العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الزيارات الملكية.. واللجنة الوطنية

تأتي‭ ‬زيارة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية،‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية،‭ ‬وجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية،‭ ‬وإجراء‭ ‬المباحثات‭ ‬الثنائية‭ ‬التي‭ ‬تتصل‭ ‬بعلاقات‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك،‭ ‬والتطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الراهنة،‭ ‬ونتائج‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭.. ‬تأتي‭ ‬تأكيدا‭ ‬للرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬بأهمية‭ ‬وحيوية‭ ‬الدور‭ ‬الروسي‭ ‬والصيني‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬ولتضع‭ ‬الأرضية‭ ‬القوية‭ ‬والقاعدة‭ ‬المتينة‭ ‬لجهود‭ ‬وأعمال‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المبادرات‭ ‬البحرينية‭.‬

ومن‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان،‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬حرص‭ ‬واهتمام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬كاملة‭ ‬السيادة،‭ ‬وتأكيدا‭ ‬للموقف‭ ‬البحريني‭ ‬التاريخي‭ ‬الثابت،‭ ‬ومنذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬والزيارات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا‭ ‬والفاتيكان‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وغيرها،‭ ‬والمشاورات‭ ‬وجلسات‭ ‬المباحثات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.. ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬زيارة‭ ‬جلالته‭ ‬لروسيا‭ ‬والصين‭ ‬تحديدا،‭ ‬كدول‭ ‬كبرى‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الدولي،‭ ‬وبعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬قمة‭ ‬البحرين،‭ ‬يحمل‭ ‬دلالات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬عموما،‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خصوصا‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬وطنية‭ ‬معنية‭ ‬بتنسيق‭ ‬ومتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬المبادرات،‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭.. ‬توجه‭ ‬سليم،‭ ‬وخطوة‭ ‬صحيحة،‭ ‬وإجراء‭ ‬فاعل،‭ ‬لتحقيق‭ ‬المبادرات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صالح‭ ‬وخير‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬تحقيقا‭ ‬للتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬والرؤى‭ ‬الحكيمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

قد‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬وأكده‭ ‬الأستاذ‭ ‬الفاضل‭ ‬‮«‬سيد‭ ‬زهرة‮»‬‭ ‬مدير‭ ‬تحرير‭ ‬‮«‬جريدة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬الرائع‭ ‬والرصين‭ ‬والصريح،‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬منذ‭ ‬أيام،‭ ‬حول‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬للقرار،‭ ‬والخطوات‭ ‬الواجب‭ ‬اتخاذها،‭ ‬والتحديات‭ ‬المتوقع‭ ‬حصولها،‭ ‬والمسؤولية‭ ‬التاريخية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬‮«‬المنظومة‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭.. ‬وأحسب‭ ‬أن‭ ‬مقال‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬سيد‭ ‬زهرة‮»‬‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أبرز‭ ‬الأوراق‭ ‬المهمة‭ ‬لدى‭ ‬سعادة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬الذي‭ ‬سيعنى‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭ ‬الحيوي،‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬التصورات‭ ‬التفصيلية،‭ ‬وجهود‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والجامعة،‭ ‬وآلية‭ ‬التنفيذ‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬سابق‭ ‬مع‭ ‬‮«‬تلفزيون‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المبادرات‭ ‬البحرينية‭ ‬الخمس،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تبرز‭ ‬الحضور‭ ‬الفاعل‭ ‬للعنصر‭ ‬البشري‭ ‬البحريني،‭ ‬بكفاءاته‭ ‬وخبراته‭ ‬في‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬وقصة‭ ‬النجاح‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي،‭ ‬والتعليمي‭ ‬والصحي،‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والإعلامي‭ ‬كذلك،‭ ‬ونقل‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬الناجحة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة،‭ ‬من‭ ‬محيطها‭ ‬المحلي،‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬وإلى‭ ‬النطاق‭ ‬الدولي‭ ‬والإنساني‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬وتقوم‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬سيكون‭ ‬منهاج‭ ‬عمل‭ ‬للقمم‭ ‬العربية‭ ‬القادمة،‭ ‬تسترشد‭ ‬به،‭ ‬وتسير‭ ‬عليه‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتفعيل‭ ‬دور‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬بما‭ ‬تزخر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬رفيعة،‭ ‬وأهمية‭ ‬كبرى،‭ ‬وقوة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬وإمكانيات‭ ‬وثروات‭ ‬متعددة‭.. ‬وكما‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬يولد‭ ‬ويشجع‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬ومواصلة‭ ‬النجاحات،‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبعد‭ ‬النجاح‭ ‬الباهر‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجوانب،‭ ‬فهي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬عربية،‭ ‬تشعل‭ ‬الأمل،‭ ‬وتنشر‭ ‬التفاؤل‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬العربي،‭ ‬وتبعث‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬وارتقاء،‭ ‬وتجديد‭ ‬وإعادة،‭ ‬تأسيس‭ ‬منظومة‭ ‬عمل‭ ‬عربي،‭ ‬لحاضر‭ ‬مزدهر،‭ ‬ومستقبل‭ ‬مشرق،‭ ‬تستحقه‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا