الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
يرجى مراعاة فارق التوقيت..!!
لطالما قرأنا وسمعنا عبارة: «يرجى مراعاة فارق التوقيت» عند سماع الأذان، أو عند الشروع في السفر إلى إحدى الدول.. في إشارة إلى التنبيه بأهمية فارق الوقت بين منطقة وأخرى، وبين حدث وآخر، وعند اتخاذ قرار معين.
في المجال الإعلامي، يكون لعامل الوقت أهمية بالغة وحساسة، وخاصة في سرعة التوضيح لقضية معينة، أو الرد على إشاعة ما، أو تصحيح معلومات خاطئة انتشرت عند الرأي العام.. أخطر ما في الأمر أن يأتي الرد والتوضيح متأخرين، بعد أن تكونت للناس قناعات، وتفشت الآراء والتعليقات.. ولسان الحال يقول كما المثل الخليجي الدارج: «بعدما شرب مروقها»!
ما يلاحظ اليوم أن «كثيرا» من الردود والتوضيحات -وليست «كلها»- من الجهات عن أي موضوع محلي عام، أو خبر في وسيلة إعلامية، صحفية أو إلكترونية، محلية أو خارجية، لا يتم فيه مراعاة فارق التوقيت.. هذا إن تم الرد والتوضيح أصلا.. ولا نفشي سرّا ولا نكشف أمرا، إن قلنا: إن «معظم» ردود الجهات لا تأتي، وإذا أتت فإنها متأخرة.. متأخرة جدا.
تلك «طريقة» يجب إعادة النظر فيها، وتصحيح مسارها، وتقويم أدائها، لأنها لا تصبّ في مصلحة تنوير الرأي العام، ولا في تعزيز ثقة الجمهور، ولا في بيان جهود المؤسسات، ولا حتى في دعم فاعلية دور الصحافة والإعلام.
مسألة «التطنيش» قد تنفع في بعض العلاقات الشخصية، الاجتماعية والإنسانية.. ولكنها مرفوضة وغير مطلوبة في العمل الإعلامي.. ومسألة «اعمل نفسك ميت» قد تصلح حينما تكون في موقف ضعف، ولا تملك الحجة والرد، ولكن حينما تمتلك كل الحجج والبراهين والحقائق، يكون الرد واجبا، والتوضيح لازما، والتعقيب مسؤولية وأمانة، كي لا توصف بالتضليل أو تعمد إخفاء المعلومات، والمراهنة على عامل الزمن، ونسيان الرأي العام للقضية المثارة، أو «إشغالهم» وانشغالهم بقضايا أخرى.
الرد المتأخر مع فارق التوقيت شأنه شأن عدم الرد.. لأنه سيكون باهتا.. (ماصخا).. ضعيفا.. بلا طعم ولا تأثير.. وخاصة في المسائل المتعلقة بالشأن المحلي، أو ذات العلاقة بالشأن الخارجي.. وأمامنا أمثلة كثيرة وأخبار عديدة ومعلومات مغلوطة، انتشرت بين الناس، وتداولتها المنصات الالكترونية، وتناقلتها المحطات الإخبارية والإعلامية، منذ الصباح الباكر، وربما قبله بأيام.. ثم يأتي الرد والتوضيح في المساء، بعد أن «شربت مروقها» كما نقول.. وعلينا أن نمارس دور «الإطفائي»، بعد أن انطلقت الشرارة، واشتعلت النيران الإخبارية، وتزايدت ردود الأفعال المجتمعية.. والمثل البحريني الشعبي يقول في هذا الشأن: «صبري يا حريقة سار.. لين يجيك ماي الحنينية».
جمعية الصحفيين البحرينية مطالبة اليوم بتفعيل دورها في جانب تشجيع الجهات على التجاوب مع ما يكتب في الصحافة، والحصول على الردود والتفاعل.. لا يعقل أن يكون «برنامج صباح الخير يا بحرين» الإذاعي أكثر تفاعلا لدى الجهات من التفاعل مع الصحافة الوطنية.. مع كامل الاحترام والتقدير.
الرد المتأخر أو عدم الرد يظهرك بدور الضعيف.. والتجاهل وعدم التفاعل مع ما ينشر ويقال عنك يعطي انطباعا خاطئا بأن ما قيل عنك صحيح.. هكذا تعلمنا في الدورات التدريبية.. وهو ما ينطبق على العمل الإعلامي.. يرجى مراعاة فارق التوقيت.. لأن عدم الرد أو الرد المتأخر.. سيتسبب في حدوث فارق في التواصل.. فارق في الثقة.. وفارق في المصداقية.. والساحة إن لم تملأها بالحقيقة.. ملأها غيرك بالأكاذيب.. «ولا تلوموا إلا أنفسكم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك