الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الزيارات الملكية.. واللجنة الوطنية
تأتي زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، إلى جمهورية روسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشعبية، وإجراء المباحثات الثنائية التي تتصل بعلاقات التعاون المشترك، والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة، ونتائج القمة العربية الثالثة والثلاثين.. تأتي تأكيدا للرؤية الملكية السامية بأهمية وحيوية الدور الروسي والصيني في ترسيخ السلام والاستقرار والأمن الدولي، ولتضع الأرضية القوية والقاعدة المتينة لجهود وأعمال اللجنة الوطنية لتنفيذ المبادرات البحرينية.
ومن الأهمية بمكان، أن نشير إلى حرص واهتمام جلالة الملك المعظم على دعم القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وتأكيدا للموقف البحريني التاريخي الثابت، ومنذ السابع من أكتوبر العام الماضي، والزيارات التي قام به إلى بريطانيا والفاتيكان وإيطاليا وغيرها، والمشاورات وجلسات المباحثات مع الدول العربية.. ولذلك فإن زيارة جلالته لروسيا والصين تحديدا، كدول كبرى ذات تأثير في القرار الدولي، وبعد أقل من أسبوع من انتهاء قمة البحرين، يحمل دلالات كبيرة في دعم القضايا العربية عموما، والقضية الفلسطينية خصوصا.
كما أن قرار مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة نائب جلالة الملك ولي العهد حفظه الله، تشكيل لجنة وطنية معنية بتنسيق ومتابعة تنفيذ المبادرات، التي تقدمت بها مملكة البحرين إلى القمة العربية.. توجه سليم، وخطوة صحيحة، وإجراء فاعل، لتحقيق المبادرات على أرض الواقع، من أجل صالح وخير المنطقة وشعوبها ومستقبلها، تحقيقا للتوجيهات الملكية السامية والرؤى الحكيمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
قد لا أجد المزيد من التعليق على ما أشار إليه وأكده الأستاذ الفاضل «سيد زهرة» مدير تحرير «جريدة أخبار الخليج»، في مقاله الرائع والرصين والصريح، الذي نشر منذ أيام، حول الأهمية الكبرى للقرار، والخطوات الواجب اتخاذها، والتحديات المتوقع حصولها، والمسؤولية التاريخية لمملكة البحرين في رئاسة «المنظومة العربية» خلال العام الحالي.. وأحسب أن مقال الأستاذ «سيد زهرة» سيكون من ضمن أبرز الأوراق المهمة لدى سعادة وزير الخارجية، الذي سيعنى بهذا الملف الحيوي، عبر وضع التصورات التفصيلية، وجهود التعاون والتنسيق مع الدول العربية والجامعة، وآلية التنفيذ.
وكنت قد أشرت في لقاء سابق مع «تلفزيون البحرين»، إلى أن المبادرات البحرينية الخمس، من المتوقع أن تبرز الحضور الفاعل للعنصر البشري البحريني، بكفاءاته وخبراته في «فريق البحرين»، وقصة النجاح البحرينية في الشأن السياسي والدبلوماسي، والتعليمي والصحي، والاقتصادي والإعلامي كذلك، ونقل التجربة البحرينية الناجحة، في ظل المسيرة التنموية الشاملة، من محيطها المحلي، إلى المحيط العربي والإقليمي، وإلى النطاق الدولي والإنساني.
إن ما قامت وتقوم به مملكة البحرين، سيكون منهاج عمل للقمم العربية القادمة، تسترشد به، وتسير عليه الدول العربية، وتفعيل دور الأمة العربية، بما تزخر به من مكانة رفيعة، وأهمية كبرى، وقوة استراتيجية، وإمكانيات وثروات متعددة.. وكما أن النجاح يولد ويشجع على استمرار ومواصلة النجاحات، فإن مملكة البحرين وبعد النجاح الباهر الذي تحقق في «قمة البحرين» من جميع الجوانب، فهي قادرة على صياغة قصة نجاح عربية، تشعل الأمل، وتنشر التفاؤل في الشارع العربي، وتبعث على إحياء وارتقاء، وتجديد وإعادة، تأسيس منظومة عمل عربي، لحاضر مزدهر، ومستقبل مشرق، تستحقه الأجيال القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك