‬أقول‭ ‬في‭ ‬قصيدتي‭ "‬أضاهيكِ‭ ‬أنوثة‭": ‬

في‭ ‬وجهي‭ ‬ندوبٌ

وفي‭ ‬أنفاسي‭ ‬رائحة‭ ‬طينٍ‭ ‬عتيق

طويلاً‭ ‬أمطرتْ‭ ‬فوق‭ ‬رأسي

بَلَّلَتْني‭ ‬أناشيدُ‭ ‬الرعاة

وكنتُ‭ ‬أنهرُ‭ ‬الغيمة‭ ‬والساقيةَ

أُراقِصُ‭ ‬النارَ‭ ‬الغانيةَ‭ ‬في‭ ‬الحطب

تأخذني‭ ‬الزوابعُ‭ ‬إلى‭ ‬مخدعها‭.‬

يقولون‭ ‬جُنَّ‭ ‬الحزينُ،‭ ‬

أصابَهُ‭ ‬مَسٌّ‭ ‬من‭ ‬يديكِ

أقولُ‭ ‬لأني‭ ‬عرفتكِ‭ ‬

ضحكتي‭ ‬غابرة‭ ‬وشُبَّاكي‭ ‬قمر

أصنعُ‭ ‬في‭ ‬خيالي‭ ‬ما‭ ‬أشاء‭ ‬

عربةً‭ ‬سحريةً‭ ‬وجنِّيات‭ ‬

أقهقهُ‭ ‬زخاتِ‭ ‬مطر‭(...)‬

أول‭ ‬عربي‭ ‬يُمنح‭ ‬الجنسية‭ ‬الفلسطينية

‭- ‬زاهي‭ ‬وهبي‭ ‬أول‭ ‬عربي‭ ‬يُمنح‭ ‬الجنسية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬شعورك‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬التقدير؟

أعتز‭ ‬وأفتخر‭ ‬بهذا‭ ‬التشريف،‭ ‬أحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬باسم‭ ‬فلسطين،‭ ‬كل‭ ‬فلسطين،‭ ‬باسم‭ ‬شهدائها‭ ‬وشعرائها‭ ‬ومقاوميها‭ ‬وأسراها،‭ ‬وبفرح‭ ‬غامر‭ ‬يفوق‭ ‬الوصف‭.‬

‭- ‬اختارتك‭ ‬مجلة‭ ‬نيوزويك‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬43‭ ‬شخصية‭ ‬عربية‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وتم‭ ‬اختيارك‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬مجلة‭ ‬أرابيان‭ ‬بزنس‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المائة‭ ‬شخصية‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭..‬

اختيارات‭ ‬مبهجة‭ ‬ومفرحة‭ ‬تشعرني‭ ‬بمسؤولية‭ ‬كلمتي‭ ‬وموقفي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬العربية،‭ ‬وأسعى‭ ‬دوماً‭ ‬كي‭ ‬أساهم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬استطعت‭ ‬إليه‭ ‬سبيلاً‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬الفردي‭ ‬والجماعي،‭ ‬وتقديم‭ ‬ما‭ ‬يخاطب‭ ‬العقول‭ ‬والأفئدة،‭ ‬ويشجع‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬والمعرفة‭.‬

‭- ‬بين‭ ‬القصائد‭ ‬المقروءة‭ ‬والمُغناة‭ ‬وإيقاع‭ ‬الموسيقى‭ ‬ووزن‭ ‬الكلمة،،‭ ‬كيف‭ ‬توصل‭ ‬رسائلك‭ ‬للعالم؟

لست‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬العاجيين‭ ‬الذين‭ ‬يقيمون‭ ‬في‭ ‬الأبراج‭ ‬العالية،‭ ‬أسعى‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬الممكنة‭ ‬كي‭ ‬تصل‭ ‬كلمتي‭ ‬إلى‭ ‬الناس،‭ ‬نحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬انحسرت‭ ‬فيه‭ ‬القراءة‭ ‬وانصرف‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬همومهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬وإلى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لذا‭ ‬أبذل‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬مستطاع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التلفزيون‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬والأمسيات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬كي‭ ‬تكون‭ ‬كلمتي‭ ‬وقصيدتي‭ ‬حاضرتين‭ ‬لدى‭ ‬مَن‭ ‬يهمه‭ ‬الأمر‭. ‬

ومن‭ ‬حسن‭ ‬حظي‭ ‬أن‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الراقيين‭ ‬قد‭ ‬غنوا‭ ‬قصائدي‭ ‬من‭ ‬المشرق‭ ‬والمغرب‭ ‬العربيين،‭ ‬ومنهم‭: ‬مارسيل‭ ‬خليفة،‭ ‬أحمد‭ ‬قعبور،‭ ‬أميمة‭ ‬الخليل،‭ ‬هبة‭ ‬القواس،‭ ‬عبير‭ ‬وليال‭ ‬نعمة،‭ ‬جاهدة‭ ‬وهبة،‭ ‬ميس‭ ‬حرب،‭ ‬فايا‭ ‬يونان،‭ ‬محمد‭ ‬المرباطي،‭ ‬بيدر‭ ‬البصري،‭ ‬زينب‭ ‬أفيلال‭ ‬وسواهم‭.‬

‭- ‬بعض‭ ‬الرسامين‭ ‬والمصممين‭ ‬حولوا‭ ‬قصائدك‭ ‬للوحات‭ ‬ومجوهرات‭ ‬وأزياء‭.. ‬فماذا‭ ‬يعني‭ ‬لك‭ ‬ذلك؟‭ ‬

يعني‭ ‬أن‭ ‬القصيدة‭ ‬ملهِمة‭ ‬وموحية‭ ‬وتفتح‭ ‬نافذة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الخيال،‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يسعدني‭ ‬جداً،‭ ‬لأن‭ ‬القصيدة‭ ‬لا‭ ‬تعود‭ ‬وقفاً‭ ‬على‭ ‬الكتاب،‭ ‬بل‭ ‬تغدو‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للناس،‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الملبس‭ ‬والمنظر،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬التفاعل‭ ‬والتلاقح‭ ‬بين‭ ‬الفنون‭ ‬مثمر‭ ‬ومنتج،‭ ‬ويضيف‭ ‬إلى‭ ‬الإبداع‭ ‬الإنساني‭ ‬إبداعاً‭.‬

‭ ‬ثم‭.. ‬هل‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ترتدي‭ ‬امرأةٌ‭ ‬قصيدةً؟

‭ ‬رسائل‭ ‬زاهي‭ ‬وهبي‭ ‬وعلاقته‭ ‬بـ‭"‬السوشيال‭ ‬ميديا‭"‬

‭- ‬موجود‭ ‬لكنك‭ ‬لست‭ ‬غائب‭ ‬عن‭ "‬السوشيال‭ ‬ميديا‭" ‬فكيف‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬بقائك‭ ‬وخصوصيتك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته؟

أعطي‭ ‬ما‭ ‬لقيصر‭ ‬لقيصر‭ ‬وما‭ ‬لله‭ ‬لله،‭ "‬السوشيال‭" ‬ميديا‭ ‬باتت‭ ‬جزءاً‭  ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬وجزءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬عملنا،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لنا‭ ‬الغياب‭ ‬عنها،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬أتركها‭ ‬تفترس‭ ‬وقتي‭ ‬وعمري،‭ ‬أخصص‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬يومي‭ ‬للنشر‭ ‬عبرها‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والمتابعين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬الإنساني‭ ‬المباشر‭ ‬والضروري‭ ‬مع‭ ‬الأحبة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الواقعية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬نحيا‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الافتراضي‭!‬

‭- ‬هل‭ ‬يرى‭ ‬الشاعر‭ ‬الأماكن‭ ‬والأشخاص‭ ‬والذكريات‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬فيها‭ ‬سواه؟‭ ‬وهل‭ "‬الحنين‭ ‬يُرى‭"‬؟

أحياناً‭ ‬نرى‭ ‬الحنين‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬مشهد‭ ‬يعيدنا‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬الذي‭ ‬نحنُّ‭ ‬إليه،‭ ‬وأحياناً‭ ‬يُشمَّ‭ ‬عبر‭ ‬عطر‭ ‬أو‭ ‬رائحة‭ ‬تنقلنا‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬هبّة‭ ‬عطر‭ ‬واحدة‭ ‬تفتح‭ ‬كتاب‭ ‬الذكريات‭ ‬صفحة‭ ‬صفحة،‭ ‬ليس‭ ‬للحنين‭ ‬شكل‭ ‬واحد،‭ ‬بل‭ ‬أشكال‭ ‬متعددة،‭ ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬الشاعر‭ ‬عن‭ ‬سواه‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يراه‭ ‬الآخرون‭. ‬

‭- ‬لطالما‭ ‬كتبت‭ ‬رسائل‭ ‬حب‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬أجمل‭ (‬رسائلك‭) ‬المكتوبة؟

لا‭ ‬القصائد‭ ‬توقِفُ‭ ‬حرباً،‭ ‬لا‭ ‬الأغاني‭ ‬تُرجِع‭ ‬الغائبين‭. ‬نكتبُ‭ ‬لِنَحيا‭.‬

‭- ‬قلت‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬اللقاءات‭ ‬أنك‭ ‬لا‭ ‬تخشى‭ ‬المجهول‭.. ‬ثم‭ ‬قلت‭ (‬لست‭ ‬قويًا‭ ‬فأنا‭ ‬هش‭ ‬جدًا‭ ‬وأتأثر‭ ‬بسرعة‭).. ‬

نعم‭ ‬لا‭ ‬أخشى‭ ‬المجهول،‭ ‬ولا‭ ‬أخشى‭ ‬الموت،‭ ‬أخشى‭ ‬المرض‭ ‬والعجز،‭ ‬ليس‭ ‬أقسى‭ ‬وأمرّ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬المرء‭ ‬عالةً‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬أهله‭ ‬وأبناءه،‭ ‬أشعر‭ ‬أنني‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬صلابة‭ ‬محارب‭ ‬سابق‭ ‬وهشاشة‭ ‬شاعر‭ ‬رقيق،‭ ‬ولا‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬غرابة‭. ‬

المجهول‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬ثناياه‭ ‬آفاقاً‭ ‬جديدة‭ ‬وأموراً‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬قصائدي‭ ‬أقول‭: "‬تسعدني‭ ‬إقامتي‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬الاحتمال‭". ‬أي‭ ‬في‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬أمر‭ ‬جديد‭ ‬وجميل،‭ ‬يقول‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭: "‬كلُّ‭ ‬متوقعٍ‭ ‬آتٍ،‭ ‬فتوقَّع‭ ‬ما‭ ‬تتمنى‭". ‬وهكذا‭ ‬افعل‭ ‬كي‭ ‬يصير‭ ‬المجهول‭ ‬جميلاً‭.‬

المرأة‭ ‬والحب‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬زاهي‭ ‬وهبي

‭- ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬رجل‭ ‬عظيم‭ ‬امرأة‭ ‬عظيمة‭.. ‬هل‭ ‬تؤمن‭ ‬بهذه‭ ‬المقولة؟‭ ‬ومن‭ ‬هي‭ ‬المرأة‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬حياتك؟

أظن‭ ‬الأمر‭ ‬مرتبط‭ ‬بظروف‭ ‬ونشأة‭ ‬كل‭ ‬رجل،‭ ‬في‭ ‬حالتي‭ ‬نعم‭ ‬المقولة‭ ‬صائبة،‭ ‬أمي‭ ‬هي‭ ‬أعظم‭ ‬نساء‭ ‬حياتي،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لما‭ ‬أنا‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬أي‭ ‬معنى،‭ ‬فالفضل،‭ ‬بعد‭ ‬الله،‭ ‬يعود‭ ‬للسيدة‭ ‬رسائل‭ ‬فضل‭ ‬الله،‭ ‬أمي‭ ‬التي‭ ‬علمتني‭ ‬الحكمة‭ ‬والخفر‭ ‬والشجاعة،‭ ‬والتي‭ ‬أسميتها‭ ‬في‭ ‬القصيدة‭: ‬أول‭ ‬الينابيع،‭ ‬خاتمة‭ ‬النساء‭. ‬

لكن‭ ‬طبعاً‭ ‬ثمة‭ ‬نساء‭ ‬أخريات‭ ‬تركن‭ ‬بصماتهن‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬حياتي‭.‬

‭- ‬جيشي‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬وقصائد‭ ‬وأشعار‭.. ‬لستُ‭ ‬محتلاً‭ ‬همجيًا‭.. (‬كلام‭ ‬جميل‭ ‬جدًا‭).. ‬ولكن؛‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬الحب‭ ‬احتلال‭ ‬فكيف‭ ‬يراه‭ ‬زاهي‭ ‬وهبي؟

هو‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬احتلال‭ ‬واستقلال،‭ ‬عبودية‭ ‬وحرية،‭ ‬أرض‭ ‬وسماء،‭ ‬شوك‭ ‬وعطر،‭  ‬الحب‭ ‬اختلاط‭ ‬مشاعر‭ ‬ورغبات،‭ ‬يحررنا‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬كثيرة‭ ‬ويحبسنا‭ ‬في‭ ‬سواها،‭ ‬يطلق‭ ‬مشاعرنا‭ ‬على‭ ‬مداها‭ ‬ويسجننا‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬واحد،‭ ‬يميتنا‭ ‬ويحيينا‭. ‬وعلى‭ ‬مذهب‭ ‬جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي‭: ‬مُت‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬كي‭ ‬تحيا‭ ‬فيه‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬لذي‭ ‬يحفظ‭ ‬أبجدية‭ ‬البقاء‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك‭ ‬لكل‭ ‬إنسان؟‭ ‬ولكل‭ ‬مُلهم‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ (‬شاعر‭ ‬أو‭ ‬إعلامي‭ ‬أو‭ ‬كاتب‭ ‬أو‭ ‬فنان‭)‬؟‭ ‬ومتى‭ ‬يموت‭ ‬بقاءه؟

الصدق،‭ ‬الصدق‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬ومع‭ ‬الآخرين‭. ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬الكلمة‭ ‬صادقة‭ ‬تبقى‭ ‬أما‭ ‬التكلّف‭ ‬والتصنّع‭ ‬فيذهبان‭ ‬جُفاءً‭. ‬ما‭ ‬ينفع‭ ‬الناس‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يبقى،‭ ‬أعني‭ ‬ما‭ ‬يعبِّر‭ ‬عن‭ ‬الإنسان‭ ‬ومشاعره‭ ‬وأحاسيسه‭ ‬بصدق‭ ‬بعيداً‭ ‬من‭ ‬المجانية‭ ‬والاستعراضية‭ ‬والاستهلاك‭. ‬

أنظري‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬قصائد‭ ‬الأسلاف‭ ‬الغابرين،‭ ‬تجدين‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬عبّر‭ ‬حقاً‭ ‬عن‭ ‬دواخل‭ ‬الإنسان‭ ‬وأحلامه‭ ‬وتطلعاته،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬تلك‭ ‬القصائد‭ ‬عابرة‭ ‬للزمان‭ ‬والمكان‭ ‬لتلامس‭ ‬وجدان‭ ‬الإنسان‭ ‬أينما‭ ‬كان‭.‬

‭ ‬الحياة‭ ‬والضمير‭ ‬والإنسانية‭ ‬اليوم‭..‬

‭- ‬قضايا‭ ‬إنسانية‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬جوع‭ ‬وفقر‭ ‬وحروب‭ ‬وطفولة‭ ‬مشرّدة‭ ‬تائهة‭ ‬وسط‭ ‬ذلك‭ ‬كله،،‭ ‬فهل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ "‬مشاهير‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭" ‬أعطوا‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي؟‭ ‬

السؤال‭ ‬يضمر‭ ‬إجابته،‭ ‬قطعاً‭ ‬لا‭. ‬

للأسف‭ "‬الثقافة‭" ‬الاستهلاكية‭ ‬هي‭ ‬الطاغية،‭ ‬والمظاهر‭ ‬التافهة‭ ‬هي‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل،‭ ‬أما‭ ‬قضايا‭ ‬الناس‭ ‬الجوهرية،‭ ‬الحروب‭ ‬والفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬والأمية‭ ‬وسواها‭ ‬ففي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬تماماً،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننفي‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬والمنابر‭ ‬الصادقة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬القضايا،‭ ‬أما‭ ‬الأعمّ‭ ‬الأغلب‭ ‬ففي‭ ‬حالة‭ ‬انفصال‭ ‬تام‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭.‬

‭- ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬ويتأثر‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬وكأنه‭ ‬لم‭ ‬يرى،‭ ‬فما‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬الصور‭ ‬والذكريات‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬زاهي‭ ‬وهبي؟

أحياناً‭ ‬تدمع‭ ‬عيناي‭ ‬أثناء‭ ‬مشاهدة‭ ‬فيلم‭ ‬سينمائي،‭ ‬أو‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬مشهد‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬أخبار،‭ ‬الصور‭ ‬مؤثرة‭ ‬جداً،‭ ‬ولولا‭ ‬الصور‭ ‬مثلاً‭ ‬لما‭ ‬انتفض‭ ‬شباب‭ ‬العالم‭ ‬وطلابه‭ ‬لأجل‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الصورة‭ ‬لكن‭ ‬الخطر‭ ‬كامن‭ ‬في‭ ‬التعود‭ ‬أو‭ ‬الاعتياد‭. ‬حين‭ ‬تتكرر‭ ‬الصور‭ ‬يُخشى‭ ‬من‭ ‬تحولها‭ ‬أمراً‭ ‬مألوفاً‭ ‬وعادياً‭ ‬وهنا‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى‭.‬

‭- ‬الضمير‭ ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬حضوره‭ ‬اليوم؟‭ ‬

الضمير‭ ‬هو‭ ‬المنبه‭ ‬وجرس‭ ‬الإنذار‭ ‬وهو‭ ‬الصوت‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬يدلنا‭ ‬على‭ ‬الخطأ‭ ‬ويحذرنا‭ ‬منه،‭ ‬ويرشدنا‭ ‬إلى‭ ‬الصواب‭ ‬ويدفعنا‭ ‬نحوه‭ ‬وإذا‭ ‬مات‭ ‬الضمير‭ ‬مات‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عداه‭.‬

‭- ‬مالذي‭ ‬تعلمته‭ ‬من‭ ‬الحياة؟‭ ‬

تعلمت‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬نعمة‭ ‬إلهية‭ ‬جميلة،‭ ‬بمقدرونا‭ ‬جعلها‭ ‬أجمل‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الجشع‭ ‬والطمع‭ ‬والحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬يفتعلها‭ ‬البشر،‭ ‬الحياة‭ ‬تتسع‭ ‬للجميع‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬تؤمن‭ ‬بقوة‭ ‬كلمتك؟‭ ‬وما‭ ‬أهمية‭ ‬الرأي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك؟‭ ‬

طبعاً‭ ‬أؤمن‭ ‬بكلمتي‭ ‬وبقوتها،‭ ‬ولولا‭ ‬هذا‭ ‬الإيمان‭ ‬لما‭ ‬كتبتُ‭ ‬حرفاً‭ ‬واحداً‭.‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬الرأي‭ ‬فأنا‭ ‬على‭ ‬مذهب‭ ‬الإمام‭ ‬الشافعي‭ ‬القائل‭: ‬رأيي‭ ‬صواب‭ ‬يحتمل‭ ‬الخطأ‭ ‬ورأي‭ ‬غيري‭ ‬خطأ‭ ‬يحتمل‭ ‬الصواب‭.‬

‭ ‬مؤلفات‭ ‬ونقد‭..‬

‭- ‬كم‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬مؤلفاتك‭ ‬حتى‭ ‬الآن؟‭ ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬مؤلفات‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬نشر‭ ‬بحرينية؟

مؤلفاتي‭ ‬الشعرية‭ ‬والنثرية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المختارات‭ ‬الشعرية،‭ ‬بلغت‭ ‬‮٢٣‬‭ ‬كتاباً،‭ ‬صدرت‭ ‬لي‭ ‬مختارات‭ ‬شعرية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭: ‬القاهرة،‭ ‬الجزائر،‭ ‬عمّان،‭ ‬بيروت‭ ‬وباريس،‭ ‬ويسعدني‭ ‬طبعاً‭ ‬حصول‭ ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬البحرينية،‭ ‬لكن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭.‬

‭- ‬ألم‭ ‬تفكر‭ ‬بكتابة‭ ‬سيرتك‭ ‬الذاتية؟

يشجعني‭ ‬معظم‭ ‬أصدقائي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وأفكر‭ ‬بالكتابة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬حياتي‭ ‬حافلة‭ ‬بالأحداث‭ ‬والمواقف،‭ ‬وقد‭ ‬عشت‭ ‬وشهدت‭ ‬معظم‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬ويعيشها‭ ‬بلدي‭ ‬لبنان‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬تتلقى‭ ‬انتقادات‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬عمّا‭ ‬تكتب؟‭ ‬وكيف‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬خصومك؟‭ ‬

من‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نقد،‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬النقد‭ ‬لكان‭ ‬علينا‭ ‬إيجاده،‭ ‬النقد‭ ‬المقترن‭ ‬بالحب‭ ‬والحرص‭ ‬يسعفنا‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭ ‬أما‭ ‬النقد‭ ‬المجاني‭ ‬فمن‭ ‬السهل‭ ‬تجاوزه‭ ‬وتجاهله،‭ ‬أفرح‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬يكتب‭ ‬لي‭ ‬رأياً‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تضمّن‭ ‬نقداً‭ ‬لما‭ ‬أكتب،‭ ‬وأشكر‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬يدلني‭ ‬على‭ ‬خطأ‭ ‬كي‭ ‬أصوبه‭.‬

بصراحة‭ ‬مطلقة‭ ‬لا‭ ‬خصوم‭ ‬لدي،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يخاصمني‭ ‬أما‭ ‬أنا‭ ‬فلا‭ ‬أخاصم‭ ‬أحداً،‭ ‬لدي‭ ‬جملة‭ ‬تقول‭: "‬لا‭ ‬متّسع‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬لذرّة‭ ‬كراهية‭.. ‬ممتلئ‭ ‬بمن‭ ‬أحبهم‭".‬

‭ ‬برامج‭ ‬ولقاءات‭..‬

‭- ‬ألا‭ ‬تفكر‭ ‬بعودة‭ ‬خليك‭ ‬بالبيت؟‭ ‬وهل‭ ‬وجدت‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬القصيد‭"‬؟

لا‭ ‬أعتقد،‭ ‬برنامج‭ "‬خليك‭ ‬بالبيت‭" ‬كان‭ ‬ابن‭ ‬زمانه‭ ‬ومكانه،‭ ‬وكذلك‭ "‬بيت‭ ‬القصيد‭"‬،‭ ‬كلاهما‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬ويسعدني‭ ‬أن‭ ‬مقتطفات‭ ‬منهما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬موضع‭ ‬تداول‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬مثلما‭ ‬يسعدني‭ ‬أن‭ ‬البرنامجين‭ ‬عاشا‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ (‬خليك‭ ‬بالبيت‭ ‬‮١٥‬‭ ‬عاماً،‭ ‬بيت‭ ‬القصيد‭ ‬‮١٠‬‭ ‬أعوام‭). ‬

ما‭ ‬أفكّر‭ ‬به‭ ‬حالياً‭ ‬برنامج‭ ‬جديد‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬زماننا‭ ‬الراهن،‭ ‬ويراعي‭ ‬المستجدات‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الميديا،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬محتوى‭ ‬راقٍ‭ ‬وعميق‭ ‬وسلس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭.‬

‭- ‬حاورت‭ ‬عمالقة‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬ورؤساء‭ ‬وسياسيين‭ ‬فمن‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬استمتعت‭ ‬بمحاورتها،‭ ‬ومن‭ ‬تمنيت‭ ‬استضافته‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ "‬خليك‭ ‬بالبيت‭"‬؟

لا‭ ‬أستطيع‭ ‬تحديد‭ ‬أسماء‭ ‬معينة‭.. ‬لقد‭ ‬حاورت‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٤‬‭ ‬آلاف‭ ‬شخصية‭ ‬واستمتعت‭ ‬بمحاورة‭ ‬معظم‭ ‬هؤلاء،‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬منجم‭ ‬للمبدعين‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬وثمة‭ ‬المئات‭ ‬ممن‭ ‬أتمنى‭ ‬محاورتهم‭.‬

‭- ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.. ‬من‭ ‬سبقني‭ ‬إليك‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مفتوح؟

على‭ ‬مستوى‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬استضافني‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬فأنتِ‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يستضيفني‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صحيفة‭ "‬أخبار‭ ‬الخليج‭".‬

ختامها‭ ‬مسك‭..  ‬

‭- ‬السيدة،‭ ‬رسائل‭.. (‬رحمها‭ ‬الله‭) ‬ماذا‭ ‬تقول‭ ‬لها‭ ‬اليوم؟‭ ‬

التي‭ ‬ودَّعتني‭ ‬في‭ ‬الصباح

بضفيرةٍ‭ ‬قليلةٍ

ويدين‭ ‬من‭ ‬دعاء

حفرتْ‭ ‬ظلاً‭ ‬على‭ ‬الحائط

أوقدتْ‭ ‬ناراً‭ ‬صغيرةً‭ ‬لأجلي‭.‬

ساكنةُ‭ ‬العتبة‭ ‬أمي

رافقتْني‭ ‬إلى‭ ‬الباب،‭ ‬

عُدْ‭ ‬باكراً‭ ‬قَالَتْ

علٌَقتْ‭ ‬في‭ ‬زندي‭ ‬شمساً‭ ‬

وأحدَ‭ ‬عَشَرَ‭ ‬كوكباً‭.‬

صديقةُ‭ ‬الرُّقيَّات‭ ‬

مسحتْ‭ ‬جبيني‭ ‬بزيت‭ ‬راحتها

ضئيلةُ‭ ‬القامةِ،‭ ‬

عباءتُها‭ ‬غابة،‭ ‬عصفورةُ‭ ‬حنان‭.‬

المسكونةُ‭ ‬بالأرواح‭ ‬الطيبة‭ ‬والأولياء

دمعتُها‭ ‬طريقُ‭ ‬العين

مَرَّةً‭ ‬ذرفتْ‭ ‬حقلاً،‭ ‬

مَرَّةً‭ ‬صوتُها‭ ‬المساء‭.‬

خادمةُ‭ ‬الهيكل،‭ ‬

يَدُها‭ ‬مشكاة

نَذَرْتْ‭ ‬خبزاً‭ ‬وملحاً‭ ‬لغيابي

حافيةً‭ ‬ملأت‭ ‬الحقل‭ ‬سنابل‭.‬

جارةُ‭ ‬السنونو،‭ ‬

منديلُها‭ ‬البحيرة

ماءٌ‭ ‬دافقٌ‭ ‬على‭ ‬المنحدرات

مَرَّةً‭ ‬عانقتْني

نَبَتَ‭ ‬قمحٌ‭ ‬في‭ ‬شرفتها،‭ ‬

ونزلت‭ ‬سماء‭.‬

طاحونةُ‭ ‬الضحك‭ ‬أمي،‭ ‬

نافورةُ‭ ‬ماء

أولُ‭ ‬الينابيع،‭ ‬

خاتمةُ‭ ‬النساء‭.‬

‭- ‬كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬تود‭ ‬قولها‭..‬

شكراً‭ ‬لصحيفة‭ "‬أخبارالخليج‭" ‬وصفحة‭ "‬عالم‭ ‬الشهرة‭" ‬على‭ ‬الاستضافة‭ ‬وشكرا‭ ‬لك‭ ‬ولأسئلتك‭ ‬الجميلة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا